للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

العربي والخواجة في رحلة الضاد

أ. سحر ناصر

 

«إن الذي ملأ اللغاتِ محاسناً جعل الجمال وسرّه في الضاد»، أحد أبيات الشاعر أحمد شوقي في غزله باللغة العربية، هذا البيت نُشر على موقع «اليوم العالمي للغة العربية» التابع للأمم المتحدة، بمناسبة الاحتفاء بهذا اليوم الذي يصادف 18 ديسمبر، والذي يأتي هذا العام تحت عنوان: «عبّر بالعربي».

وبحسب إحصائيات المنظمة، فإن اللغة العربية هي واحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، حيث يتحدث بها أكثر من 422 مليون نسمة حول العالم، يتركز معظمهم في منطقة الشرق الأوسط.
إذن.. ماذا بعد؟ نعمل جاهدين للحفاظ على هذه اللغة من خلال مبادرات مختلفة، ومشاريع ثقافية، ووطنية، مستفيدين من التقنيات الحديثة لتعزيز انتشار هذه اللغة، خوفاً من انقراضها، مع اجتياح الثقافة الغربية لعقول أبنائنا، والذين نشجعهم على تعلّم اللغات ولا سيما الإنجليزية، لأننا بكل بساطة نريد لهم مستقبلاً أفضل، هذا المستقبل الذي يبدو أنه غير واضح المعالم، في غياب الاستراتيجيات السياسية الواضحة على مختلف المستويات في كثير من الدول العربية.
ومن ثم، اسمحوا لي إذا شاركتكم برأيي في أن أغلب المبادرات والمشاريع التي يتم إطلاقها في هذا المجال، هي خطوة على الطريق الصحيح، لكنها خطوة لا توازي الخطر الذي يهدد لغتنا العربية لأسباب داخلية وخارجية، ومن الأسباب الداخلية أننا -وبكل صراحة- نعاني من «عقدة الخواجة»، فكلّ ناطق بالإنجليزية «يفتهم» -على قولة إخواننا العراقيين- وكلّ ابن «آيمي ومايكل» يأمرنا بترجمة ما قال وما كتب، ولا تُمنح الفرصة للعربي للإبداع في الكتابة، على أساس أن الغربي لا يقرأ ولا يتحدث العربية، وبالتالي لا يمكنه ترجمة ما نقول وما نكتب إلى لغته، بالإضافة إلى أننا نشعر في قرارة أنفسنا أن «جهابذة» اللغة العربية يجب أن يكونوا فوق الستين من عُمرهم، أو يجب أن يكونوا من حفظة القرآن الكريم، في صورة كوّناها في ذاكرتنا أن العربية مرتبطة بالشيخوخة وباللحى الطويلة وما إلى ذلك، وأبعدنا لغتنا عن الشباب والأطفال على أننا ناطقون بها تلقائياً ولا تحتاج إلى مجهود، على المستوى الخارجي -ولله الحمد- أننا نحبّ التنوع الذي يصل إلى حدّ الفرقة ولا نكتفي بالاختلاف، حيث تعددت المدارس اللغوية العربية، بين الشام ومصر والمغرب العربي، وكثرت قواعد الإعراب والإملاء، حتى غرقنا في تفاصيل مملة عن هذه اللغة، والتهينا عن جمالها وعما تحتويه من كنوز تمكننا من التعبير عن حالنا. أنا أحب اللغة العربية لأنها كالسماء لا حدود لها، ولأنني أجد فيها ما يعبّر عن الفصول الأربعة التي تجتاح كل إنسان، من صيف ساحر مفعم بالرومانسية، مروراً بخريف القلق، وشتاء الفوضى والخوف، وصولاً إلى صفاء الربيع، هذه الفصول التي كثيراً ما تعبر عن شخصياتنا ومشاعرنا، فمنّا الهادئ والحكيم، ومنّا الحالم والغاضب، ومنّا أيضاً كاظم الغيظ، والمتفائل بألوان الربيع. 
لكم اللسان «المعوّج» بين الإنجليزية والعربية المفككة.
ولي اللغة العربية بجمالها، ومتعة فكّ ألغازها، واللعب على أوتارها.
خُذوا ما شئتم من لغات العالم، لأنني سأعبّر عن حقوقي بلغتي لا بلغتكم.
 

الإمارات 71

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية