|
|

على هامش اللقب - لغتنا العربية صاحبة الجلالة
أ.د أحمد مقبل المنصوري
لم يكن اختيار لقب (صاحبة الجلالة ) للغتنا العربية حينما تردد في أدبيات المؤتمر الدولي الثاني دبي 2013م ، وسمعته مكررا على لسان أمين عام المجلس الدكتور/ علي موسى وألسنة القائمين على المؤتمر والمشاركين فيه مبنياً على ترفٍ لغوي أو بهرجة كلامية استدعاها الحضور المهيب ، وسحر الأضواء الذي رافق فعالياتها ، ولكنه لقب لائق بها ، وتستحقه عربيتنا بجدارةٍ وامتياز !!
لغتنا العربية هي بحق صاحبة الجلالة والقداسة ، وهي ملكة جمال اللغات جميعا ، ولو لم تكن كذلك بما تحويه من أسرار مدهشة في سعة مفرداتها وجمال أساليبها وتنوع عباراتها وسحر محاسنها ومفاتنها لما اختارها الله لغةً لكتابه العزيز ، ولما كانت لغة نبيه الكريم .
صحيح أنها اليوم تعاني إهمالا كبيراً من أبنائها ، وهجراً غير مقبول من متكلميها والناطقين بها إلا أن ذلك ليس عيبا فيها بقدر ماهو عيب وتقصير لاحق بأبنائها، ونحن على ثقة أن لغةً بقدر لغتنا العربية وبحجم مكنوناتها الآسرة ، وبما لها من الخلود الإلهي لجدير بها أن تسود ذات يوم ؛ فالأيام دول بين اللغات ، وإن يكن ضعف العرب اليوم قد أدى إلى ضعفها ،وخفوت نجمها الذي كان بازغاً ومتألقا بشدة في عصور متقدمة فلا استمرار لهذا الضعف ، ولسوف يأتي رجال من أبناء العربية يعيدون للغتهم مكانتها وقوتها وسيادتها والثقة بها .
ولست مبالغاً إذا قلت إن المجلس الدولي للغة العربية الذي آثر أن يهب نفسه مخلصة في سبيل العربية وحب العربية وحب أهل العربية لهو الميلاد الحقيقي لنجم العربية الذي بدأ ضوؤه بالإشراق وسط سمائنا العربية وسماء الناطقين بها في كل الأمصار التي أوشكت منذ وقت طويل أن تطمسه ظلمة اللغات الأخرى التي لم تكتف بالمزاحمة للغتنا وحسب ، ولكنها ترغب في الحلول جملة وتفصيلا محلها ، وهذا ما لايمكن أن يكون مادام محبو العربية ورجالها قادرين على إحياء لغتهم والوفاء لها والسجود لجلالتها وعظمتها منذ أن جعلوا لها مجلساً دائما – ونتمنى دوامه - يعالج قضاياها ويدافع عنها ، وينشر كل جديد فيها على يد علمائها الموجودين في كل البقاع !!
والمجد والخلود أولاً وأخيراً للعربية !!
|
|
|
|
|