للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اللغة والثقافة

أ. أحمد سالم ألفغ عبدالله

 

اللغة بغضّ النظر عن كونها إشاراتٍ أوصوراً أو رموزاً.. للتعبير والتواصل.. فإن هذه اللغة تستمدّ ذاتها ومفرداتها وحقولها الدلالية ومعجمها اللغوي من الثقافة المحيطة بها وفي هذا السياق يشير العالم اللغوي فيرديناند دي سوسير إلى علاقة اللغة بالثقافة قائلاً: “إن علم اللغة يرتبط بقوة بالعلوم الأخرى، ويستعير من معطياتها أحياناً، كما يزوّدها بالمعطيات أحيانا أخرى”.

فالعبارة كما يرى اللغويون تولدُ جوفاء وتخصّصها الثقافة بالعُرف المجتمعي أو الطقوس المجتمعية أو العادات.. لذلك هناك مايعرف بالمعنى الوضعي الذي وُضعت عليه الكلمة أصلاً وبين المعنى الاستعمالي “الاصطلاحي” أي المتعارف عليه في مجتمع ما وهذا ما ظهر جلياً في بعض مفردات اللغة العربية ففعل “صَامَ” مثلاً وُضع في اللغة لمعانٍ أولها إمساك الخيل عن العلف يقال خيال صيامٌ (لم تأكل العلَف). وصام النهار إذا مالت شمسه عن كبد السماء وصام عن الكلام (أمسك عنه).. وفي لغة قبيلة هذيْل تُطلق علي نوع من الشجر.. أما بعد الإسلام فأُطلقت علي الصوم الشرعي وبقيّ مستعملا لذلك، ومن هنا كان جليا تأثر هذه المفردة بالتأثيرات الثقافية التي حمّلتها شُحنات دلالية بحسب العرف والمجتمع والدين.
كما تأثرت الثقافة هي الأخرى باللغة كثيراً، من ذلك أن انتشار الثقافة يكون بانتشار اللغة فكلما قويت لغة قوم كلما انتشرت ثقافتهم واستطاعوا فرضها أكثر وتعلّقت الناس بها.. وكثُر التعرف عليها ولو من غير محيطها ومن هنا يتضح التكامل بين اللغة والثقافة لأن كلا منهما شرط في الأخرى، وقد يرى بعض الباحثين أن الثقافة واللغة لا تعتمد كل منهما على الأخرى بشكل مباشر ويوضح ذلك أحد المعاني المهمة وهو أن الجماعات ذات الثقافات المختلفة قد تتحدث بلغة مشتركة، والمتحدثون بلغات مختلفة تماما يمكن أن يشتركوا في السّمات الثقافية الأساسية ذاتها، إلا أنّ الأوضح والأقرب إلي الحقيقة أن اللغة المشتركة بين المجتمعات هي الناقل الأساسي لثقافتهم كما أكّد بعضُ الباحثين.
إنّ اللغة والثقافة جزء لا يتجزأ حتى أنّ بعض الباحثين يرى أن نشأتهما كانت في وقت واحد وهذا ما تجسده قوة العلاقة بينهما وترابطهما المتين، وخلاصة ما في الأمر أنه يمكن وصف كل من اللغة والثقافة على حدّ سواء كوسيلة لاستخدام الرموز في بناء الهُوية الاجتماعية والحفاظ على التماسك الاجتماعي في إطار مجموعة اجتماعية لا يمكنها الاعتماد بشكل كامل على طرق بناء المجتمع التي ظهرت قبل ظهور الإنسان، وكونهما في جوهرهما أنظمة رمزية كل منهما تفكّ شفرة الأخرى إضافةً إلى أنَّ من عرف اللغة سهُلت عليه الثقافة لأن الثقافة كما هو معلوم قائمة علي ما لا تُدركه إلا اللغةُ.
 

الوطن

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية