للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

انقذوا اللغة العربية من الاندثار

حسين العبره

 

 
حالتنا كمجتمع عربي. هي لغة الأديان والشعر والأدب الجميل، لغة الغزل والعشق والعلم، لغة تركت بصمتها في العالم وعلى لغات عديدة منذ الأزل. لغة يطول الكلام عنها وحولها. وفي الآونة الأخيرة، ومع سن الكنيست قانون القومية، الذي ألغى مكانة لغتنا الأم كلغة رسمية في الدولة، وكأنه لفت انتباهنا مجددا لها ولحالها ولحالنا معها، نحن الذين يمزج الكثيرون منا بينها وبين اللغة العبرية في حديثنا وأمورنا الحياتية.
ومع سن قانون القومية، شهد مجتمعنا نقاشا واسعا ما زال مستمرا، حول أهمية تعزيز مكانة اللغة العربية، وكأنّ منا من تنبه فجأة لأهميتها. 
واثار قانون القومية تساؤلات كثيرة منها: كيف يمكن أن نقوم نحن الجمهور العربي بإعادة امتلاك اللغة العربية ورفع مكانتها؟ كيف نعيد استعمال اللغة العربية في كافة مناحي الحياة في المجتمع العربي؟ 
اين هي من لافتات المحال التجارية ومحطات الباص والمؤسسات والرسائل النصية الالكترونية وغيرها؟  كيف نعيد للغة العربية مجدها ومكانتها ونقلل استخدام الكلمات العبرية في محادثاتنا ورسائلنا وحياتنا اليومية؟  كيف نربي الجيل الجديد على حب اللغة العربية والمحافظة عليها؟ ما هو دور الأهل ؟ ما هو دور المدارس ؟  كيف نحمي لغتنا؟
مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما التقى عددا من الأهالي والمسؤولين في منطقة النقب حول الموضوع:

"علينا حماية لغتنا والبدء بأنفسنا"
الأستاذ بلال الخواطرة، ناشط والناطق بلسان مجلس حورة، قال: "لغتنا هي هويتنا ... إن التصدي لهذا القانون العنصري يكون بأن نغضب على ضعف اللغة العربية على ألسنتنا ، والتي هي أصلا تكاد تكون مفقودة وتتلاشى وتتهالك شيئا فشيئا ، وحالها يقول انقذوني قبل الاندثار ، ولساننا بات عبرانيا طلقا في نطق الأخيرة ، لذلك قبل أن نطالب من الآخرين بعدم شطبها أو الحكم بمصيرها علينا الالتزام بها أولا  ، لأن شطبها يعني شطب ديننا وقرآننا وإضعافه في نفوسنا الذي لا يُفهم إلا بها ، لغتنا هي هُويتنا وتراثنا ووجودنا على هذه الأرض ، لغتنا تكشف قناع الزيف والكذب والتدليس الذي لحق بنا وبوجودنا ، لقد وصل ببعض أصحاب المقامات أن يقول دعوني أتكلم العبرية لكي تصل رسالتي جيداً لأنه يتلعثم في نطق حروف لغته العربية ، لذلك علينا أن ننطلق من هذه اللغة لنعزز انتماءنا ووجودنا وارتباطنا بهذه الأرض ، فالحفاظ على لغتنا وديننا وتراثنا وعاداتنا هو أكبر وقفة في وجه هذا القانون الظالم" .

