للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

في اليوم العالمي للغة العربية.. وسّع للقطّة

مهاب نصر

 

منذ فترة تداولت مواقع التواصل بالتساؤل والتعجب إعلانا يقول «لا تخاشرها» من دون تفصيل لفحوى أو هوية المعلن عنه. هذا نوع من التشويق صار مألوفا في الاعلانات والدعايات التي تأخذ شكل سلاسل تفصح تدريجيا عن المحتوى، وتعتمد على الصدمة المثيرة للأسئلة، حتى لو اختلطت الأسئلة بالامتعاض من استخدام عبارات غامضة أو لهجة دارجة. إعلانات الشوارع تعد رصدا غير مباشر لنفوذ اللغة العربية الفصيحة، بالأدق تراجع هذا النفوذ ليس في حوارات الناس اليومية ولا في تعاملاتهم، ولكن في مساحات تشكيل المجال والذوق العام وتعبر عنه.

وعلى الرغم من احتفال العالم اليوم بـ«اليوم العالمي للغة العربية»، وأخبار المؤتمرات والملتقيات المتواترة على مدار العام والتوصيات التي تؤكد ضرورة الحفاظ على اللغة العربية، والتمسك بالهوية، بالإضافة إلى التوصيات الموجهة إلى الحكومات باتخاذ التدابير المحققة لهذا الهدف. إلا أن «العربية» ما تزال تعيش أزمة آخذة في التفاقم.
خضع النشاط التجاري، لاعتبارات ترويجية، إلى استخدام اللهجات المحلية. غير أن عدوى الترويج والشعبوية امتدت حتى لجهات يفترض بها الرصانة.
محطة إذاعية جديدة في مصر طرحت في الشوارع إعلانا يقول «وسّع للقطة»!. ثمة إعلان أكثر إثارة واستفزازا كتب فيه «نفسك تموت؟»، ليتضح أنه سلسلة تحذير من التدخين.
ربما تمثل مواقع التواصل الاجتماعي أوسع استقراء للمزاج العربي العام، وهو مزاج يتجه بقوة إلى تحبيذ استخدام اللهجات المحلية. وبدلا من أن تكون مواقع التواصل فرصة لتوحيد اللغة، فإنها تعمل على انقسامها إلى لهجات وكسور اللهجات، معيدة فرز الجماعات العرقية والمحلية.
لاشك أن اللغة العربية- رسميا- قد اتخذت مكانها في المحافل الدولية، ويأتي الاحتفال بها الموافق لليوم (18 ديسمبر) باعتباره اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في ديسمبر عام 1973، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة. بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو. كما أن الأحداث العاصفة التي شهدتها المنطقة غذت الاهتمام بـ«العربية» محاولة فك شيفرة ثقافتها واتجاهات الرأي فيها.
وعلى الرغم من أن ثمة ما يعد «حب استطلاع» على الأدب العربي، إلا ان مستوى التفاعل الحي والتأثير الفاعل لنصوص العربية الحديثة وإسهامها في صلب الثقافة العالمية مازال موضع نقاش. يشكو الأدباء العرب من قلة ترجمة نصوصهم إلى اللغات الأجنبية، لكنهم يشكون أكثر من الانحياز في اختيار النصوص التي تشير إلى مشكلات بعينها في المجتمعات العربية، حيث لا يتعامل مع النص الأدبي لاعتبارت جمالية وإنما سياسية وشبه استشراقية. تكشف أزمة اللغة العربية عما هو أوسع كثيرا من مأزق «أداة للتعبير». وفي يومها العالمي ربما كان الأحرى بدلا من مؤتمرات الإشادة بالهوية، أو التحذير من الغزو الثقافي، أن يفتح ملف اللغة العربية في مجتمعاتنا الحديثة بكل ما يتصل به من إشكالات، وما يضيئه من قضايا تمس الحياة اليومية صعودا إلى أرفع أشكال الثقافة.
 

القبس

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية