للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

محاسنُ الضاد

د. نضال القطامين

 

أقسى ما في كلّ الأيام، أن العربية، اللغة والحرف، تُذبح كل يومٍ مئات المرات.

حمل الشعر كمكوّنٍ رئيس للفصحى واجب الحفاظ على فكرة الحضارة العربية ونتاجها، وكان الناس، كل الناس، يستمتعون بترنّم الشعراء في أسواق الثقافة مثل عكاظ ومجنًّة وغيرها، وقد وسعت اللغة الفصيحة آيات القرآن الكريم ومراميها التي تتشكّل منها معجزة هذا الكتاب الكريم، فضلاً عن أن حركة الترجمة النشطة في صدر الإسلام قد منحت اللغة العربية فرصة الصدارة في أن تكون وعاء العلوم بعد أن ظفرت بلقب وعاء الثقافة.

اليوم تخوض العربية حروبا شرسة أمام محاولات الإبتعاد والنفور عن استخدامها في الخطاب الاجتماعي والسياسي اليومي.

وفي عصرٍ انتشرت فيه المعلومات في فضاءات العالم بسرعة البرق، صارت السرعة ونشر المعلومة على وسائل التواصل الإلكترونية، من القواعد الذهبية للضربات
على لوحة المفاتيح.

دعكَ من مولود وسائل التواصل المشوّه المسخ الذي يطلقون عليه العربيزي، فهذا فصلٌ لا يمكن النقاش حياله هنا، وهو يتعلّق أساساً بمنظومة التعليم والمنهاج والتدريب، ويستخدمونه طلباً للسرعة والشهرة، وكنوع من إظهار المهارات والإستعراض، ودعكَ من ذبح اللغة على امتداد حقول الكلمات التي يلقيها الناس وراء المنابر، وفيها يُنحر النحو ويُقتل الصرف.

دعك من كل هذا، وانظر ما يتجرأ عليه الساسة والنخب من الركون في تصريحاتهم وحديثهم للغة الدارجة – العامية – في وصف الفكرة ونقلها.
 
لا يمكن للرؤية أبداً أن تكون ناضجة دون تشكيل قويم. ولا يمكن أن تحظى الفكرة بتشكيل قويم ما لم يكن وعاؤها، مفردات اللغة الحصيفة، تلك التي تهيىء لكل جملة خطاباً يتسق وحالتها، فتخرج قوية ذات أصداء.

خصّصت الأمم المتحدة يوم الثامن عشر من ديسمبر يوما ًللإحتفاء باللغة العربية. وخصّص السادة المتحدثون، كلّ أيامهم لقتل اللغة وقتل حركات الأواخر قبل أن يقدموا على نحر البلاغة والتشبيه والصرف.

لن يفتًّ من عًضُد اللغة العربية خطيبٌ وراء منبرٍ، وتسلّح بمفردات السوق الدارجة، مُلقياً خلف ظهره بلاغة قسًّ بن ساعدة، وبيت شعر شوقي الخالد : إِنَّ الَّذي مَلَأَ اللّغاتِ مَحاسِناً، جَعَلَ الجَمالَ وَسَرَّهُ في الضّادِ،.

ولن يُغيظها أن يتنكّر أبناؤها لها، فهي تحمل القرآن كتاب الله العظيم ويحملها، لكنّ الغيظ يتعاظم حين ترى الجرأة الفاضحة على إهمال استخدامها وإعجام حروفها وجُملها، بخليط قسري مع مفردات أعجمية، بل والإمعان في الإستخفاف بها بكتابة حروفها بلغة ثانية، في احتمالات كبيرة لتغييبها، وتهميشها.

يجدر في هذا السياق، التذكير بدور مجمع اللغة العربية الأردني المهم، في استمرار جهوده لتعميم استخدام اللغة العربية السليمة في سائر مناحي الحياة كما نصّت على ذلك رسالة المجمع، والحرص على مواصلة تحفيز الجامعات لتعريب التعليم، والترجمة، فضلاً عن التفاتةٍ حكومية عاجلة، لمساعدة المجمع على تحقيق أهدافه المعلنة والتي تهتم بالحفاظ على سلامة اللغة العربية والعمل على أن تواكب متطلبات الآداب والعلوم والفنون الحديثة، والنهوض باللغة العربية لمواكبة متطلبات مجتمع المعرفة.
 

العرب اليوم

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية