|
|

الفصاحة الإعلامية
أ. حبيبة سليمان
إن أروع الكلام يعجز عن التعبير عن هذا الموضوع في هذا المجال فكما تعلمون أن الأقلام كتبت في مجال الإعلام كثيراً وكتبت أيضاً في مجال الفصاحة كثيراً و قد تحدث عنه اللسان كثيراً من قبل المختصين والأساتذة الذين بلغوا من المجد منتهاه ومهما كتبت هنا عن هذين المجالين لن أكتب إلا قطرة في بحر هذا المجال الواسع العميق وأنني أعرف أني مهما كتبت هنا سيصعب علي مجاراة أو حتى تقليد من كتبوا في هذين المجالين ولكني سأستعير ببلاغة الكلام وسحر القول لأعبر عن ما يدور في عقلي حول ذلك الموضوع الشيق والمميز والذي يعتبر من المواضيع العصرية راجيةً من الله أن ينال إعجاب القراء ، ومما لا شك فيه أن الجميع يعرف ماهية اللغة العربية و مكانتها عند العرب والمسلمين فلقد كانوا العرب قديماً يتسمون ببلاغة الكلام وفصاحة اللسان فيميزون بين الجيد والرديء و يحسنون اختيار وضع الكلمات في مواقعها و ما كانوا ينطقون إلا بالفصحى و كلامهم كان بالسجع والجناس فتميزوا بالبلاغة التي هي أساس القرآن وما كان لأحد من التجار حين يسافرون في رحلة الصيف والشتاء ويتكلم بتلك اللغة سليمة البناء والمحفوظة بحفظ القرآن إلا وعرفوا أنه أعربي آتى من الحجاز بلاد بيت الله فلهذا عندما بعث النبي رسول السلام وخاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام نزل بأفضل كتاب وهو القرآن كلام الله ولأن الله عز وجل كان كلما يبعث رسول يُرسل معه معجزات بيِّنات تتميز بها قومه بل وصلوا فيها إلى حد البراعة والإتقان وبما أن العرب وقريش تميزوا بالبلاغة فأرسل لهم الله نبينا محمد بن عبد الله مع القرآن أفصح الكلام فلو اجتمع الإنس والجآن على أن يأتيا بسورةٍ مثله لن يستطيعوا أن يأتون بها فبالتأكيد هذا محال و لقد حافظ العرب على التحدث بالفصحى عدة أزمان فكان كل عصر يتميز بأدباءٍ وكتاب كرسوا أنفسهم لحفظ تلك اللغة من الضياع كأمثال الجاحظ والجرجاني وأمير الشعراء وللغة مكانة مهمة في وسائل الإعلام فهي ترتكز عليها بلا شك أو فصال عليها مهما اختلفت الأقسام فعلى سبيل المثال الصحافة تعتمد في الكتابة على اللغة العربية الصحيحة السالمة من الأخطاء والمذيع والإذاعي عندما يتحدثان للأفراد يتحدثان بالنون واللام وجميع من يعملون بالإعلام يستخدمون العربية في يكل المجالات وبلا شك أننا لاحظنا في الآونة الأخيرة ما يقوم به بعض الإعلاميين والإعلاميات مع احترامي الشديد للجميع فهم أصبحوا يتكلمون بالعامية التي تفقد مواضيعهم القيمة والثراء فأصبح المذيع أو الإذاعي يتحدث بلهجته المحلية التي قد تصعب على الغالبية المشاهدة لأن لكل دولة لهجة بل لكل مدينة لهجتها الخاصة وتختلف الكلمات فالكلمات شتان بين دولةٍ ودولة وبذلك سيكون محلي لن يصل إلى خارج البلاد وبعضهم من يتحدث بالإنجليزية مدمجةٌٌ مع العربية فيا حسرةِ على هؤلاء وتتضامناً مع مبادرة كيف نكون قدوة باستخدام اللغة العربية العصماء أكتب هذا المقال وأنا مليئةٌ بأمنيات أن يستخدم كل مذيع وكل متحدثٍ في وسائل الإعلام الفصاحة و علوم البلاغة البديع والمعاني والبيان ليصلوا بلغتنا إلى بر الأمان فإذا صلحت فصاحتهم ستصلح فصاحة المجتمعات بكل تأكيدٍ وإيمان بأن اللغة العربية ستصل بهم إلى العالمية وسنرجع كما كنا في العصور الأولى أقوياء فما ارتفعت أمة إلا برفعةِ لغتها وما دنت إلا بدونها بكل تأكيد وإيمان.
ونهايةً انصح كل من يعمل في مجال الإعلام أن تكون الفصحى هويته وملاذه فإذا فعل سيصبح ذو شأن عالي ومركز مرموق وشخصية عميقةٌ عند حضور الندوات والدورات لا شخصٌ مخوخٌ خالي من اللغة والثقافات واقترح أيضاً أنه يجب إدراج مادة اللغة العربية في خطة طلبة الإعلام ليتخرجوا من الكلية وهم قادرين على استخدام اللغة أفضل استخدام .
وختاماً أود أن أقول أن العربية هويتنا لا بد أن نفتخر بها في لغة أحسن كتاب وقد جاء بها أفضل الأنبياء ، وبعد جهدي المتواضع أتمنى من الله أن تكون كلماتي نالت إعجابكم، ولا أكن قد أصبتكم بالملل، وأتمنى أن يكون الله وفقني في الإلمام بجوانب الموضوع و وفقني الله وإياكم.
عين الوطن
|
|
|
|
|