علاء الدين محمود
نظم مركز جمال بن حويرب للدراسات في دبي؛ أمس الأول، ندوة حملت عنوان «الخط العربي ودور الإمارات في ازدهاره»، تحدث فيها الخطاط والفنان التشكيلي خالد الجلاف رئيس جمعية الإمارات لفن الخط العربي، ونائب رئيس تحرير مجلة «حروف عربية»، المتخصصة في مجال الخط العربي، وقدمها جمال بن حويرب رئيس المركز والمدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، حيث قدم سيرة ذاتية للجلاف متناولاً إسهاماته الكبيرة والمتعددة في مجال الخط العربي والزخارف الإسلامية، ومبرزاً أهمية فن الخط، والدور الكبير الذي قامت به الدولة في حفظ هذا الفن المهم والإسهام في ازدهاره.
وتناول الجلاف عوامل ازدهار الخط العربي في الإمارات، متحدثاً عن الدور الكبير الذي قامت به المدارس الأهلية، قبل ظهور النظامية، حيث وضعت مادة الخط ضمن منهج اللغة العربية.
وأشار إلى الدور الذي لعبته جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، التي كان لها فضل احتضان مجموعة من الخطاطين حيث تشكلت جماعة الخط العربي، وصدرت مجلة الخطاط، التي لم تستمر طويلاً لتصدر بعدها بعشرة أعوام مجلة حروف عربية، كما أن المؤسسات الحكومية بدأت تهتم بالخط العربي، مثل دائرة الثقافة في الشارقة وندوة الثقافة والعلوم في دبي.
وذكر الجلاف أن هنالك دعماً كبيراً لفن الخط العربي، مثل ذلك الذي تقدمه حكومة الشارقة برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، عبر دائرة الثقافة، وهيئة المتاحف في الشارقة، والمعاهد التي تدرس الخط، ومشروع كتاتيب في مدن الشارقة ومساجدها، ومهرجان الفنون الإسلامية، وبينالي الخط كل عامين.
وأوضح الجلاف أن الخطاط الإماراتي وصل مستوى كبيراً يقارع الخطاط العالمي، مشيراً إلى الدعم الكبير للحكومة وتشجيع المسؤولين سواء عبر المبادرات الفنية، أو من خلال اقتناء الأعمال الخطية، وهو أمر في غاية الأهمية بالنسبة للخطاط أن يجد كل ذلك الاهتمام من محيطه، فيدفعه ذلك إلى إنتاج المزيد من الأعمال، والتحسين من جودة عمله وإبداعه.
ونوه الجلاف ببعض الأمور التي لا بد من إعادة النظر فيها، مثل إهمال تعليم الخط في المدارس، حيث لم يعد يدرس كمادة ضمن المناهج الحالية، إضافة إلى عدم الاعتراف بهذا الفن ضمن مناهج كليات الفنون، وعدم توفر مراكز لتعليم الخط في ماعدا إمارة الشارقة، متناولاً كذلك الجهل أحياناً بأهمية هذا الفن وضعف الإقبال عليه.
ودعا الجلاف إلى عودة فن الخط العربي لمناهج التعليم، ليُدرّس كفن بذاته وليس ملحقاً بمادة اللغة العربية، مطالباً بالاهتمام الإعلامي به كفن قومي، وتخصيصه ضمن مناهج التعليم في كليات الفنون، وإنشاء مراكز لتعليمه، ومتحف وطني للخط، ومسابقات للخطاطين واقتناء الأعمال الفائزة، وتشجيع التخصص العلمي لهذا الفن، وتخصيص منح للراغبين في تعلمه وإتقانه.
الخليج