للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

يوم اللغة العربية

د. رمزي الغزوي

 

لا أعرف لماذا يصر أغلب الناس على كتابة أسمائهم باللغة الإنجليزية عبر مواقع التواصل الإجتماعي، مع أنك لو تصفحت قوائم أصدقائهم، وصفحات تفاعلهم؛ فلن تجد لهم صديقاً غير عربي إلا ما ندر. ولهذا تمنيت على أصدقائي يوم أمس في فيسبوك أن يغيروا لغة كتابة أسمائهم إلى العربية، على الاقل في هذا اليوم الذي نبتهج فيه بيوم لغتنا العربية المقرر من منظمة اليونسكو.

العربية أضخم لغة عالمية حيث تحتوي على 12 مليون كلمة، وتأتي بعدها الإنجليزية ب 600 ألف كلمة. وهذه الحقيقة لا تجعلني أخاف على لغتنا من الاندثار أو الانقراض، كما تندثر كثير من اللغات في عالم اليوم ولكن كلي خشية أن تتفاقم مساحات تهميش لغتنا الجميلة، بعد تعالي دعوات تمتنين اللهجات العامية بيننا، ورواج تقليعة (الأربيزي) التي تمزج الإنجليزية والعربية مزجاً إرتجالياً، فأصبحت لهجة تشيع في الشباب ورسائلهم القصيرة، وبعد ذلك الاعتداد بغير هذه اللغة.
سأستذكر رسالة وصلتني من قارئة قبل سنوات قالت فيها: (ألا تلاحظ معي أن الجيل الجديد لا يجيد التعبير، ولا التحدث، حتى في موضوع يخصه بلغته، لأنه غير معتاد على التحدث بالفصحى. وأنا أخصص يوما للتحدث بالفصحى في العمل والمنزل، وأبذل جهدي ليكون هذا النشاط قابلاً للتطبيق في محيطي. أحب أن تساعدني على نشر هذه الفكرة إن أحببتها).
وبعد أن أعجبتني فكرة الأخت الكريمة، شرعت في تطبيقها على نفسي وبيتي، فخصصت بعضاً من الوقت للحديث بالفصحى البسيطة، الفصحى غير المقعرة مع أطفالي، ونطقها بصورة مرحة، وأحياناً بطريقة مسرحية، مع مراعاة الحروف، ونطقها من مخارجها بشكل سليم، ثم زودتهم، أقصد أطفالي، بأفلام الرسوم المتحركة، الناطقة باللغة العربية الفصحى، أو المدبلجة بها. وقد لمست استجابة مدهشة عندهم.
لا نحتاج أن نحيي هذا اليوم باحتفالات بروتوكولية هنا وهناك. وما نحتاجه هو قرارات جريئة في مدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا الشبابية، تعلي من شأن لغتنا، وتعيد الألق إليها، وكذلك نريد قرارات في أنفسنا وبيوتنا. فلماذا نتبجح أن طفلنا ذا الثلاث سنوات يحفظ عشرات الكلمات بالإنجليزي أو الفرنسي، أو السيرلانكية أو الأندونيسية أو البنغالية، في حين لا نكلف أنفسنا الحديث معه بلغة عربية تنمو في نفسه، ويتشربها مع الحليب.
هي دعوة أن نتواصل بالفصحى مع أطفالنا، وهم في مهد الرضاعة، فهي لساننا الأبقى، وجذرنا الأعمق، في عالم جارف.
 

الدستور

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية