مثقفون: مبادرة (ض) لسمو ولي العهد تعبّر عن عمق التزامه بهويّة الوطن وهويّة الأمّة
عمر أبو الهيجاء
أطلق سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، مؤخرا، مبادرة «ض» الهادفة إلى الحفاظ على مكانة وألق اللغة العربيّة، والعمل على تطوير تقنيات تمكينها رقمياً وإثراء المحتوى العربي على الإنترنت. حيث تهدف المبادرة التي ستندرج ضمن مبادرات مؤسسة ولي العهد، إلى إعداد سفراء للغة العربية يعملون على تعزيز استخدامها في مختلف ميادين المعرفة، وإنشاء وتعزيز عدد من المنصّات للتواصل باللغة العربية، واستخدامها في جميع مجالات الحياة العملية والعلمية والتكنولوجية.
«الدستور» التقت بعض المهتمين والأكاديميين المشتغلين باللغة وسألتهم عن أهمية المبادرة، فكانت هذه الآراء التي عبرت عن رؤية ولي العهد الثاقبة نحو مستقبل زاهر.
د. صلاح جرار: المبادرة تعنى بتدريس العربيّة وتشجيع الأجيال على إتقانها
تأتي مبادرة (ض) التي دعا إليها سموّ وليّ العهد حفظه الله تعالى في زمنٍ تحتاج فيه اللغة العربية إلى من يمدّ لها يد العون وينتشلها مما تعانيه من أزمات متعدّدة الجوانب والمصادر، ومن أهم أزماتها جهلُ أبنائها بها وعزوفهم عنها وميلهم إلى الحديث بالعاميّة حتّى في الأوساط العلمية والتعليمية والثقافية، وميلهم إلى استخدام لغات أجنبية في التعليم العالي ظنّاً منهم أنّ لغتنا قاصرة عن مواكبة الإنجاز العلمي والتكنولوجي العالمي، وهذا غير صحيح، إذ أثبتت الحضارة العربية الإسلامية قديماً في العصر العباسي وفي الأندلس أنّ اللغة العربيّة كانت لغة جميع العلوم من طب وهندسة وكيمياء ورياضيات وفلك وغيرها ممّا تشهد عليه آلاف المخطوطات العربيّة المحفوظة في خزائن العالم وتعود إلى أقدم العصور.
إنّ اللغة مكوّنٌ رئيسيٌّ من مكوّنات هويّة الأمّة، وبمقدار ما نحافظ عليها فإننا نحافظ على هويتنا، وإنّ التقصير في الحفاظ عليها هو دليلٌ على تقصيرنا في الحفاظ على هويتنا. وقد أثبت الدارسون أنّ ارتفاع شأن اللغة هو مؤشر إلى ارتقاء شأن الأمّة ومكانتها.
ومن هنا فإنّ مبادرة سموّ الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، تعبّر عن عمق التزامه بهويّة الوطن وهويّة الأمّة، كما تعبّر عن صدق انتمائه وحرصه البالغ على رقيّ الأمّة وارتفاع مكانتها وشأنها بين الأمم.
ولذا فإننا نؤيد وبشدّة السير في ما دعا إليه سموّه من إيلاء عناية شديدة بتدريس العربيّة وتشجيع الأجيال على إتقانها واستخدامها في سائر المجالات العلميّة والتكنولوجية، والاستفادة من تكنولوجيا المعلومات في تطوير وسائل استخدامها وتعليمها والنهوض بها.
الشاعرة رانة نزال: اطلاق مبادرة «ض» رؤى المستقبل
هذا الشّبل ابن ذاك الأسد، هم الهاشميّون الرّعاة لنبضِ الأمّة وآلامها، الثّقاتُ الّذين يرصدون المستقبلَ و يغذون الخطو نحوه بشمّم و كبرياء. وهو الحسين ولي عهدنا وابن مليكنا وابن حسيننا الأكبر الغالي رحمة الله عليه، يمشي بخطىً واثقة ملؤها الزّهو و الاعتزاز بالذات مصدره معرفة الماضي و اليقين بأن الغد تبنيه سواعد المفكرين والمبدعين والمعلمين والمهندسين والأطباء و كُلّ مخلص من أبناء هذا الوطن الأشم.
وبرؤى تستشرفُ الغد، و تُعدّ له العدّة، تستنهض الهمّم. خطت أنامله بفكرٍ ألمعيٍّ ما يُحسب له أبد الدّهر حين أطلق مبادرته «ض» الهادفة إلى الحفاظ على مكانه و ألق اللغة العربية، و العمل على تطوير تقنيات تمكينها رقمياً و إثراء المحتوى العربي على الإنترنت.
هذه المبادرة الفذّة في رعايتها للغة حاضنة الفكر و أرض الهوية و راية العزّ الغراء. هذه المبادرة في حَفزِها للطاقات، و حرصها على استلهام المنبثق من الجذور في صياغة الغد المشرق المُضّاءِ بالوعدِ والعهدِ معاً. رأت كما يرى سموه أهمية مواكبة العصر بل والانتفاع بكل ما يقدمه لنا من تقنيات بحيث نوظفها في غرس بذر الفخر في نفوس الأبناء والأجيال الصاعدة ، وتزويدهم بما يلهمهم، و يعزّز حضورهم ومكانتهم من خلال تربية اعتزازهم بماضٍ أثير في قالب معاصر بناءٍ ومشارك في لغة العصر وخطابه مشاركة فاعلة ومُحفزة، تُعِدُّ سفراء اللّغة المانحين أنفسهم لها ، والّذين نذروا ذواتهم لتوسيع وإثراء المحتوى المعرفي، و تعزيز عدد المنصات الخاصة باللّغة العربية واستخداماتها في مختلف مجالات الحياة العملية والعلمية والتكنولوجية.
سيدي صاحب السّمو الملكي وليّ عهدنا الحبيب اسمح لي كمعلمة لمادة اللغة العربية شرفت بتقديمها لك أن أشكرك من أعماق قلبي على هذا الوفاء وهذا الولاء اللذين تخصّ بهما لغتنا الأم بالرعاية والاهتمام والمتابعة والابتكار لأفكار خلاقة نيّرةٍ تؤكد مكانتها الفذّة، و قدرتها المتناهية في احتضان مختلف أشكال التطور المعرفي و التقني .
أنتَ بخطّك الجميل في صفك الخامس الابتدائي كنت تبشر بمثل هذه الرؤى، وتستفسر عنها و تسألني: هل يوجد هذا الدرس على الانترنت؟ فأجيبك بأننا نحاول، و ها أنت تحقق الحلم و تدعمنا، نحنُ القيمين على اللغة، ورعاتها ندين لك و نشكرك عميقاً بأن قد فعلت ونصرت ضادنا بمنصة مخصصة لها تحمل تميّزها بحرفٍ هو الوحيد في كلّ لغات العالم الذي يخصّها حرف «الضّاد». فطوبى .. طوبى لنا فكرك، وحضور ذهنك، وبعدُ رؤاك، وانبراؤك لخدمة كل ما يخدم هذه الأمة و أهم ما فيها ولها لغتها العربية.
أتذكر يا حسيننا المفدى حين كنّا نُلحن الأشعارَ فنركب لحناً لأغنية دارجة على قصيدة شعريّة؛ ليسهل حفظها ويلذّ معناها الطيب ..!؟ أذكر أن قد كُنتَ تفعل بحماسةٍ وحيويّة و اقبال على العِلمِ، وتعلّق باللّغة يشهد عليها لسانك العربيّ وجذورك الأبيّة وحسبنا معك أننّا معاً ندرك، ونعي ونعقل أنّه سبحانه وتعالى عزّ من قال «إنّا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون».
شكراً لك إذ تعي وتفعل وتؤكد على أن «جيلنا هو المكلف و المهيء للقفز بالأردن إلى المستقبل إلى حَيث تُصنع الفرصُ بالطّموح و الابتكار و الرّيادة « فعلاً لا قولاً تُعلمنا ذلك، بل وتدعمنا برؤاك وأفكارك وابتكاراتك الرّياديّة . وما منصة «ض» إلا واحدة من تلك المنابر التّي تُخاطب بها المستقبل بلغة، وسواعد أبناء أردننا الغالي، وكلنا لها .. وكلنا معك .
