العمل المشترك مع أجهزة الدولة وسلطاتها والمجتمع المدنى والمنظمات الأهلية والتجمعات المتضررة للحفاظ على (شيء ما) يسمى (الحماية ) وتحقيقها يتطلب آليات للتطبيق ولا تقتصر الحماية على الكائنات الحية وإنما تمتد للأرض وما تحتويه من العقائد والأديان واللغات والآثار ولعل أبرز ما نْعانيه من إهمال أحد هذه المجالات يتضح فى «كيفية حماية لغتنا العربية» التى تمثل الهوية والديانه الإسلامية ونزل بها القرآن الكريم كتاب الله على رسولنا - محمد عليه الصلاة والسلام - بلسان عربى مبين (قبل 1439عاما ) لإ نتشارمظاهر إستخدام اللغة الأجنبية بديلا للعربية كما نراها فوق المحال والقرى والمنتجعات السياحية أسماء أجنبية كْتبت باللغة الانجليزية بما يوحى للمواطنين بأنهم فى احياء خارج موطنهم الأصلى بجانب إعلانات تجارية ارتفعت على مساحات واسعة بالميادين والطرق والكبارى والمنشآت والشوارع ونشرت صفحات كاملة فى الصحف المسماة بالقومية وظهرت فى مجتمعاتنا الأدبية والثقافية وبرامجنا الإعلامية والندوات والمؤتمرات السياسية والإجتماعية طائفة المتحدثين بفقرات وتعبيرات إنجليزية سيراعلى نهج المطرب الشعبى محمود شكوكو فى منولوجاته من كلمات أجنبية قائلا (فرانكو آراب) وفى هذا السياق جاء اليوم العالمى للغة العربية الذى يحتفل به 18ديسمبر كل عام تنفيذا لقرار المجلس التنفيذى لمنظمة «اليونسكو» و احتفلت به كما احتفل مجمع اللغة العربية وبالمناسبة قالت المديرة العامة لليونسكو(أزولاي) الفرنسية إن اللغة العربية كانت حافز إنتاج ونقل العلوم الفلسفية واليونانية والرومانية لأوربا وأقامت الحوار بين المسالك البرية والبحرية من سواحل الهند للقرن الأفريقى ورغم إعتماد العربية رسميا فى اليونسكو ومنظمات الأمم المتحده والوحدة الأفريقية ضمن اللغات المقررة للعمل بالجمعية العامة للأمم المتحدة ولجانها وفقا لقرارها فى ديسمبر 1973بجعلها واحدة من اللغات الستة بالمنظمة الدولية فإنها لا تحظى بالتقديرعلى يد أبناء أوطانها كما قال الدكتور محمد شفيع الدين عضو مجمع اللغة العربية فى حواره بإحدى الصحف بأن اللغه القومية لأى دولة تأتى فى الصدارة ولكن الواقع عكس ذلك حيث تتقدم اللغه الأجنبية مما يشكل خطورة على ثقافتنا وهويتنا ويتطلب الإسراع بإقرار القانون الذى أعده المجمع وشهد مناقشات مع المعنيين وتبلورت 21مادة تعتبر الصيغه النهائية ويبقى التساؤل هل يفسح مجلس الوزراء المجال للموافقه على مشروع القانون وإحالته للبرلمان لإقراره لتوفير الحماية للغتنا كمطلب ينتظره 422مليون نسمة يتحدثون العربية بأنحاء العالم.. أم يبقى الحال على ماهو عليه؟

الأهرام