|
|

أهلاً لغة المليار
أ. حصة سيف
مرحباً بلغة الأكثر من مليار نسمة في مناهجنا، الأغلب بدأ باستهجان فكرة إضافة لغة جديدة إلى مناهجنا، ليس لمجرد الاعتراض، إنما بدعوى عدم تمكن بعض الطلبة من اللغة العربية.. لغتهم الأم، مما سيفتح المجال لإهدار التركيز الذي كان المفترض أن ينصب على لغتنا الأساسية، أو على اللغة العالمية الثانية، اللغة الانجليزية، لإتقانها وتمكن الجميع منها، خاصة أن ظاهرة أمية الكتابة والقراءة زادت في الآونة الأخيرة حسب اطلاعهم ومقابلتهم مع خريجي المدارس.
قد يكون مستوى التمكن من اللغة العربية ضعيفاً بنسبة معينة لدى بعض الطلبة، إلا أنه ليس سبباً مقنعاً لإيقاف عجلة التعلم، لا سيما أن أجيالنا من الطلبة مطالبون بالوصول والتربع على القمر وبناء مدينة على المريخ بعد سنوات، وكل ذلك لا يتأتى إلا بالعلم والنهل من مجالاته المتعددة، ويعد تعلم اللغة الصينية فرصة تمكن الطلبة من أن تفتح قريحتهم للانفتاح على الحضارات الأخرى، والتعرف إلى لغة التواصل الأساسية فيها، خاصة أن جمهورية الصين بالذات تكاد أن تكتسح بقوتها العسكرية والاقتصادية والصناعية أكبر قوة عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية، وتعلم لغة ذلك البلد سيضيف الكثير للطلبة خاصة أن لغتهم وحروفها تعتبر الأصعب بين اللغات.
ولم يكن تطبيق تعلم اللغات غريباً في مناهجنا، ولا يعد جديداً، فقد سبق أن طرحت وزارة التربية والتعليم في مناهجنا بالسبعينات من القرن الماضي تعلم اللغة الفرنسية إلى جانب الإنجليزية، كلغات أجنبية، والكثير من طلبة ذلك الزمان تعرفوا إلى مصطلحات وألفاظ فرنسية، وربما كونوا جملاً واستخدموها في حياتهم وتنقلاتهم، وها هم حالياً تبوّأوا العديد من المناصب، ولم يحدهم أي مجال للتعلم بل كانوا وما زالوا متعطشين لأي معرفة أو لغة جديدة تكسبهم مهارات في حياتهم.
فأهلاً بلغة المليار نسمة في مناهجنا، وأهلاً بالعلم الجديد الذي سيمكن الطلبة من التزود بالمعرفة الحقيقية، كما سيمكنهم من لغتهم حينما يقارنونها باللغة الصينية، كما أن ذلك يحفز المعلمين وخاصة معلمي اللغة العربية، ليبدعوا في أفكار وطرق جديدة لتعليم اللغة العربية بشكل أكثر سهولة، وليتمكن الطلبة من لغتهم الأم، وليكون خريجو طلبة «المدرسة الإماراتية» من أقوى الكوادر المؤهلة لتكملة بنية تنمية المجتمع وتطويره.
الخليج
|
|
|
|
|