 "تعزيز اللغة العربية هو تعزيز لهويتنا ولوجودنا"
 عبد المطلب الاعسم، الناطق بلسان مجلس واحة الصحراء الإقليمي قال:" تعزيز اللغة العربية هو تعزيز لهويتنا ولوجودنا.
اولاً لا خوف على اللغة العربية من جراء قانون "القومية اليهودية"، لأن الله تكفل بحفظها، وهنالك نحو 428 مليون انسان في العالم يتحدثون بهذه اللغة. ومع ذلك بالنسبة للغة العربية في اسرائيل تحديداً، من الواضح أن تشريع قانون "القومية اليهودية" لدولة اسرائيل، جاء ليلغي المساواة بين القومية اليهودية والقومية العربية داخل دولة اسرائيل، وبما ان اللغة هي اساس لكل قومية، فإن القانون المتطرف شمل ايضاً اللغة العربية بإلغائها كلغة رسمية والاكتفاء بقبولها كما يتم استخدامها على ارض الواقع، دون اي ضمانات قانونية مستقبلية تكفل عدم المس باللغة العربية في اسرائيل. 
لكي نعيد استعمال اللغة، بكل بساطه يجب استعمالها باستمرار، واستخدام المفردات الصحيحة للغة العربية الفصحى او باللهجة العامية القريبة من الفصحى. من الضروري ان نقوم باستخدام العربية السليمة وليس الخلط بين العربية والعبرية بما يعرف بلغة (عربريت) او خلط العربية بالإنجليزية والتي اطلق عليها (عربليش)، وحتى نتمكن من اتقان ذلك علينا القراءة والكتابة بالعربية، سواء عبر وسائل الإعلام او وسائل التواصل الاجتماعي، القصص والكتب. ومع هذا فلا بأس ان تكون على اللافتات اللغة العبرية اسفل اللغة العربية، لأن نعيش في وسط مختلط من قوميتين عربية وعبرية.
بالنسبة لإعادة مجد اللغة العربية ومكانتها، فبالرغم من ان اللغة العربية تعاني التهميش في اسرائيل ، إلا انها تبقى لغة القرآن الكريم، التي اقسم الله ان يحفظه، فلذلك لا خوف على العربية. مع التأكيد أن اللغة مصدر اعتزاز ثقافي وحضاري لكل أمة، واللغة العربية تتميز بكثرة مفرداتها وروعة حروفها وسهولة التعبير. وقد انصف الشاعر ابراهيم طوقان اللغة العربية في قصيدة (انا البحر في احشائه الدرر)، حيث قال في ابياتها: وَسِعْتُ كِتَابَ الله لَفْظَاً وغَايَةً وَمَا ضِقْتُ عَنْ آيٍ بهِ وَعِظِاتِ، 
فكيفَ أَضِيقُ اليومَ عَنْ وَصْفِ آلَةٍ وتنسيقِ أَسْمَاءٍ لمُخْتَرَعَاتِ
معبراً عن غزارة وثراء  "العربية"، التي لم تعجز في التعبير عن كل ايات الذكر الحكيم. ولله الحمد والشكر الذي اكرمنا بهذه اللغة الثرية.
لذلك القضية لا تتعلق بقوانين هنا او هناك، اللغة يعيد مجدها مثقفوها، كتابها، ادباؤها وشعراؤها وعلماؤها، وبشكل عام ابنؤها صغاراً وكباراً، نساء ورجالا.
بالنسبة لتقليل استخدام الكلمات العبرية في المحادثات والرسائل، باعتقادي هنالك صعوبة حقيقية تواجه الانسان العربي الذي يعيش في اسرائيل، لأن المعاملات اليومية بالعبرية، والمؤسسات التي يراجعها ويتردد عليها اغلبها بالعبرية، والرسائل التي تصل بالعبرية، والصحف اليومية بالعبرية. فالعبرية تحتل الحيز العام الرئيسي كلغة رئيسية في حياة كل مواطن عربي داخل اسرائيل. 
لكن بعد سن قانون القومية، الامر يتطلب نوعا من التحدي والاصرار لوضع اللغة العربية، لغة الام ولغة القرآن، في اولوياتنا، والانتباه لاستخدامها بشكل سليم بدون خلط. فالأمر لا يحتاج أكثر من الانتباه والمحافظة على تذكر المفردات العربية.
لتربية الجيل الجديد على حب اللغة العربية والمحافظة عليها، من المهم اقتناء قصص جميله باللغة العربية للأطفال، كذلك مشاهدة برامج تلفزيونية ناطقة بالعربية الفصحى، حتى يتمكن الاطفال من استيعاب المفردات العربية وفهمها. ومن الضروري ان يحث الاهل على تعلم اللغة العربية، وذكر فضلها ومحاسنها وجمالها ام الاطفال حتى يثيروا فيهم الفضول وحب التعرف على اللغة العربية.
وللأهل الدور الاكبر في تقريب الاطفال من اللغة واثارة فضولهم لفهمها ومعرفتها وتعلمها. فباستطاعة الاهل تربية اطفالهم بواسطة قراءة القصص منذ الصغر لهم، وحث اولاهم وبناتهم على مطالعة القصص العربية والكتب. 
كذلك دور المدارس، له اهمية كبرى في ترغيب الطلاب في تعلم اللغة العربية، وليس فقط في حصص اللغة العربية، وانما في جميع المواضيع يمكن اثارة حب اللغة العربية لدى الطلاب، وخاصة انها تتعرض في الاونة الاخيرة عبر "قانون القومية اليهودية" الى حرب على مكانتها كلغة رسمية.