د. ليندا عبيد: مبادرة ولي العهد تحتفي باللغة الأم
تمثل اللغة العربية بوصفها الأم، والحاملة للهوية، والصورة الرائدة الحضارية لتحقيق الذات، والناقلة للرؤى والأفكار والتصورات، ومحاولات التغيير عبر الإبداع بصوره وأجناسه المختلفة، في عصر تتراحم فيه اللغات ووسائل التكنولوجيا، وتتقلص فيه المسافات وتضيق بين الحدود الجغرافية تحدياً كبيراً أمام القائمين على الاهتمام بها، وتعليمها، واتخاذهم من نشرها وسيلة سامية لخدمتها في أقطار العالم المختلفة.
ومعلوم أن اللغة ظاهرة اجتماعية، فيكتسب الكائن البشري اللغة من المجتمع بغض النظر عن هوية تلك اللغة، ولا يمكن له بل من المستحيل أن يكتسبها إذا عزل عن ذلك المجتمع بالرغم من فطرته اللغوية واستعداده البيولوجي. وتكمن التحديات في واقع اللغة العربية مايحدث من فصل بين تعليم اللغة الفصيحة في المدارس والجامعات، والتحدث بها في الخطابات والندوات، وبين هيمنة اللهجات العامية في الحركة المجتمعية اليومية الاعتيادية في ميادين الحياة المختلفة. إضافة إلى التشبث بالأساليب التقليدية في تعليم اللغة في عالم صارت تهيمن عليه التكنولوجيا، ويقتات على السرعة،وتوفير الجهد والوقت.
ومن هنا فلابد للبرامج التي تتبنى تعليم اللغة العربية بشكل عام، وتلك التي تعنى بتعليم العربية للناطقين بغيرها مراعاة ذلك، ومحاولة خلق هوية معرفية مجازية بين المتعلم واللغة ضمن برامجها من خلال تغذيته بثقافتها وطبائع أهلها للتقريب بينه وبين اللغة الأم. وكذلك تعزيز الاتكاء على التكنولوجيا والبرامج المحوسبة في تعليمها، ما يقرب المسافات، ويسهل الأمر، بما يتناسب مع لغة العالم الجديد.
وما دام تعليم العربية، والحفاظ عليها يشهد تحديات كثيرة في واقع معاصر مزدحم باحتقانات كثيرة سياسيا واجتماعيات واقتصاديا فلابد من اتباع الأساليب الجديدة التي تتخذ من الحاسوب والشبكة العنكبوتية وسيلتها لذلك عبر برامج تعلم اللغة العربية، وعبر وسائط التعلم الالكتروني المختلفة، وقد شهدت المنطقة العربية كثيراً من التجارب الرائدة في تعليم العربية عن بعد؛ إذ إن تعليم العربية عبر الوسائط الإلكترونية يمنح الطالب السرعة الكبيرة، ويمكن أن يهيء العمل لعدد كبير من الطلاب في وقت واحد، ويسمح للطالب في غياب الأستاذ أن يتابع الدراسة وحده.
ومن هنا تأتي أهمية مبادرة ولي العهد «ضاد» المحتفية باللغة الأم، والتي تقوم على تضافر الجهود للعناية بها، والحفاظ عليها، ووضعها بصورة تليق بها، تحيي أصولها، وتدعم جديدها، وتخلق ذلك التمازج الحضاري بين القديم والجديد، بما يتلاءم مع خلق جيل جديد منتم لهويته ولغته وقضاياه. فالشعوب تحتاج إلى دعم القيادات وتوجهيهاتها وتمويلها لخلق التكاتف الذي ينبغي أن يتوفر للنهوض بالأمة، واستثمار طاقاتها، والاستفادة من إمكانياتها ونجاحاتها، وخلق سفرائها في كل أرجاء العالم.
ولقد غزت التكنولوجيا فروع العلم واكتسحت أمامها كثيراً من المناهج التقليدية، ومن الطبيعي أن يتم استثمار التقنيات الحديثة في دعم العربية، والحفاظ عليها، تماشياً مع ثورة التكنولوجيا العالمية واستقطاب أكبر عدد من الراغبين بتعلمها بغض النظر عن دوافعهم سياسية كانت أم دبلوماسبة أم فكرية أم ثقافية.
ورغم إيجابيات الثورة الرقمية، وأهمية الحاسوب في خدمة اللغة العربية وضرورة الاستعانة به، لابد من الانتباه إلى أن الحاسوب يظل آلة ميتة لا قيمة لها دون الجهد البشري المبدع الذي يتمازج به العقل والعاطفة لخلق عوالم الفن والإبداع التي تتخذ من اللغة طريقها، وتعجز عنها الآلة. وإن كانت اليوم طريقا لنشره وإيصاله إلى كل الأمكنة بوصفها نتاجا حضاريا للغة حضارية عالية، تؤرخ للمحبة والإنسانية، وتعكس خلاصة تجربة إنسانية حضارية كاملة للحضارة العربية الإسلامية. فاللغة هي مرآة الذات، ووسيلتها للبوح، والتفكير والعمل والتغيير والرقي عبر الكتابة.
د. عماد الضمور: مبادرة سموه ذات قيمة معرفية كبيرة تعكس ما أبدعه أجدادنا
جاءت مبادرة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني حفظه الله التي أطلقها مؤخراً بعنوان مبادرة الضاد ترسيخاً للهوية الثقافية للأمة العربية المستندة إلى تعاليم ديننا الحنيف وقداسة لغتنا العربية لغة القرآن الكريم، فهي منجم فكرنا الخصب، وعنوان التحدي والصمود في وجه التحديات؛ فاللغة وعاء الفكر، ومبعث الخيال، وحاضنة الإبداع ، لذلك جاءت مبادرة سمو ولي العهد تجسيداً عملياً لما تتمتع به لغتنا العربية من غنى فكري وثراء روحي وموقع حضاري يؤهلها لأن تكون في المقدمة دائماً، وبخاصة ونحن نعيش في عصر إنفجار تكنولوجي ومعرفي هائل جعل من توظيف اللغة ضمن الفضاء الرقمي ضرورة ملحة وحاجة قصوى لولوج العصر الجديد، إذ إن المحتوى العربي المنشور رقميّاً ما زال متواضعاً قياسا لحضور اللغات العالمية الأخرى، مما يطرح كثيراً من التحديات ، ويضعنا أمام حاجة ماسة إلى ضرورة جعل اللغة العربية مكوناً مهماً من مكونات الإبداع الرقمي.
إنّ مبادرة سمو ولي العهد دعوة صريحة لخلق فضاء إبداعي جديد ينهل من معين لغة خصبة تمتاز بالمرونة والسهولة كما أنها لغة اشتقاقية ذات دلالات عميقة تساعدها على الامتداد والتقدم العلمي بعيداً عن الأطر التقليدية للقياس، بل من خلال إرث حضاري عميق قادر على تجاوز الشكل التقليدي للفكر والإفادة من المنجز العالمي .
إن الأهداف السامية لمبادرة سمو ولي العهد في إعداد سفراء للغة العربية لتعزيز استخدامها في مختلف مجالات المعرفة تلتقي مع الجهود المبذولة للنهضة الفكرية والعلمية التي تتطلبها المرحلة المعاصرة للحاق في ركب المسيرة الرقمية العالمية، ويؤسس لمشروع معرفي قادر على الامتداد والتأثير في الأخرين.
ولما كانت اللغة العربية وما زالت تمتلك رصيداً وافراً من المصطلحات والتراكيب اللغوية فإن تعزيز الفضاء الرقمي بهذه المصطلحات يؤهل لغتنا العربية لأن تكون مكونا مهما لمنصات التواصل باللغة العربية لتمتلك تأثيراً واسعاً في المنجز الرقمي العالمي؛ ما يجعلنا أمام حداثة فكرية تتماشى مع روح العصر، وتنهل من موروث فكري خصب.
إنّ الحديث عن أهداف مبادرة الضاد يتضمن دعوة صريحة لتجاوز مرحلة رصد المفردات اللغوية إلى إتاحتها رقمياً من أجل إقامة جسور قوية تصل الماضي بالحاضر وصولاً إلى مستقبل قادر على الإنتاج المعرفي الهادف بأدوات جديدة تنبع من الثقافة الجديدة.
