|
|

لهذا اختار الله اللغة العربية وعاء للقرآن
أ. نهى الشرنوبي
كتاب "اللغة العربية أصل اللغات".. للمؤلفة تحية عبد العزيز إسماعيل، الأستاذة المتخصصة في علم اللغويات، والذي أشار إليه الدكتور مصطفى محمود في كتابه عالم الأسرار، يشير إلى الألفاظ المشتركة بين اللغة العربية والإنجليزية، وبين العربية واللاتينية، وبين العربية والأنجلوساكسونية، وبين العربية والفرنسية، وبين العربية والأوروبية القديمة، وبين العربية واليونانية، وبين العربية والإيطالية، وبين العربية والسنسكريتية.
كما يشير الكتاب إلى سعة اللغة العربية وغناها وضيق اللغات الأخرى وفقرها النسبي؛ فاللغة اللاتينية بها سبعمائة جذر لغوي فقط بينما العربية بها ستة عشر ألف جذر لغوي، بالإضافة إلى سعة اللغة العربية في التفعيل والاشتقاق والتركيب، ونجد في العربية اللفظة الواحدة تعطي أكثر من معنى بمجرد تلوين الوزن، وهذا التلوين في الإيقاع الوزني غير معروف في اللغات الأخرى، والحرف العربي بذاته له رمزية ودلالة ومعنى، إضافة إلى غنى اللغة العربية بمرادفاتها.
وقامت المؤلفة بتشريح الكلمات اللاتينية والأوروبية واليونانية والهيروغليفية، وكشفت عن تراكيبها وردتها إلى أصولها العربية شارحة ما جد على تلك الكلمات من حذف وإدماج واختصار، بينما تاريخ اللغة العربية ونحوها وصرفها وقواعدها وكلماتها وتراكيبها والاشتقاق فيها ثابتة لم تتغير على مدى آلاف السنين، وظلت اللغة العربية حافظة لكيانها وهيكلها وقوانينها ولم تجرِ عليها عوامل الفناء والانحلال أو التشويه والتحريف، وهو ما لم يحدث في اللغات الأخرى، التي دخلها التحريف والإضافة والحذف والإدماج والاختصار، وتغيرت مرة بعد مرة، ولهذا اختار الله اللغة العربية وعاء للقرآن؛ لأنه وعاء محفوظ غير ذي عوج، وامتدح الله قرآنه بأنه "قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ".
الأهرام
|
|
|
|
|