|
|

تعزيز اللغة العربية هدف قومي وحضاري
د. نزيه كبارة
جرى في الفترة الواقعة بين 7 و11 تشرين الثاني الماضي في مركز الصفدي الثقافي تنفيذ عدد من الأنشطة بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي أعلنته منظمة التربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) في الثامن عشر من شهر كانون الأول من كل عام، وكان من أبرز هذه الأنشطة الحلقة الدراسية التي تناولت تعزيز اللغة العربية في التعليم ما قبل الجامعي كما في التعليم الجامعي وفي الحياة العامة، والعمل على إغناء اللغة العربية بالمصطلحات العلمية الحديثة لتصبح لغتنا العربية لغة العلوم كما هي لغة الآداب.
وجاء في التوصيات التي ألقاها منسق الاحتفال كاتب هذه السطور ما يلي:
1- في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي
من الضروري إعادة النظر بصورة دورية في مناهج التعليم، ولا سيما مناهج اللغة العربية، وبالكتاب المدرسي لجهة الحرص على تضمينه نصوصاً نثرية وشعرية يقبل الطالب على قراءتها بشغف لجمالها ومعالجتها موضوعات من حياته وبيئته، وكذلك حفظ بعض القصائد لكبار شعراء العربية من القدامى والمحدثين لأن هذا الحفظ يُنمي مخزون الطالب اللغوي ويساعده على اتقان العربية الفصحى شفاهة وكتابة.
تعليم قواعد اللغة بالطريقة التطبيقية التي تسمح للطالب باستخراج القاعدة النحوية بنفسه، بمساعدة من المعلم، بدلاً من فرض حفظ القواعد غيباً كما هو متبع حتى الآن.
-التأكيد على ضرورة إعداد المعلم إعداداً جيداً في مؤسسات الإعداد، وضرورة إشراكه باستمرار في دورات تدريبية لتمكينه من تجويد طريقة تعليمه.
-إعادة العمل بدور المعلمين والمعلمات المغلقة عملياً منذ العام 2000 وإنهاء بدعة التعاقد التي أضرت كثيراً بمستوى التعليم الرسمي.
2-في مرحلة التعليم الجامعي
التشديد على أن يكون شرح الدروس والنصوص النثرية والشعرية والحوار بين الأستاذ والطلاب في كلية الآداب والكليات الأخرى التي تدرّس بالعربية، أن يكون باللغة الفصحى.
3-على صعيد تعزيز استعمال اللغة العربية في حياتنا العامة
استعمال اللغة العربية الفصحى في نشرات الأخبار، وفي الإعلانات، وفي الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية... وكذلك استعمالها في كتابة "آرمات" المحلات التجارية والمؤسسات على اختلافها... وكتابة أسماء الممثلين والمخرجين وغيرهم بالحرف العربي لا بالحرف اللاتيني كما يجري حالياً في الأفلام والمسلسلات من إنتاج البلدان العربية. وإصدار تشريع خاص بذلك.
4-على صعيد إغناء العربية بالمصطلحات العلمية الحديثة
يتطلب إغناء العربية بالمصطلحات العلمية الحديثة جهوداً عربية مشتركة، وذلك من خلال مجامع اللغة العربية القائمة حالياً، والتي ستقام في مرحلة لاحقة، وتعزيز هذه المجامع بمتخصصين في اللغة العربية ومتخصصين في المواد العلمية (الفيزياء والكيمياء، والهندسة والطب والصيدلة...) ليعملوا معاً في وضع مصطلحات عربية تقابل المصطلحات الأجنبية.
ومن الضروري تقسيم العمل بين المجامع بحيث يتولى كل مجمع تعريب مادة علمية واحدة، على أن يتم التنسيق بين هذه المجامع من قبل إدارة خاصة تنشأ في جامعة الدول العربية. وما يتم الاتفاق على اعتماده من المصطلحات المستحدثة ينشر في المعاجم الخاصة بكل مادة من المواد العلمية، وذلك تمهيداً وتشجيعاً للأساتذة الجامعيين الذين يدرسون المواد العلمية على التأليف باللغة العربية وإعطاء الدروس بها.
-وهذه التوصية تُعدّ بمثابة خارطة طريق لتحقيق الهدف المنشود، وتحتاج الى جهود مكثفة من قبل العاملين في المجامع العلمية، فضلاً عن الأموال التي يجب تخصيصها للإنفاق على تلك الجهود.
-التأكيد على أن تعزيز اللغة العربية في التعليم وفي الحياة العامة لا يعني أبداً إهمال تعليم لغة أجنبية (حالياً الفرنسية أو الإنكليزية) لا نزال بحاجة إليها لأنها من ضرورات العصر.. ولكن- في المقابل- لا بد أن نكون حرصاء على لغتنا العربية التي هي لغتنا القومية التي نعتز بها...
البيان
|
|
|
|
|