للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

لغــة الكتاتيب؟؟

أ. سليمان الطعاني

 

لم أكن أعلم السبب تحديدا، في نفور أبنائنا من تعلم اللغة العربية والابتعاد عنها، والادعاء بصعوبتها والإساءة لها من خلال عدم الاهتمام بقواعدها وإملائها وصوتها وجرسها ...... حتى وقعت بالصدفة على تسجيل فيديو عبر Facebook لمقابلة مع الدكتورة سهير السكري، أخصائية للغويات، أميركية من أصل عربي، عملت في جامعة جورج تاون واشنطن لأكثر من 40 عاما،

كان محور بحوثها ودراساتها هو الطفل، وسبب اهتمامها به أنها وجدت فرقا شاسعا بين طفلنا والطفل في العالم (المتقدم). فأطفالنا منذ ولادتهم وحتى وصولهم المدرسة يتكلمون فقط اللهجة العامية التي اكتسبوها فقط من الأم في البيت، وهي لغة محصورة لا تتجاوز حصيلتها 3 آلاف كلمة، ما يعني حدودا ضيقة لمساحة التفكير والإبداع والتصور والتخيّل التي لا تتحقق إلا باللغة، بينما الطفل الغربي يدخل المدرسة في سن الثالثة بحصيلة لغوية تصل إلى 16 ألف كلمة.

هذه المعلومة الصادمة التي عرفتها الباحثة وهي تدرس اللغويات أصابتها بالرعب والقلق على مستقبل أطفالنا. ثم وقع بيدها كتاب مشهور جدا اسمه «الإسلام الثوري» لكاتبه جيسون، كان محرما توزيعه لفترة استمرت 75 سنة خوفا من أن ينبه العرب والمسلمين إلى سر قوتهم وضعفهم.

ذكر الكاتب في كتابه هذا أن الإنجليز والفرنسيين قبل استيلائهم على الدولة العثمانية قاموا بإجراء دراسة وبحث عن أسباب قوة الفرد المسلم وسر امتلاكه لتلك الصلابة والقوة الجبارة التي مكنته من غزو العالم من المحيط الأطلسي إلى الهند حتى وصل مشارف فيينا، فوجدوا أن السر يكمن في نظام تعليم الطفل المسلم آنذاك، حين كان يذهب من سن الثالثة حتى السادسة إلى ما كان يعرف بـ «الكُتّاب» ليحفظ القرآن ويختمه، ولك أن تتخيل حجم القدرة الإبداعية لدى من يحفظ القرآن الزاخر بأكثر من 70 ألف كلمة تمثل أهم وأفصح وأجمل التركيبات اللغوية والصيغ البلاغية التي تحفز التفكير والتخيل والتصور عند هذا الفرد، ثم يستكمل إتقانه لها وهو في السادسة إلى السابعة من عمره بتعلمه قواعد نحوها وصرفها بحفظ ألفية ابن مالك التي تضم ألف بيت من الشعر تشمل كل قواعد اللغة العربية الفصحى.

لذا كان الفرد العربي أكثر قوة وصلابة وإقداما من نظيره الغربي، والفضل في ذلك كله يرجع إلى نوع التعليم الأولي المتمثل في (الكُتّاب).

خلص الإنجليز والفرنسيون من هذه الدراسة المشتركة أن سبب قوة الفرد المسلم الجبارة هي القرآن وكتاتيب تحفيظ القرآن.
فقامت فرنسا بإلغاء الكتاتيب في أفريقيا وجميع المدارس التي تحت سيطرتها مثل لبنان وسوريا. أما الإنجليز فوجدوا في غلق الكتاتيب أمر لن يقبله الناس بسهوله فقاموا بعمل مدارس أجنبية لأولاد الأغنياء، وجعلوا تدريس المنهج الانجليزي مضاعف بكثير لتكون لغة الأسياد للأسياد فقط وحتى لا يستطيع الطفل العربي التوغل في العلوم والمعرفة بسبب ضعف تحصيله للغة بريطانيا والغرب،

وبعد ذلك أنشأوا المدارس الحديثة وكان عمر الطفل بها من 6 سنوات وبالتالي ضاعت من الطفل أهم فترة تحصيل في حياته وهي من تاريخ ولادته إلى 7 سنوات تقريبا وبالتالي نجح الإنجليز في ضياع فترة تحصيل الطفل العربي اللغوية وعندما يذهب الطفل للمدرسة في عمر 6 سنوات سيجد كلمات باللغة العربية الفصحى وهذا غير ما تعلمه في البيت من كلمات عامية مختلفة تماما عن المدرسة فيجد الطفل نفسه واللغة العربية بالنسبة له عبارة عن لغة غريبة عليه وصعبة التحصيل ويبدأ مرحلة بغض لغته وكراهية للغته من الصغر. وبالتالي لن يتحدث اللغة العربية بطلاقة وضاعت منه أكثر من 7000 كلمة لغوية في عمر مبكر جدا.

وهذا هو حالنا اليوم قتل للهوية والعزيمة، ومدارس انجليزية وأخرى أمريكية وايطالية وفرنسية ... وابتعاد كامل عن أقدم وأغنى وأكمل اللغات في الدنيا، إذ تحتوي اللغة العربية على 16 الف جذر، ونفور واستغراب من نحوها وصرفها، ونجحوا في تنفيذ مخططاتهم بامتياز.

هذه المقالة موجهة الى كل، المتباكين على أيام الطفولة الأولى التي يرونها فترة للعب و«التنطيط» وتفريغ الطاقة، ويزعمون أنه من القسوة والظلم والتجني والتخلف أن نجبر الطفل خلالها، على دراسة القران، قرآناً عربياً غير ذي عوج.

 

عمون

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية