بشاير الشريف
اللغة في مختلف المجتمعات هويّة، وهو معنى برغم تداوله وتكراره ينبغي النظر إليه من زاوية أنّ اللغة هي التي تمنح الإنسان وجوده، ولهذا حين يفقد المجتمع لغته الأصلية يتحوّل إلى مجتمع محكوم بالشتات من داخله، وإن بدا متماسكا في ظاهره الاجتماعي.
الاستلاب الثقافي
التحديات التي تواجه لغتنا العربية كثيرة، أبرزها القدرة على احتواء متطلبات العصر الجديدة، التي تتسع وتتغير باستمرار، ومن هذا المنطلق تبرز حاجتنا إلى ضرورة إيجاد البرامج التعليمية والتقنية التي تهتم ببرمجة اللغة وتطبيقاتها الجديدة، وعدم الركون إلى البرامج القديمة في تعليم اللغة ونشرها وتوسيع معاجمها، وفقا لمستجدّات الإنسان الحديث، الذي أصبح يصنع لغته وينحتها من عالم افتراضي لا يمت للواقع بصلة في كثير من الأحيان“، ”اللغة الإنجليزية باتت ضرورة، وأعتقد بأن الجيل الجديد سيكون أحوج إليها؛ لمواجهة الثقافة الجديدة وإعادة إنتاج أفكارها في صياغة ثقافية تنتمي إلى اللغة والهويّة الأصلية“. إنّ مجرد الانكباب على اللغات الأجنبية دون وعي وتحت تأثير الاستلاب الثقافي، لن ينتج لنا إلا جيلا فارغا و مفرّغا من كل شيء إلا من أصداء الأصوات الأجنبية، والتي تعبّر من خلاله دون أن يكون له حقّ التعبير عن الذات العميقة التي تسكن وجدانه.
الدكتور سعود الصاعدي
أستاذ مشارك بجامعة أم القرى
مستقبل اللغة
“إن سبب انتشار هذه اللغة هو القوة السياسية والاقتصادية والمعرفية التي تتمتع بها، فهي فرضت نفسها وشغلت حيزا كبيرا من حياتنا، وذلك بسبب هيمنتها وسيطرتها على مصادر المعرفة والعلوم، مما جعلنا متابعين للقنوات الإعلامية الحديثة أو التقليدية التي تكتب وتتحدث باللغة الإنجليزية لمتابعة كل جديد من تلك العلوم و المعارف“.“يجب على كل شخص الاعتزاز بلغته، فاللغة هوية كبرى لا يستطيع الشخص التجرّد منها بسهولة، و لكن اعتماده على اللغة الإنجليزية يأتي بسبب قلة الموارد المعرفية باللغة العربية، تحديدا في العلوم والمعرفة، مضيفا “إن الرؤية المستقبلية بناء على ما نعيشه في الوطن العربي، هو أن اللغة الإنجليزية ستظل مسيطرة حتى يكون لدينا مشروع عربي للترجمة والتعريب يواكب التطور العلمي والتقني وغيرها من مجالات العلوم الحديثة، حتى يكون كفيل بترجمة وتعريب هذه المجالات إلى لغتنا العربية“.
الدكتور عبد الرحمن الموسى
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد
الجوهر
آلاف الكلمات الأجنبية نستخدمها هذه الأيام في حياتنا دون حاجة حقيقية، بل من غير شعور بخطورة «الجريمة الثقافية» التي نقترفها بحق لغتنا الأم، ولو عدنا للسؤال حول ما إذا كان هذا الاستخدام المفرط للإنجليزية «إحلالا» أو «احتلالا»، فإنه يمكن القول بأنه كلاهما، فمن جهتنا هو «إحلال»، لأنه بطوعنا وإرادتنا الحرة، ويعد في نفس الوقت «احتلال»، لعدة أسباب، فاللغة الإنجليزية كما تسمى عند بعض الباحثين في الأدبيات العلمية هي ”لغة قاتلة“، وذلك بسبب ارتباطها بحركة التنمية والاستثمار“.
الدراسة باللغة الإنجليزية ميزة، ولكن شرط أن يكون مبنيا على قاعدة صلبة في اللغة العربية الأم من جهة، وأن يكون مرتبطا بحركة العلم والتعلم من جهة أخرى، فاللغة هي في الجوهر، هوية ناطقة للفرد“.
الدكتور عبد الله البريدي
أستاذ مشارك بجامعة القصيم
سياج
اللغة الإنجليزية هي أقرب إلى مفهوم الاحتلال، لأن أعداء الدين يبذلون جهودهم لتمكين اللغة الإنجليزية بأساليب مختلفة لا نتصورها أحيانا، وهي إحلال في ذات الوقت لأن المتحدث يجعلها محل لغته العربية، مما يضعف تمكينها لديه“، ”نحن أمة تاريخ وعلم، ولا نزدري العلوم واللغات، ولكن حاجتنا إلى تعلم اللغات الأخرى لا يعني تمكينها على حساب لغتنا الأم، والتي هي سياج أمننا ولسان ديننا والحافظ لتاريخنا وتراثنا ومصدر هيبتنا بين الأمم الأخرى“.
الدكتورة هدى الشمّري
باحثة في الدراسات النقدية
النموذج المشرق
الحديث عن أهمية اللغة يطول، لكن اختصره في حفظ هويتنا وتراثنا وحضارتنا واتصالها عموديا بالإرث العربي القديم، وأفقياً بالحضارات المعاصرة ، حيث نجحت بلادنا في اعتماد اللغة العربية لغة رسمية في هيئة الأمم، حتى أقرّت منظّمة ”اليونسكو“ يوما عالميا للاحتفاء باللغة العربية، والذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام“.
أهم تحد يواجه لغتنا هي اللغة العلمية المعتمدة كليا على (اللغة الإنجليزية)، وهو الأمر الذي يتيح الفرصة أمام الإنجليزية لتصبح لسان العالم، ولأنّنا جزء من هذا العالم؛ ينبغي علينا أن نعلّم أبنائنا هذه اللغة في التعليم الأساسي، وندفعهم لتعلّمها، فهي لغة الطب والعلوم والتقنية والمصنوعات الكثيرة، ولا نعد هذا احتلالا لأنها لم تفرض علينا من الآخر، بل فرضتها ظروف المرحلة وتأخّرنا العلمي“. ”يعد اهتمام الأجيال باللغات العالمية ظاهرة صحيّة، فإنّ أي لغة يكتسبها الإنسان تفتح له أفقا جديدا، وكلّما تعددت لغات الإنسان تعددت مصادر ثقافته ونظرته للحياة والكون، وواجبنا أن ندفع أبناءنا لتعلّمها شرط أن نوّفر لهم ما يدعم اعتزازهم بلغتنا، واعتبارها المعبّرة عن هويتهم، أساليب المنع والتحذير واتهام الآخر لا تجدي، كما تجدي صناعة بواعث الاعتزاز باللغة، والاعتزاز يأتي من خلال النموذج المشرق للحضارة العربية وطموحاتنا المستقبلية؛ لبعث تلك الحضارة حقيقةً لا اجترارا، فاللغة كائن حيّ ترتقي بارتقاء الناطقين بها، وتنحدر بانحدارهم“.
الدكتور أحمد الهلالي
عضو هيئة التدريس بجامعة الطائف
حقائق حول اللغة العربية
من بين أكثر اللغات تحدثا في العالم
في المرتبة الرابعة بين اللغات الأكثر انتشارا بعد الإنجليزية والفرنسية والإسبانية
اللغة الأم لأكثر من 290 مليون نسمة في العالم، معظمهم في العالم العربي
130 مليونا يتكلمونها كلغة ثانية
الأبجدية العربية ثاني أكثر الأبجديات انتشارا في العالم، وتستخدم لكتابة العديد من اللغات غير العربية كالفارسية والأفغانية والكردية
عدد المتحدثين بها نحو 647 مليونا سنة 2050، أي ما يشكل 6.94 ٪ من سكان العالم
اللغات السامية هي اللغات التي كانت تتحدثها معظم شعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال وشرق إفريقيا كالعبرية والأمهرية والتيغرينية
العربية من قلائل اللغات السامية التي صمدت في التاريخ
العربية من أغنى اللغات من حيث الكلمات والمعاني، ويتجاوز القاموس العربي 12مليون كلمة، بحسب قاموس «المعاني» الإلكتروني
الوطن