|
|
حراك الثانويين الرافض للغة العربية في اتساع مستمر بتيزي وزو
بدأت رقعة احتجاج ثانويي ولاية تيزي وزو الرافضين للغة العربية، تتسع أكثر من يوم إلى آخر، فبعدما كانت البداية منتصف أكتوبر الجاري مع تلاميذ الطور النهائي بلدية بني زمنزار بدائرة بني دوالة، جاء الدور على العديد من المؤسسات التربوية الموزعة عبر الكثير من بلديات الولاية أين أعلن فيها تلامذتها عن انضمامهم لهذا الحراك الذي بدأ مع مرور الوقت يأخذ منحى تصاعديا وأبعادا خطيرة قد توقع المنطقة من جديد في شبح سنة البيضاء.
عكس ما كان متوقعا فقد استطاع تلاميذ ثانوية بني زمنزار الذين كانوا سباقين في رفع مطلب رفض تلقي دروس المناهج التربوية باللغة العربية وتنظيم حركات احتجاجية أمام مؤسستهم التربوية، في تعبئة زملائهم في الكثير من بلديات الولاية الذين لم ينتظروا طويلا ليعلنوا انضمامهم إلى هذا الحراك، فكان الدور على ثانويات كل من الأربعاء ناث إيراثن، عين الحمام، تيزي نتسلاثا، واضية، مقلع وأخيرا معاثقة. وهو ما يعكس البعد الذي بدأ يتخذه الاحتجاج باتساع رقعته من يوم إلى آخر عبر إقليم الولاية مع احتمالية أن يشمل جميع ولايات منطقة القبائل خصوصا في ظل الصدى الكبير الذي لقيه الحراك عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعل الثانويون معه. فكان سبب خروج ثانويي بني زمنزار وزملائهم في المؤسسات التربوية سالفة الذكر حسب تصريحاتهم، هو رفض اللغة العربية في المناهج التربوية، الأمر الذي اعتبروه ردة فعل علي رفض اللغة الأمازيغية في كثير من المؤسسات التربوية الموزعة خارج منطقة القبائل رغم إدراجها لغة وطنية رسمية في الدستور الجزائري، مطالبين الوصاية بالتنازل عن قرار جعل تدريس الأمازيغية أمرا اختياريا لتصبح إجبارية عبر كافة القطر الوطني. من ناحية أخرى ومهما تعددت الأسباب التي تقف وراء هذا الحراك وخروج تلاميذ الأقسام النهائية ورفع مطلب رفضهم التدريس بالعربية، فإن واقع الحال واحتمالية إغراق المنطقة في دوامة وشبح السنة البيضاء، يتطلب من السلطات إيجاد منفذ فعلي للمعضلة التي من غير المستبعد إن بقيت الأوضاع على حالها أن تسبب أزمة أخرى قد تضرب مرة أخرى في صميم قطاع التربية. خاصة في ظل سطحية تعامل السلطات مع الأمر وعدم أخذه بالجدية اللازمة واكتفائها بالاعتقاد بأن الاحتجاج منحصر في زمرة قليلة من التلاميذ المحرضين من طرف عناصر حركة الماك التي اغتنمت الفرصة لشحن الأجواء أكثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي. إلا أن الواقع في ظرف قياسي لم يتجاوز أسبوعين، أثبت العكس ليدرك المسؤولون أنهم فعلا بصدد مجابهة حراك حقيقي تتسع رقعته من يوم إلى آخر بمنطقة القبائل.
المحور
|
|
|
|
|