للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

وزارة التربية الوطنية تعمل في « سرية » لإعدام اللغة العربية و فرنسة التعليم بالمغرب

أ. عبد المجيد التجدادي

 

بعد مرور وزراء على وزارة التربية الوطنية عبّروا صراحة عن مواقف سيئة تجاه اللغة العربية (أحمد اخشيشن و رشيد بلمختار) ، و مباشرة في عهد الوزير محمد حصاد القادم إليها من وزارة الداخلية ، و في ظل هذه الحكومة التي يرأسها السيد سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة و التنمية الذي كنا نأمل من حزبه أن يحصن ما تبقى من جذور و سمات هويتنا المغربية ، و بعد وضع الرؤية الاستراتيجية للتربية و التكوين التي كنا نأمل منها أن تضع حدا لحالة الشد و الجذب التي طبعت تاريخ التربية و التعليم بالمغرب ..؛ بعد كل هذا تشهد عملية « فرنسة » التعليم الثانوي الإعدادي و التأهيلي تسريعا غير مسبوق في إطار التنزيل التعسفي لما يعرف بالمسالك الدولية (خيار فرنسية) .

غير أن المثير للدهشة و القلق هذه المرة ، هو أن عملية الفرنسة هذه تتم في جل المديريات الإقليمية للمملكة وفق منطق جديد تغيب فيه روح المسؤولية و ما يرتبط بها من محاسبة : فالأكاديميات و المديريات التي اعتمدت هذا القرار التعسفي بالإعدام النهائي للتعليم العام من كلا السلكين الثانوي الإعدادي و الثانوي التأهيلي ، و تعويضه بالمسلك الدولي (خيار فرنسية) تعمل على تنزيل هذا « القرار » في غياب أية وثيقة إدارية رسمية يمكن البناء عليها في إطار قواعد العمل الإداري . فليس هناك أية وثيقة لا وزارية و لا أكاديمية و لا مديرية !!!… لقد أصبح مدراء و أساتذة المؤسسات التعليمية المعنية يعملون وفق منطق التعليمات عبر الهواتف و الرسائل الهاتفية القصيرة التي يصدرها لهم موظفون من مصالح إدارية مختلفة ؛ حتى إذا سألتهم عن مراسلة أو مذكرة (وثيقة رسمية مكتوبة) في هذا الشأن ، لا تجد أي جواب غير : « اِفعل ما تؤمر ، فهذا ما قيل لنا » !..
من أمر بذلك ؟ لا أحد يعلم !!!…
و مما يزيد من حيرتنا و دهشتنا إزاء هذا الوضع غير الطبيعي لعمل أجهزة الوزارة الوصية ، أن سؤالين بهذا الشأن ما يزالان معلقين بدون رد منذ بداية هذا الموسم (2018/207) : السؤالان معا وضعهما برلمانيان عن حزب العدالة و التنمية أحدهما في مجلس المستشارين و الآخر في مجلس النواب . فما السر وراء تجاهل وزير التربية الوطنية للجواب عن هذين السؤالين المطروحين من قبل ممثلي الشعب ؟ !!.. و ما هذه الإهانة في حق مؤسسة دستورية !!!…
خلاصة القول : فكأنه وُضع « سرّا » (من وضعه و باتفاق مع من ؟ لا أحد يعلم) قيد التنفيذ مشروعٌ للفرنسة على مدى ثلاث سنوات : هدفه إعدام التعليم العام و تعويضه بالمسلك الدولي خيار فرنسية . بدأ تنفيذ هذا المسلك في الأولى إعدادي خلال هذا الموسم 2018/2017 ، و سيشمل الثانية إعدادي و الجذع مشترك خلال موسم 2019/2018 ، ثم سيعمم على كامل التعليم الثانوي بسلكيه خلال موسم 2020/2019 حيث سيجتاز تلاميذ الثالثة إعدادي امتحانا جهويا هو الأول من نوعه باللغة الفرنسية ، و سيجتاز تلاميذ الثانية بكالوريا امتحانا وطنيا هو الأول من نوعه باللغة الفرنسية كذلك !!!…
هذا الإجراء التعسفي خارج كل الأطر التشريعية و التنظيمية : سيستفيد منه حتما ثلة من تلاميذ المراكز الحضرية الذين سبقت لهم الدراسة في مؤسسات تعليمية خاصة في الابتدائي ..؛ غير أنه سيكون مجزرة تربوية تعليمية « دامية » في حق تلاميذ المناطق الهشة و المهمشة الذين درسوا في مؤسسات ابتدائية عمومية . و في هذا تكريس للفوارق الاجتماعية و المجالية التي تشهدها البلاد : فيزداد أبناء المحظوظين حظوة و أبناء المحرومين حرمانا ..، و يُحطم بذلك أحد سلالم الترقي الاجتماعي التي كان (و ما يزال) يعول عليها فقراء المغرب .
و لنا موعد بعد موسمين دراسيين من الآن لكي نقف على حجم الكارثة في نتائج تلاميذ الثالثة إعدادي مسلك دولي و الثانية بكالوريا مسلك دولي ؛ فنرى كيف تجهض أحلام أبناء الفقراء في مواصلة مسارهم الدراسي .
 

وجدة سيتي

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية