عيسى الحربي
قدمت المملكة العربية السعودية على مدى 17 عامًا من خلال مركز الملك فهد الثقافي بالعاصمة البوسنية سراييفو، وفرعه في مدينة "موستار"، خدمات جليلة، ساهمت في رفع نسبة اعتناق الإسلام من ناحية، وتصحيح المعتقدات وتعليم اللغة العربية من ناحية أخرى.
وتجولت "سبق" ميدانيًّا في أروقة المنبر الثقافي، برفقة مدير المركز الدكتور محمد بن حسن آل الشيخ، ورصدت "مفخرة الأرقام"، التي تحققت خلال السنوات الماضية، كما تحدثت الصحيفة مع المستفيدين من خدمات المركز من جميع شرائح وفئات جمهورية البوسنة والهرسك، الذين أبدوا إعجابهم ورضاهم التام.
وفي الوقت الذي تتميز به مجمعات وطرقات وميادين العاصمة سراييفو بالهدوء نظرًا لقلة عدد سكان العاصمة، الذي لا يتجاوز نصف مليون نسمة، إلا أن المركز الثقافي يعج منذ الصباح الباكر حتى غروب الشمس بالزوار من مختلف الشرائح هناك، إضافة إلى الجنسيات الأخرى، كما يشهد المصلون الفرائض الخمس وصلاة الجمعة والعيدين في أكبر جوامع الدولة.
وعلى الرغم من أن العام الدراسي في جمهورية البوسنة قد توقف، ويستمتع الطلاب والطالبات حاليًا بالإجازة المدرسية، إلا أن الفصول الدراسية تمتلئ بهم في تلقي دورات اللغة العربية والحاسب الآلي والإسعافات الأولية والأنشطة الرياضية، وهي البرامج التي حققت رغبة الأبناء والبنات والشباب والكبار، وأصبح الموظفون يلجؤون للمركز الثقافي للحصول على الدورات المعتمدة من الجمهورية، وكان آخرها ترقية موظف جوازات بسبب حصوله على دورة في الحاسب من المركز، بحسب "آل الشيخ".
ويكشف الدكتور محمد آل الشيخ بلغة الأرقام جانبًا من الأنشطة التي يقدمها المركز منذ افتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود له عام 1421 هـ / 2000م، بحضور الرئيس البوسني الراحل علي عزت بيقوفيتش، التي تمثلت في التعريف بالقرآن الكريم وتعليمه وشرح علومه، ودورات في تعليم اللغة العربية لطلاب جامعة سراييفو العالمية، ودعم تعليم اللغة في مدن الجمهورية، وتجهيز فصول لتعليم "العربية" في المدارس الابتدائية، والمشاركة في المعارض الفنية، مثل معرض سراييفو الدولي للكتاب، ومعرض "تعرف على رسول الله"، والمهرجان الثقافي "السلام عليك يا رسول الله".
وبيَّن "آل الشيخ" أن مركز الملك فهد الثقافي بسراييفو وموستار هو منارة ثقافية وصورة مشرقة للمملكة على منطقة البلقان، عكست جانبًا مضيئًا وجزءًا يسيرًا من جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة المسلمين في أنحاء الكرة الأرضية. كما أن لرئيس المركز السابق والملحق الديني الحالي الشيخ عبدالمجيد الغيث دورًا جيدًا في مسيرة المركز الثقافي.
وأوضح مدير مركز الملك فهد، الدكتور محمد آل الشيخ، أنه خلال الأشهر السبعة الماضية من عام 2017 م سجَّل المركز إنجازات عظيمة في خدمة أهل البوسنة وجاليات الدول الأخرى؛ إذ بلغ مجموع من استفادوا 9592 دارسًا ودارسة في الأنشطة التعليمية والتدريبية، فيما أقيمت 10 مؤتمرات وندوات ومحاضرات ومعارض، بينها دعم تكلفة طباعة كتاب عن كلية التربية الإسلامية في مدينة بيهاتش التي تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وإتاحة المجال لأكثر من 25 مدرسة وجمعية وناديًا رياضيًّا للاستفادة من خدمات الصالة الرياضية.
وتابع: كما شهدت الـ 200 يوم الماضية سبعة أنشطة اجتماعية مكثفة، تنوعت بين حملات للتبرع بالدم، ونادٍ صيفي للأطفال، استفاد منه 135 طفلاً، وزيارة الأطفال بدار الأيتام الحكومية في سراييفو، وتقديم هدايا عيد الفطر باسم "مملكة الإنسانية"، وأيضًا هدايا لكل الأطفال المنومين في المستشفيات والمراكز الاجتماعية والصحية، التي كان لها أثر كبير في نفوس الأطفال وأهاليهم من جميع الديانات. وقدم المركز دعمًا لمشروع العمل التطوعي الذي ترعاه الجمعيات المتخصصة في البوسنة والهرسك.
وختم الدكتور "آل الشيخ" حديثه مؤكدًا أنهم يسعون لتطويع كل الإمكانات التي تقدمها السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين، وتقديم صورة مشرفة لبلاد الحرمين الشريفين أمام العالم، داعيًا زوار البوسنة من السعودية ودول الخليج إلى زيارة المركز، ومشاهدة الإنجازات على أرض الواقع. كما قدم شكره لوزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، لحرصه على تقديم أفضل الخدمات.
سبق