في اليوم العالمي للغة العربية.. بوعلي: مواقع التواصل الاجتماعي لا تشكل خطرا على العربية
غزلان القطاوي
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف 18 دجنبر من كل سنة، يتجدد النقاش في المجتمع المغربي حول واقع ومكانة هذه اللغة، باعتبارها من المكونات الهوياتية للمغاربة، كما تحتدم السجالات بين التيار المدافع عنها وتيار الآخر الداعم للفرنكفونية وكذا اللغة العامية في التعليم.
في فقرة "ثلاثة أسئلة" اليوم، نطرح الأسئلة الثلاثة على فؤاد بوعلي، رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، نص الحوار:
كيف ترى واقع اللغة العربية؟ خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تستعمل هذه اللغة دون احترام ضوابطها و قواعدها
اللغة العربية قوية من حيث متنها المعجمي والتركيبي والنحوي، وهذا يجعلها تتجدد باستمرار، فهي ليست لغة جامدة فهي تتطور على مر العصور. فاللغة العربية عرفت مراحل وأحداث مختلفة من تاريخها، وبالتالي فإن ظهور الشبكة العنكبوتية لن يلغي المبدأ الأساسي في اللغة العربية، وبالدليل أنها تحتل مراتب متقدمة من حيث الاستعمال في الشبكة، واعتقد أن ما تشهده مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ليس بالأمر سيء أو سلبي، فهذه المواقع تُعبر عن مكنونات التواصل الحميمي بين الأشخاص التي كانت معروفة تواصل شفهي وانتقل إلى الكتابي. في اعتقادي هذا لا يشكل خطرا على اللغة العربية، بل بالعكس سيغنيها.
كيف تقييمون حضور اللغة العربية في التعليم؟
التعليم هو المنطقة المظلمة في مسار اللغة العربية بالمغرب، فهناك محاولات للهيمنة الفرنسية وفرض هذه الأخيرة كلغة رسمية في المدرسة المغربية، ما يجري حاليا في المدرسة من سباق محموم بين مدراء الإقليميين للتعليم من أجل فرض اللغة الفرنسية هي الخيار الوحيد للاستعمال والتدريس الحقيقية، لذلك، اعتقد أن هذا يضرب في عمق الدستور المغربي، الذي تحدث عن اللغتين الرسميتين العربية والأمازيغية، وأيضا يضرب في المراسيم الحكومية وكذا في الانتماء الهوياتي لهذا الوطن. لذلك ينبغي إيقاف هذا النزيف وعلى أن الرهان الحقيقي سيكون للعربية كوسيلة وحيدة للخروج من النقاش اللغوي داخل المدرسة المغربية.
في نظركم، ما السبيل إلى النهوض باللغة العربية وحمايتها؟
في نظري، يجب أن تكون هناك إرادة سياسية لدى أصحاب القرار من أجل النهوض بها ومقاومة هذا التردي، كما يبغي توقيف النقاش العمومي الذي يحاول أن يجرنا إلى الارتماء في أحضان اللغة الفرنسية. ينبغي على المجتمع أن يعي بأن القضاء أو تهميش اللغة العربية لا يضر المدرسة والمتلقي وإنما يضر بهوية هذه الجماعة البشرية التي اختارت المغرب عنوانا لها، فهذه اللغة هي برهان وجود المجتمع والدولة المغربية.
2m.ma