للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الأخطاء اللغوية وقرصنة أسماء الأعلام في زمن الهرطقة والرطانة

أ. د. عبد الجليل أبوبكرغزالة

 

   عتبة الموضوع : سألتني أُمَّةٌ من الناس تقطن عدة أمصار وديار عربية ، وأخرى مقيمة في أصقاع وبقاع غربية وشرقية : هل يمكن تسمية أبنائنا وبناتنا باسم ( زيوس ) و ( أفر وديت ) و (  ريم ) و..... ؟ كيف نعرف مدى صحتها اللغوية والدلالية وندونها في البطاقات والوثائق الشخصية والعائلية ؟

أولا ) عند التفكير في تسمية أي مولود أو مولودة لا بد من الاحتكام إلى العلم بقواميسه ومعجماته المتخصصة ( قاموس أوكسفورد ، لاروس ، لسان العرب ، القاموس المحيط ، قاموس / معجم الأعلام ، المواقع الالكترونية ....) ، واستشارة الراسخين في هذا المجال .
 ثانيا ) يعني اسم ( زيوس ) عند الإغريق أب الآلهة والبشر وكبيرهم الأعظم ، والوريث الشرعي لها ، وهو إله السماء والصواعق ، حيث يحكم كل ما يجري في السماوات العلا ....لكن من يحكم البقية ؟ 
يملك ( زيوس ) الأعظم تسع بنات ، فهو ليس ( الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد !!! ) .
ثالثا ) يدل اسم ( أفر وديت ) عند الإغريق وفي اللغة الفرنسية على : إلهة الحب الجسدي والجنسي والشهوة والجمال ، وتقابلها عند عرب مرحلة ما قبل الإسلام ( اللات ) التي استغلت مع ( مناة ) للزنا والفجور ، كما تعني عند الرومان ( فينوس ) . كان معبدها يستغل لممارسة الجنس والفسق . يرمز إليها بصدفة البحر ، وقد كانت خائنة في زواجها وعاشقة للشاب ( أدونيس ) . فهل تستحق حاليا الجلد والرجم ؟ هل تغيرت سماتها الدلالية واستعاراتها البلاغية والسيميائية ؟ 
رابعا ) لا يمكن أن نقول ( فاكهاني ، صيدلاني ، حلواني ) ، بل ( فاكهي ، صيدلي ، حلوي ) ، حيث نضيف ( ياء ) النسبة فقط في آخر الكلمة . 
خامسا ) ذكر أستاذنا عبد الهادي بوطالب أن (( رِيم هو ولد الغزال الذكر، ومؤنثه ريمة ؛ أي ابنة الظبي ( الغزال ) . وأصلهما رِئْمٌ ورئمه فوقع التسهيل في الهمزة بنطقها وكتابتها ياء . وتسهيل الهمزة وارد في اللغة . وفي جميع الأحوال لا ينبغي أن يُطلَق لفظ ( رئم ، ريم ، ريمة ) على الذكر والأنثى . فلكل منها قواعده الخاص )) ، كما أن كتابة كلمة ( ريمة ) بالألف الطويلة ( ريما ؟؟؟ ) غير صحيح ولا معنى له في اللغة العربية .
سادسا ) لا تقلْ : ( يكنُّ له كراهيةً شديدةً ) ، بل قلْ : ( يكن له كُرْهًا شديدا ) لقوله تعالى في الآية 15 من سورة الأحقاف : (( حملته أمه كُرْهًا ووضعته كُرْهًا )) . 
  يعد كتاب الله الكريم المعيار اللغوي السليم والدائم والإسوة الأصولية (   grammatical ) لقياسات لغوية من هذا القبيل .
 فاسألوا الراسخين في مجال ( أسماء الأعلام ) والأنساب 
والقيافة واللغة ؛ البعيدين عن الهرطقة ، واعتبروا من زلاتكم ورطانتكم يا عرب الكتاب السماوي الأخير ...
   سابعا ) كان يسرد على مسامعي كل مرة التقي به في عرض مدينة مراكش الرابضة قرب جبل ( أوكايمدن )الأشم بتراثها المجيد ، آيات بينات من حبه لصغيرته ( إِلينا Elena  ) التي رأت النور منذ شهر فارط ، ويقلِّد صورا من حركاتها وأصواتها المبهمة . فكنت أردُّ عليه بحزم : ياصاح إن نطق هذا الاسم بالكسر في فاء الكلمة ( إِ = الحرف الأول ) لا يمت إلى اللغة العربية بصلة . إنه يعني بهذه الصيغة ( إله الشجر ) عند الإغريق . أتريد أن يكون ببيتك ( إله ) آخر شريك مع الخالق ، البارئ ، الواحد الأحد . أما نطقها أيها العزيز بالفتح ( أَلِينْ ) في فاء الكلمة ، فهو من اللِّين والرِّقة والشيء الرطب الطائع ، وكذلك استعمالها كاسم التفضيل بميزانه الصرفي العربي المعروف ( أفْعلُ : أَلْيَن ُ ) ...
ثامنا ) يجب الابتعاد عن استعمال أسماء الأعلام التي قد تلقي بنا في غيابات الشرك والمروق والعناد المقيت ، أو اللحن و( إخصاء معانيها من خلال التأثر ببعض المسلسلات المتلفزة والترجمات والاستلاب ... ) ، كما يجب أن نسألْ أهل الاختصاص إن كنا لا نعلم شيئا عن دلالة أي اسم علم .
 

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية