|
|

قطر حامية اللغة العربية
أ. فاطمة الغزال
من حقنا ان نفخر ببلادنا قطر وهي تتصدى للتدهور الحاصل للغة الجميلة، اللغة التي نزل بها القرآن الكريم الذي انزل الله لكافة البشر مصدقاً لما بين يدي الأنبياء الأوائل، اعتزازنا بلغتنا العربية هو من يصنع لنا المجد بين الأمم، والسعي لتطويرها هو واجب كل من ينطق هذه اللغة الجميلة، وحملت دولتنا الحبيبة على عاتقها الارتقاء بلغتنا الجميلة بإصدارها وتبنيها إنشاء (معجم الدوحة التاريخي للغة العربية) لتكون لغتنا في مصاف اللغات العالمية المتقدمة في مجال الصناعة المعجمية والاصطلاحية بأسلوب علمي متطور يتم الاطلاع عليه والاستفادة منه من العالم كله عن طريق بوابة الكترونية متاحة للجميع، وهذه الخدمة التي تقدمها قطر للعالم تعتبر من اكبر الإنجازات اللغوية العالمية خاصة ان هذا المعجم يهدف الى رصد الفاظ اللغة العربية منذ استعمالها من أقدم نص مكتوب الى اليوم متتبعاً تاريخ تحولاتها البنيوية والدلالية مع توثيق كل ذلك بالنصوص التي تؤكد صحة المعلومات الواردة عن كل لفظ، وهذا يعتبر من أهم الموجبات العلمية لهذا المشروع الضخم والإسهام في تطوير الصناعة المعجمية العربية بصورة ملائمة للاستخدامات المعاصرة، وسد ثغرة غياب معجم تاريخي للغة العربية.
ونعتز بأميرنا تميم المجد -حفظه الله- الذي تبنى هذا المعجم وقام بتدشين موقعه الالكتروني في العاشر من شهر ديسمبر الماضي ليكون متاحا أمام العالم كله تحت اشراف كبار الخبراء في مجال اللغة العربية، كما نشد على يد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي تولى انجاز هذا المشروع القطري الذي نفخر به كعرب وقطريين الذي يعد سَبْقاً، ليس على المستوى المحلي فقط، بل على المستوى العالمي أيضاً، رغم خصوصية الصعوبات التي تُميز العربية؛ وهي صعوبات تفوق أيَّ لغةٍ أخرى تم تأريخها معجمياً.
وبما ان قطر تبنت هذا المشروع الضخم واهدته للعالم نناشد المختصين بوزارة التعليم والتعليم العالي وضع مناهج تساعد على إعادة لغتنا الجميلة الى مكانتها العالمية التي تعلم منها علماء العالم اكتشافات علمائنا في القرون الوسطى، وان تكون مدارسنا هي منارة للحفاظ على رقي وتطور لغتنا الجميلة التي نعتز بها أمام كل الأمم.
كما قامت قيادتنا الرشيدة بإصدار القانون رقم (7) لسنة 2019م بشأن حماية اللغة العربية، وبإصدار قطر لهذا القانون تكون قد اعترفت دون خجل او مجاملة بالحقيقة والوضع الخطير الذي وصلت اليه اللغة العربية في عقر دارها، ونص القانون على إلزام الوزارات والمؤسسات والهيئات باستعمال اللغة العربية في اجتماعاتها. وتشريعات الدولة تصاغ باللغة العربية كلغة للمحادثات والمفاوضات والمراسلات مع الحكومات والمنظمات والمؤتمرات العربية وأن تكون لغة التعليم في المؤسسات التعليمية العامة وتدريس اللغة العربية كمادة أساسية في مناهج المؤسسات التعليمية الخاصة.
كلمة أخيرة:
أناشد كل المهتمين التربويين بالاطلاع على معجم الدوحة التاريخي للغة العربية الذي يعتبر فخرا لنا كقطريين كإنجاز نقدمه هدية للأمة العربية والمسلمين في كل بقاع الأرض، وأن يكون اهتمامنا في المناهج التربوية مواكباً لما تقوم بدولتنا الحبيبة تجاه هذا الواجب الإنساني الذي ينبعث من اعتزازنا بأمتنا العربية وقرآننا الكريم.
الشرق
|
|
|
|
|