ألم تلك أيات من أحرف لغتنا الجميلة عبارات رنتُها كالموسيقى ولفظها كالسحر ولَكنتُها حِسجة جنوبية والجملة منها بيتُ غزل أنُدلسي غَناهُ زرياب في حفل شعري على ضفاف نهر مجراهُ كأحرف هِجاء من الألف الى ألياء هي تناغم حركات الفتح والضم والتنوين على أواخر الكلمات التي دائما ما تراقصت بحب فتاة أو صبية مولعة بحب وطني الذي أستباح سكون أخر حروفه بربر لم شتاتهم وادي الفرات وزق في حناجرهم موت ضميرهم الذي أستتر خلف شمائل رجيفهم الذي مزقته شدة رجال زحفوا رجالاً وركباناَ صمموا بكل عنفوان الألف حين يقف قبل الباء أو الميم فكانت تضحية بحجم حرف الجر حين يدق ناقوس النصر لكسر جيوش تترية مرغ أنفها واو الجماعة ( ولله جنود لم تروها ) قبل أن تسرق حلم الطفولة من عين فتاة رسمت أناملها خارطة العراق واليوم .. والواو لا تشبه حسب ما قبلها في الاعراب كما لا يشبه غَدُنا الأمسُ فشتان ما بين أحرف تكتب عشقاً بلحن الهجع وحروف تكتب حزناً بلون الوجع وما بين هذا وذاك نحتفل هنا باليوم العالمي للغة العربية وكأن الجمع فراشات تحوم في بستان الحروف وهي بين الحاء والباء ترسم صورة رائعة بطعم العسل قرمزية اللون لتضيف الى صباحنا شذرات بعطر الياسمين تلفها باقة من أحرف لغتنا الرائعة وهي تنعى رحيل دولة الخرافة وميلاد عصر جديد لجيل عراقنا الناهض بحب لغته الجميلة .

دنيا الوطن