للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

صراع اللغات.. الأطفال الأكثر ضرراً

أ. ضحى رحمون

 

محادثة أم مع طفلها البالغ من العمر ثلاثة سنوات،  تلوث سمعي لا نصادفه إلا في عالمنا العربي واستهتار باللغة التي انزلها الله علينا, كنز عظيم بين ايدينا, ولكن للأسف ينسل منها كما الماء.

ضعف اللغة وعدم إمكانية ترتيب الجمل بطريقة سليمة، والتلعثم أثناء الحديث، مشكلات تواجهنا يوميا ونسمعها من الاجيال الجديدة، سيما الاطفال، وهي في تفاقم وازدياد، أطفال في مقتبل العمر يتحدثون اللغة العربية وكأنها جاءت من كوكب اخر،  كلمات مكسرة وجمل مبعثرة.
الوالدان هما المسبب الأول و تقع عليهما كامل المسؤولية في تنشئة الطفل بهذه الطريقة، تداخل اللغات وتنحية العربية جانبا.
منهم من يظن أن إبنه إذا تحدث باللغة الأجنبية منذ الصغر عوضا عن تحدثه بلغته الأم فإن ذلك سيزيد من مكانته وشأنه في المجتمع، ومنهم من يظن أن تعليم الأطفال منذ الصغر لغة أخرى غير لغته الأم تساعده على توسيع مداركه وزيادة ثقافته.

دوافع الاهل 

يرى بعض الأباء أن تعليم اللغة الإنجليزية قد أصبح ضرورة،يقول اسعد عبدالخالق ،والد لطفلين « لأننا نعيش في عصر أصبح العالم فيه قرية صغيرة، واللغة السائدة فيه هي اللغة الإنجليزية، تستخدم في السفر والتسوق وهي لغة الكمبيوتر والتلفاز ووسائل الاتصال، كما أنها مفيدة أكثر من اللغة العربية لأنها تتيح لمن يتقنها فرصا أفضل ومجالات أوسع، واعتبرها البعض من متطلبات النجاح في الحياة».

لكن، يتابع « المشكلة الكبرى تكمن في اقصاء اللغة العربية واستبدالها باللغة الأجنبية وخاصة عند الأطفال ما دون عمر السادسة، فهي مشكلة وإن كان البعض يراها صغيرة فإن لها عواقبا وخيمة، إجتماعيا وثقافيا وسياسيا» .
يضيف «مسؤولية الاهل الموازنة والبداية باللغة الام ومن ثم الانطلاق لعالم اللغات الاخرى». 
وترى والدة ديما التي تدرس في مدرسة منهاجها اجنبي المحتوى واللغة ان «اللغة وعاء الثقافة،  فعندما يتعلم الطفل لغة ما، فإنه يتعلم لغة وثقافة معا، ويتعلم مفاهيم وطريقة تفكير وقدرة على التعبير».
وتتابع «الامر مهم ولكن مع الانتباه الا تبنى هذه الثقافه على لغة غير لغته وثقافة غير ثقافته ، حتما سيشعر بالفخر والإنتماء للغة التي تعلمها أولا، ومرة بعد مرة سيجد صعوبة في تعلم لغته الأم ولن يكون قادرا على تعلمها وخاصة لو كانت لغته هي اللغة العربية».
تضيف «اللغة العربية تعتبر من أصعب اللغات في العالم, فهي بحر تشمل القواعد والبلاغة والإملاء والتعبير، , ولذلك لابد من تعلم اللغة العربية منذ الصغر لأنها تكسب الطفل مفردات ومفاهيم باللغة العربية ومن خلالها يستقيم لسانه ونطقه للكلمات».
ورغم وجودها اي ابنتي في مدرسة اجنبية احرص تماما على تعلمها لغتها الام والمدرسة ايضا تساعد في بناء الأساس الأكاديمي الذي يسهم في النجاح الدراسي والمهني في المستقبل».
اللغة مفتاح القوة 
وترى المربية سامية عوض ان «هذه الظاهرة في نظر البعض شأن شخصي فكل أسرة ترى المناسب لاطفالها، وتمضي على النهج الذي يناسبها».
تضيف « ولكن تهميش المشكلة يؤدي إلى مشاكل أكبر منها ووقعها مدمر أكثر, فالصراع اللغوي من أبرز الآثار السلبية على المجتمع فهو الأساس الذي ينتج عنه الآثار الأخرى،  وذلك من خلال الآثار النفسية والعلمية المترتبة عليها ، فعلى صعيد الأثر النفسي يتوغل في نفس المتعلم عجز اللغة العربية في التطور العلمي والتقني،  بالتالي يبدأ في الإنتقاص من العربية، فتبدأ صلتهم بالتراث العربي بالإنفصال شيئا فشيئا حتى تصل إلى حد الإنقطاع».
وترى « وأما على الصعيد العلمي فإن الإستمرار في إستخدام اللغة الأجنبية في شتى المجالات يزيد من التبعية لأصحاب التقدم, إذ نكون متلقين لا مصدرين, نصبح على هامش الطريق لا نسمح لعقولنا وأفكارنا أن تنطلق لتسبح في العالم وفضائه, فغاب عن أذهانهم أن الأمم لا تتقدم إلا بلغتها».
وتؤكد عوض «ومن التجارب التي تدحض كلام البعض بأن اللغة العربية عقبة أمام التطور ما أكدته التجربة السورية في تعليم الطب باللغة العربية, ومن الصراع اللغوي يأتي ضعف الإعتزاز باللغة العربية وهذا العامل له أثر كبير في جانب الإستعداد النفسي تجاه العربية, لأنه كلما قوي اعتزاز الفرد بلغته كلما كان مؤثرا في فاعلية الإستعداد نحو اللغة العربية وإحتوائها والعكس صحيح, فالإعتزاز باللغة العربية يتماشى طرديا مع الهوية القومية العربية, فعندما يتلاشى الإعتزاز باللغة تتلاشى معه الهوية, وهي تعتبر من أخطر المشاكل التي تواجه الأمة العربية, إذ أنها تهدد جميع أركان الهوية «الثقافة, اللغة, الدين, الجوانب الاجتماعية».
وترى ماجدة مهدي معلمة لغة عربية في القطاع الخاص انه «لابد من تعليم اللغة الإنجليزية، ولكن ليس على حساب اللغة العربية، والتصحيح يكون بأن تكون لغة المحادثة في المنزل العربية فقط، باعتبار الاسرة عربية،  فاستخدام اللغة الأم لا يتحقق بالولادة أو بالوراثة بل بالتعلم والممارسة».
وتؤكد « إضافة إلى أن اللغة العربية تختلف عن غيرها من اللغات في وجود شكلين مختلفين هما اللغة المحكية وهي العامية، واللغة المكتوبة المقروءة وهي الفصحى، لذا ينبغي تعليمها وتعلمها، لأن تعلمها لا يتم آليا».
وتنهي حديثها بالقول «  و الأمر اللافت للنظر هو الجهل التام بالمخاطر التي قد تسببها هذه الظاهرة على المدى البعيد, وعدم المبالاة بمستقبل اللغة العربية، والخطر الذي تواجهه من غزو اللغة الإنجليزية وتغلغلها في جميع مناحي الحياة, والواقع السياسي الذي نعيشه في منطقتنا العربية في الوقت الحاضر والذي يفرض علينا ضرورة الحفاظ على لغتنا وتطويرها, فلم يبقى لنا من هويتنا الا اللغة العربية ... لنحافظ عليها».
 

الدستور

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية