للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اللغة العربية تنادي أدركوني

د. سلام أورحمة

 

في الحياة كما في اللغة يبحث الإنسان عن عنصر المفاجأة، وأنى لم يجدها في أيّ منهما تنكر للغة واعتبرها فاشلة عاجزة عن التعبير، وبالحياة فاتهمها بالملل إلى حد القرف، والمفاجأة ـ كما نرى ويرى غيرنا من الباحثين ـ هي العدول عن الأصل والانحراف عن سياق التوقعات، هي الأحداث الجديدة التي لم يكن لنا بها سابق عهد ولا سابق توقع واحتمال، هي انحدار دمعة من عين الأسد، وإقدام عصفور لارتكاب جريمة، وضبط العين التقية العفيفة في حالة غزل، وصدور أفكار عبقرية من ذهن ضعيف التفكير، وهلم جرا مما هو من هذا القبيل.

إن المفاجأة السحرية عند دعاة التدريج هي أن يطالعنا ذات صباح شباب لا يتكلم اللغة العربية في المؤسسات التعليمية، أن نقرأ ونتواصل بغير اللغة المبسوطة في مائدة الكتاب، المنقوشة في ذاكرة المعلقات، المخطوطة في شرح الجمل، إنهم يبحثون عن متكلم مثالي حيث الدارجة هي المفاجأة السحرية التي يعبر بها القوم عن أغراضهم بدل المتكلم المثالي الذي يتقن اللغة العربية قراءة وكتابة استعمالا وقواعد، وهي ليست إلا مشروعا فرنكفونيا ضخما من ورائه طائفة من أصحاب النظرة الضيقة، المصابين بالعمش الثقافي والكسل اللغوي الذي يعد آفة لهم وهم في غفلة من أمرهم.
نعم، إنه بمشروع فرانكفوني يحاول كل مرة طمس اللغة العربية واعتماد لغة موليير بدلا منها، فلأنه من غير الممكن أن يدعو هذا المشروع إلى اعتماد لغة موليير لاعتبارات تاريخية وهوياتية، فإنه لم يجد بدا إلا الدعوة إلى اعتماد الدارجة في الصحف والمجلات، في المؤسسات التعلمية والإدارات، ظنا منه أنها ستؤمن تحقيق التنمية الشاملة، وتحقيق التقدم المنشود، وتقديمها المفاجأة السحرية التي لا بديل عنها، فشكلت هذه الدعوة حصان طرواة يركبونه للنيل من اللغة العربية وتعكير ثوبها الناصع العفيف.
إنها مفاجأة ـ قديمة جديدة ـ لعمري بئيسة فاشلة يراد لها من خلال مغرياتها مزج السم بالعسل إلى أن تصل إلى تلويث ثوب العربية الناصع، وتعكير صفاء أصواتها، وقواعد تركيبها، ودلالة مفردات معجمها، فتغدوا اللغة مستعدة للموت والاندثار، حينئذ سنندم أيما ندم أننا لم نلب نداء لغتنا وهي تنادي أن أدركوني، وقانا الله شر هذه المفاجأة.
 

وجدة سيتي

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية