للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

شعر متحرر

أ. علاء الدين محمود

 

أسلوبية «الصلام»، هي واحدة من تلك الطرق الشعرية الجديدة التي تلقّاها الشباب العربي بأريحية كبيرة، للتعبير عن مكنوناتهم، فالتوق إلى الحرية يقود إلى استخدام أدوات تنزع هي الأخرى نحو التحرر، وفي عصر السرعة والعولمة، فإن الشعور المتنامي بالتهميش والانغلاق والعزلة، يقود إلى تجريب ما يفلح في التعبير عن هذا الوضع، بطرق كلامية أكثر احتجاجية، وربما ذلك ما قاد إلى ذلك الاحتفاء حتى في العالم العربي بشعر «الصلام» السهل والذي يعبر عن الشعور اللحظي، من دون كثير عناء في التدبر، وربما تلك الطريقة تشبه في بعض جوانبها شعر الهايكو، ولئن كان الأخير يحمل موقفاً فكرياً وفلسفياً متدبراً للمشهد والصورة الطبيعية، فإننا كذلك لا يمكن أن ننفي الطابع الفكري عن «الصلام»، فهو ابن الاحتجاج، والمهم أنه يرصد لحظة تبحث في التعبير عنها أدبياً وشعرياً.

يتحرر شعر «الصلام» من القافية والوزن وكل ما يقيد انطلاق الكلام، لكنه يحافظ على جمالية اللغة، وكانت أولى بداياته في منتصف الثمانينات في الولايات المتحدة على يد الشاعر الأمريكي مارك سميث، وكان هدف سميث الأساسي هو تقريب الشعر من الناس، وانتقلت هذه الموضة إلى العالم العربي، ووجدت رواجاً فيه خاصة في تونس والمغرب، حيث بات يتم التعبير عبر «الصلام» عن الحياة الاجتماعية، فهو يتطلب قدراً كبيراً من المهارة في الإلقاء، بأسلوب يقطع مع الأشكال الكلاسيكية في الإلقاء، وينشد في الوقت ذاته، مفارقة الشعر النخبوي، وجعله متاحاً للجماهير بحيث يخرج من الصالات الخاصة إلى الشوارع، وتطور «الصلام» عربياً إلى حد بات ينسج على غراره شعر عربي فصيح على نحو ما باتت تفعله الشاعرة التونسية نيران الطرابلسي، المهتمة بالشعر المعاصر، ويرى بعض شعراء «الصلام» في المغرب العربي، أن التأثير الأكبر كان لأشعار عبد الرحمن الأبنودي وأحمد فؤاد نجم، اللذين اشتهرا بكتابة القصيدة التي تحمل روح القصة المحكية وتحتفي بالموسيقى الشعرية.
وبات شعر «الصلام»، يلقى قبولاً كبيراً وقد برز بشكل كبير الشاعر أنيس شوشان، رغم اختلاف الكثيرين مع شاعريته، رغم أنه يقرض الشعر باللغة العربية الفصحى، لكنه صار يجد شعبية من خلال قصائد تعبر عن الهم الشعبي، وتحلم بسلام العالم والوحدة بين الشعوب ونبذ العنصرية، وهي المواضيع التي تغلب على شعر «الصلام»، ويقدم كثيرون انتقادات حادة لهذا النمط الشعري، ويرون أن أبنية الشعر المعروفة باتت مهددة بفعل تلك الأسلوبية التي يصفونها بالكسولة.

 

الخليج

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية