إبراهيم صلاح
انتقد عددٌ من المواطنين استحواذ "العربيزي" على محادثات ورسائل بعض الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب سهولة كتابتها والتعبير عما يريده الشاب خلال المحادثات والرسائل بشكل أسرع دون التقيد بقواعد اللغة أو الوقوع تحت الأخطاء الإملائية، لاسيما مع قدرة الشباب على استخدام حروف اللغة الإنجليزية وإيصال المعلومة. وأكد هؤلاء في تصريحات خاصة لـ الراية أن بعض الشباب يستخدمها نتيجة لعدم الإلمام بقواعد اللغة العربية، وتجنباً للوقوع في الأخطاء الإملائية، لافتين إلى أن دراسة طلبة الجامعة باللغة الإنجليزية تشجع في انتشار "العربيزي"، منتقدين في الوقت نفسه إهمال الأهالي للغة العربية والاعتماد على اللغة الإنجليزية في المحادثة اليومية في المنزل.
وأوضح هؤلاء أن "العربيزي" نشأت خلال الألفية الجديدة مع ظهور بعض خدمات الإنترنت التي كانت لا تدعم سوى حروف اللغة اللاتينية في الكتابة، خاصةً في الأجهزة الرقمية، ما أجبر الكثير من العرب على استخدام الحروف اللاتينية، وكانت شبكات الدردشة قد ظهرت قبل ظهور التليفون المحمول والرسائل القصيرة في البلدان العربية، حيث لم تكن الحروف العربية متاحة في الأجهزة الموصولة على شبكة الإنترنت.
مريم يوسف: استحوذت على كتابات الشباب
أكدت مريم يوسف أن "العربيزي" شوهت اللغة العربية في السنوات الأخيرة بعد أن استحوذت على كتابات الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، وأصبحت اللغة الرائجة بين محيط الشباب، والتي حوّلت اللغة العربية الفصحى إلى مجرد مادة دراسية. ولفتت إلى دور الأهالي في إهمال اللغة العربية واعتماد أبنائهم على التحدث والكتابة باللغة الإنجليزية داخل المنزل، بدلاً من التركيز على لغتنا العربية الفصحى.
د. منتصر الحمد:
انعكاس لتصاعد ثقافة الجمهور أمام ثقافة النخبة
قال الدكتور منتصر الحمد أستاذ جامعي بمركز اللغة العربية للناطقين بغيرها، إن انتشار استخدام لغة العربيزي يرجع إلى انعكاس تصاعد ثقافة الجمهور أمام ثقافة النخبة، موضحاً أنها لغة أبجدية غير محددة القواعد مستحدثة غير رسمية ظهرت منذ بضع سنوات، يستخدم البعض هذه الأبجدية للتواصل عبر الدردشة على الإنترنت باللغة العربية أو بلهجاتها، وتٌنطق هذه اللغة مثل العربية، إلا أن الحروف المستخدمة في الكتابة هي الحروف اللاتينية والأرقام بطريقة تشبه الشيفرة. ويستخدمها البعض في الكتابة عبر الإنترنت أو رسائل المحمول، ويسمونها "الرومنة".
وأوضح: نشأت لغة « العربيزي » خلال الألفية الجديدة مع ظهور بعض خدمات الإنترنت التي كانت لا تدعم سوى حروف اللغة اللاتينية في الكتابة، خاصةً في الأجهزة الرقمية، ما أجبر الكثير من العرب على استخدام الحروف اللاتينية، وكانت شبكات الدردشة قد ظهرت قبل ظهور التليفون المحمول والرسائل القصيرة في البلدان العربية، حيث لم تكن الحروف العربية متاحة في الأجهزة الموصولة على شبكة الإنترنت. وقال الحمدلله: تساهم لغة « العربيزي » في تحرير ثقافة الجمهور التعبيرية بالإضافة إلى تعزيز التواصل دون الإضرار باللغة العربية، خاصةً في ظل اعتماد الدولة على المناهج واللغة العربية المعيارية الفصيحة ما يحافظ عليها، موضحاً أن استخدام لغة "العربيزي" يصبح مذموماً إذا طغت على ثقافة المستخدمين وأصبحت انعكاساً لهم، أما إذا استخدمت لتسهيل التعبير أو لجوانب وظيفية لن تؤثر على اللغة العربية.
ولفت إلى نتائج العديد من الأبحاث التي أكدت أن جزءاً كبيراً من الشباب يتعامل بلغة الفرانكو خشية أن يتم استبعاده من المجتمعات الصغيرة بين الشباب لضعفهم أو يظهروا بصورة غير متحضرة، حيث وفرت تلك اللغات مساحة آمنة لإخفاء البعض ضعفه في اللغة العربية.
وأضاف: في السنوات الأخيرة ظهرت العديد من اللغات على مستوى العالم مستوحاة من لغتين على سبيل المثال "الجريكليش" وهي لغة يونانية بحروف إنجليزية ، و"الروماني جبانيز" وهي لغة ظهرت من استخدام الحروف الرومانية أو اللاتينية في اللغة اليابانية لتسهيل التواصل بين المجتمعات بعد أن طغت اللغة الإنجليزية في كافة المعارف وأصبحت اللغة الأولى في التواصل عبر العالم .
أحمد الجاسم:
سهولة كتابتها سبب انتشارها
أكد أحمد الجاسم أن انتشار "العربيزي" بين الشباب يرجع إلى سهولة كتابتها والتعبير عما يريده الشباب خلال المحادثات والرسائل بشكل أسرع دون التقيد بقواعد اللغة أو الوقوع في الأخطاء الإملائية ، لاسيما مع قدرة الشباب على استخدام حروف اللغة الإنجليزية وإيصال المعلومة ، وهو ما عزز كثيراً التواصل في الهواتف الرقمية قبل أن يتم إضافة اللغة العربية لها.
وطالب بإطلاق حملات توعوية من الشباب أنفسهم يبرزون خلالها أهمية اللغة العربية ومخاطر التحدث بالعربيزي، بالتعاون مع المؤسسات التعليمية والثقافية المختلفة، فضلاً عن إشراك المبادرات الشبابية بهدف إيصال الحملات لفئة الشباب بشكل مباشر.
عبدالناصر عيسى:
حملة توعوية بأهمية اللغة العربية
قال عبدالناصرعيسى: العديد من الشباب أصبح يعتمد على استخدام "العربيزي" في المحادثات والرسائل عبر التطبيقات المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي، وفخرهم باستخدامها كبديلة للغة العربية، وهو ما يتطلب جهوداً مكثفة من مؤسسات الدولة نحو تدشين حملات توعوية عبر مقاطع الفيديو بأهمية اللغة العربية ودورها في تطوير الحضارات.
وأضاف: بعض الشباب يجد الخجل في استخدامه اللغة العربية، مطالباً أولياء الأمور بدور رقابي وتعليمي لأبنائهم كثيري استخدام وسائل التواصل ومراقبتهم الدائمة وتحفيزهم على تعلم اللغة العربية وإتقانها للمحافظة عليها وعدم تأثرها بمثل تلك التحديات التي تواجه المجتمع.
محمد الجابر:
إهمال اللغة العربية سبب شخصي
انتقد محمد الجابر إهمال بعض الشباب اللغة العربية والابتعاد عنها تحدثاً وكتابة والانخراط في محيط لغة التواصل الاجتماعي "العربيزي " دون الإلمام بالمخاطر التي قد تسببها على الجانب اللغوي، وذلك بسبب ركاكة حصيلته اللغوية وعدم الإلمام بقواعد اللغة العربية، مما قد يضعه محل إحراج عند الكتابة أو التحدث باللغة العربية الفصحى، لافتاً إلى تعرض بعض طلبة الجامعة للعديد من الضغوط بسبب الدراسة باللغة الإنجليزية واستحواذها على حياته الجامعية، ومنها يبدأ التعامل بلغة " العربيزي " بين أصدقائه لاعتياده الكتابة باللغة الإنجليزية على حساب اللغة العربية.
ودعا الشباب إلى أهمية العودة إلى اللغة العربية تحدثاً وكتابةً، خاصةً أن اللّغة العربيّة لغة القرآن الكريم، والأحاديث النبويّة الشّريفة، مؤكداً أن اللّغة العربيّة تتمتع بخصوصيّةٍ لغويّةٍ تجعلها تتميّز عن اللّغات العالميّة الأُخرى، والتي تظهر في بيانها ووضوح مفرداتها.
الراية