د. يوسف يعقوب البصارة
نتابع في مقالنا الأخير لذات مضمون العنوان، شرح مفهوم الحروف المتعلقة او احرف النور من مفهوم لغة اهل
مصر القديمة وهي اللغة الهيروغليفية.
تصدر هنا الحرف الكريم سورة (ق) المكيّة.
قدمت مجموعة من اليهود الى سيد البشرية عليه وعلى آله افضل الصلاة وازكى التسليم سائلة عن خلق السموات والأرض، فأجاب صلى الله عليه وسلم: خلق الله الارض يومي الاحد والاثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء وما فيهن من منافع، وخلق يوم الاربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب، وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والقمر والملائكة الى ثلاث ساعات بقين منه، ففي الساعة الاولى خلق الآجال، وفي الثانية القى الآفة على كل شيء مما ينتفع به الناس، وفي الثالثة خلق آدم وأسكنه الجنة وأمر ابليس بالسجود له ثم أخرجه لعصيانه ثم استوى على العرش (الآية 38).
تبدأ السورة بحرف النور يليه قسم بالقرآن المجيد ذي السمو والعلو والرفعة، ثم يليه «بل» تفيد في اللغة العربية تقرير وإثبات ما قبله ونقيض ما بعده، وبذا تحمل بداية السورة الدهشة والاستغراب، بل والتعالي على كلام سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وعلى قول الخالق جلت قدرته، لاسيما ان السورة تتضمن البعث والعقاب والنشور.
وفي اللغة الهيروغليفية تعني (ق): ذهلوا او استغربوا وتعالوا وتهكموا وسخروا او يتعالى ويلعن، وبذلك يكون معنى بداية السورة: لقد تطاولوا وتعالوا عليك وسخروا منك وحقروا وقللوا من شأنك ومن شأن هذا القرآن المجيد الذي لا يعلو عليه شيء، وتأتي خاتمة السورة لتشرح بدايتها في قوله تعالى (نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد).
(ن)
افتتحت سورة «القلم» بهذا الحرف الجليل.
قيل عن هذا الحرف انه يفسر القلم الذي كتب به اللوح المحفوظ، وقيل في التفاسير كذلك إنه كناية لحوت عظيم او لوح من نور او الدواة (المحبرة)، لاتباع كلمة القلم به.
في سياق السورة اشارة الى المصطفى صلى الله عليه وسلم وأتباعه الذين اهتدوا بهديه وإلى فريق الضالين والمكذبين برسالته.
وفي اللغة الهيروغليفية تعني (ن): هبطوا وانحطوا وغفلوا وتبلدوا، وبذلك يكون مفهوم السورة في الآيات الأولى: تبا لهم، وتبا للقلم الذي يسطرون به، واللسان الذي يتلفظون به، وتبا لما يسطرون وما يكتبون من جهالة، وما يتقولون به عليك واتهمهم لك بالجنون، الا ان العزيز قد انعم عليك بالنبوة، وانه لمجزيك جزيل الاجر، إذ إنك على خلق عظيم وهو خلق القرآن، وحينها سنرى أيكم المفتون، هم بجهالتهم وانحطاطهم، ام انت يا محمد بسمو أخلاقك، وتختم السورة بآيات جليلة تؤكد المعنى ذاته لتكذيبهم بالرسالة وحديث النبي صلى الله عليه وسلم وزلقهم له بأبصارهم الخسيسة.
ويشير المؤلف الى تساؤل ويجيب عليه: كيف يكون الكتاب عربيا وتصدر بعض السور احرف ليس منطوقها او رمزها عربيا؟
ان الله تعالى يضرب لنا المثل بكيف يكون لو كتب بلغة غير عربية، الا ان تفصيل الآيات ينبغي ان يكون عربيا او ان الرمز يكون موجها للنبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام لحكمة معينة، او لقوم عالمين بيد انهم ورغم فهمهم للرمز لا يؤمنون، لاسيما يهود الجزيرة العربية، وقد يكون هؤلاء الزمرة بمعرفة باللغة الهيروغليفية والله بهذا يعطيهم سرا ربما يؤمنون بسببه، وهو ما لم يحدث الا ما ندر.
ومهما كان التأويل والتفسير والاجتهاد فنحن امة الاسلام على يقين بأن الله حق والكتاب حق والرسول محمد حق.
الأنباء الكويتية