لعل مبادرة الضاد التي أطلقها سمو ولي العهد ذات قيمة معرفية كبيرة تعكس ما أبدعه أجدادنا من حضارة مادية وفكرية ما زالت مصدر إلهام للحضارة الإنسانية، مما يبرز الحاجة إلى فكر معاصر يؤهل لغتنا العربية لدخول العالم الرقمي بروح علمية ذات نتاج معرفي خصب.
تلتقي مبادرة الضاد مع مضمون الأوراق النقاشية التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وبخاصة الورقة النقاشية السابعة التي تدعو إلى الاعتزاز باللغة العربية، وبعث روحها الحية من جديد؛ مّا يعكس رؤى ملكية سامية مبعثها ما تختزنه الأمة من تراث عميق وما يمكن أن تنتجه من فكر خصب قادر على مواجهة التحديات المعاصرة.
د. إسماعيل القيّام: مبادرة نبيلة تستحقّ الإشادة والتقدير
لا شكّ في أنّ مبادرة (ض) التي أطلقها سموّ وليّ العهد بهدف الارتقاء باللغة العربيّة هي مبادرة نبيلة تستحقّ الإشادة والتقدير. ولأنّ هذه المبادرة على درجةٍ بالغةٍ من الأهميّة لارتباطها باللغة العربيّة من جهة، ولمكانة مُطلِقِها السامية من جهةٍ أخرى، ولكي تُؤتيَ المُبادرةُ أُكلَها وتحقّق الأهداف المرجوّة منها على الوجه الأمثل، لا بُدّ لها – في تقديري – من النأي بها عن أمرين خطيرين: الأوّل تشتيتها – بحُسن نيّة - في هموم اللغة العربية ومشكلاتها وما أكثرها! فتضيع المبادرة، بالرغم من جمالها ونُبل غايتها، بين المؤسّسات والأفراد؛ لأنّ الجهود متى تشتّتت وضاعت. والأمر الآخر الذي يجب أن يُبتَعد بالمبادرة عنه هو السّعي إلى التكسُّب وتحصيل المنافع الشخصيّة باسم (المبادرة) و(اللغة العربيّة)، وما أكثرَ النفقاتِ وما أقلَّ الإنتاج في هذه الأيام!
ولتحقيق التطلُّعات السامية للمبادرة أقترح وضعَ خُطّة عملٍ تنفيذيّة تقوم على تحديد أهدافٍ واضحة المعالم، يمكن قياسها والتأكّد من مدى تحقُّقها، ضمن فترات زمنيّة محدّدة (قصيرة وطويلة)، ثم الشروع بالعمل على تحقيق هذه الأهداف ضمن الجدول الزمنيّ المحدّد لها، وتقييم مدى التقدّم في ذلك سنويًّا لتعديل المسار كلّما تطلّب الأمر ذلك.
ويمكن لي في هذا الإطار أن أقترح ربط المبادرة بالطلبة والعطلة الصيفيّة؛ بحيث يتبنّى القائمون على تنفيذها عددًا من الكتب والمؤلّفات المتميّزة من عيون الأدب العربيّ قديمه وحديثه، ومن الأدب المترجَم إلى العربيّة، (في حدود 50 كتابًا متنوّعة الأحجام والأجناس الأدبيّة)، ثمّ تُصنَّف هذه الكتب إلى مجموعات تتناسب كلُّ مجموعةٍ منها مع المراحل العُمريّة والدراسيّة للطلبة من سنّ السابعة إلى السابعة عشرة، فيقرأ الطالب خمسة كتب مُختارة كلَّ عام، ليصل إلى نهاية دراسته في المدرسة مع نحوٍ من خمسين كتابًا أو يزيد، ويحصل الفائزون في مشروع (ض) على دعمٍ وتشجيع سنويّ (كمخيّمات القراءة، والمسابقات، والجوائز، ...)،وينتهي هذا التشجيع بامتيازٍ من نوعٍ ما، كأن يكون للطلبة المتميّزين في برنامج القراءة حظّ في التفوّق الثقافيّ عند الالتحاق بالجامعات بعد الثانويّة العامّة.
الدستور