"لغة ليست كباقي اللغات"
خالد القريناوي، مدير مركز تطوير طواقم التدريس النموذجي في رهط قال: "أكرمنا الله تعالى بلغة ليست كباقي اللغات، فهي من أغنى اللغات وأسماها وأعلاها شرفا وقدرا، حيث تميزت بلغة  أشرف كتب السماوات ولغة خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، وخصها أيضا لتكون لغة  أهل الجنة. 
انها اللغة العربية التي ما من راكع لله الا ويتلفظ ويقرأ هذه اللغة على لسانه من خلال قراءته للقران الكريم. فاللغة العربية لها مكانتها ووزنها فهي هويتنا ولساننا الفصيح.
وعليه فإننا نصح في أعقاب هذا القانون، أن نتبنى عدة خطوات  بهدف اعادة اللغة العربية مجدها ووزنها من جديد ليعلم الجميع أن القوانين ما هي الا سبب في اعادة تفكيرنا من جديد لهذه اللغة المجيدة.
وعليه تقع المسؤولية الاولى على الأهل، بحيث يتوجب على الاهل أن يتحدثوا مع ابنائهم منذ نعومة اظافرهم باللغة المعيارية قدر المستطاع، وإن تعذر عليهم فاللغة الفصيحة والسليمة ولتكن اللغة الفصيحة الدارجة  في البيت وبين افراد العائلة دون خلط اللغة العبرية أو غيرها الا للضرورة التعليمية فقط.
على الأهل تعزيز ابنائهم وأن يكونوا قدوة لهم في التحدث باللغة الفصحى.
للمدرسة الدور الأكبر  في تعزيز مكانة  اللغة  العربية وذلك من خلال الاهتمام من الصف الاول وحتى في صفوف رياض الأطفال أن لا يكون الحديث الا بالفصحى واللغة المعيارية، فإن اعتاد المعلم أولا أن يكون القدوة مع زملائه ويكون حديثهم بلغة معيارية سليمة. 
يجب منح الطالب ان يجيب ويتحدث أمام زملائه باللغة الفصحى وتشجيعه ومساندته في البداية حتى يصبح الأمر  سلسا وبسيطا بعد أن يتمكن منها يوما بعد يوم.
وأيضا على المدرسة أن تجعل من اللغة العربية الفصحى أساس علمها ومبدأ نجاح كل طالب. 
على المدرسة أيضا منح الطلاب المتمكنين والذين يخطبون ويتحدثون الفصحى بطلاقة دعمهم وابرازهم واتاحة  الفرصة لهم لأخذ دور  قيادي وخطابي بارز. على المدرسة أن  تقوم في كل فصل بالإعلان عن مسابقة مدرسية تخص اللغة العربية سواء قراءة كتب او قصص او غيره.
يجب ربط مكانة اللغة العربية بالقرآن الكريم وهذا من أهم ما يمكن أن نستثمر به من أجل لغة عربية سليمة وغنية، فالطالب الذي نحببه في قراءة القرآن واللغة العربية هو الطالب الذي نبنيه على الطريق السليم وحب الدين واللغة.
على المدارس وأقسام التربية والتعليم في كل المدن والقرى العربية أن يجعلوا من العام القادم عام اللغة  العربية وأن يكون هنالك فعاليات ونشاطات تربوية ومؤتمرات هادفة تعزز  مكانة  اللغة العربية.
على أقسام المعارف بالتعاون مع المدارس بناء خطة استراتيجية ورؤية  بعيدة المدى تهدف لبناء جيل محب للغته مهتم بها ومتمكن منها.
كذلك على الأهل وأصحاب المصالح التجارية أن يسوقوا بضائعهم  ومحلاتهم التجارية باللغة العربية وأن يكتبوها بالعربية ما دامت متواجدة في القرى والمدن العربية وتخدم مصالح العرب".

 

بانيت

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية