للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

فك خط الحكومة

أ. صلاح منتصر

 

آلاف الرسائل تخرج من الوزارات والمصالح الحكومية يتم إرسالها يوميا لأصحابها من النادر أن يستطيع واحد من الذين تسلموا هذه الرسائل قراءة مافيها بسبب الخط غير المقروء المكتوبة به . خذ عندك الرسائل التى تخرج من مصلحة الضرائب وفيها أرقام مطلوب من الممول سدادها دون أى توضيح . ولولا أن الخطاب نموذج مطبوع يحمل اسم وزارة المالية ومصلحة الضرائب ما استطاع الممول فهم سبب الرسالة رغم إجادته القراءة . وعندك أيضا كل الرسائل التى تخرج من المحاكم والأقسام والمحليات جميعها يصعب على أى واحد مهما يكن تعليمه أن يقرأها رغم أن الرسالة تتصل بحقوق وجلسات ودعاوى وقضايا، كما أن الذين يختارون كتبة هذه الرسائل يتعمدون اختيار أصحاب أسوأ الخطوط .

وفى زمن مضى كانت رسائل المصالح تكتب باليد بخط واضح جميل كان تعبيرا عن مستوى التعليم فى ذلك الوقت حيث كانت هناك حصص للخط وكراسة خاصة نكتب عليها مختلف أنواع الخطوط من نسخ ورقعة وكوفى وفارسى وخط الثلث . وكانت الخطوط فى حد ذاتها تمثل جمالا تضمه لوحات مكتوبة يتبارى فيها الخطاطون مثل أشهر الرسامين . ولو عدت إلى كتابات الوزراء والمسئولين الذين تعلموا فى هذا الزمن الذى كان يحرص على لغته لوجدت أن خطوطهم جميعا من أجمل الخطوط . ولكن مع التطور الذى حدث فى التعليم كان من أوائل ضحايا هذا التطور إلغاء حصص الخط وكراسته وظهرت طرق جديدة كنا نسميها «نبش فراخ» ووصل التدهور إلى طريقة النطق مما أثمر سلسلة الفواجع التى تنطق بها ألسنة المسئولين .

وأدى هذا التدهور فى اللغة العربية كتابة ونطقا إلى هذا التسابق الذى نراه فى كتابة أسماء محالنا باللغة الأجنبية وكأنهم يخجلون من العربية اللغة الوحيدة التى كرمها الله وأنزل بها القرآن !

لقد اختفى القلم والورقة من رسائل الحكومات وظهر الكمبيوتر ولابد خلال سنتين على الأكثر أن يتم انتقال جميع موظفى الدولة من الكتابة باليد إلى الكومبيوتر بحيث لا يكون هناك موظف لا يستخدم الكمبيوتر على الأقل فى مخاطبة المواطنين الذين من حقهم الشعور باحترام الدولة لهم .
 

الأهرام

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية