للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

مايؤرقنا- التنمية اللغوية ضرورة

أ. دوان موسى الزبيدي

صدق من قال: إن قوة اللغة من قوة الأمة، وواقع الناس اليوم، وكل يوم يشهد على ذلك؛ فالأمم القوية تشد من أزر لغتها ،وكلما قويت أمة قويت لغتها وزادت انتشاراً ..والعكس صحيح كحال أمتنا الخائرة بعد همة ،والغائرة بعد فورة والحائرة بعد إدراك..
لغتنا كانت لغة العلم الأولى، واللغة المفضلة لدى الأمم الأخرى. كان ذلك حين كانت أمتنا على رأس الأمم في كل المجالات ، معتزة بدينها ،متمسكة بكتابها، وعروبتها.
ولكنها اليوم تكاد تكون أدنى الأمم بما جناه أبناؤها على أنفسهم كأنهم "براقش".. تركوا دينهم وأهملوا لغتهم؛ فنظروا بعين الضعف والذل إلى الأمم الأخرى التي استعبدتهم ،وجاست خلال الديار. أقول هذا ؛ليس جلدا للذات ،بل لاستهاض الهمم
أصبحت لغتنا عند كثير من أبناء قومنا لغة الهوان والتراجع ، وأصبح التحدث بلغة الآخرين مصدر فخر، وتفاخر خادع..
والمشكلة الأكبر أن معرفة اللغات الأخرى لا تعتمد – عند الكثيرين - طريقَ (من عرف لغة قوم أمن شرهم)، ولا ترتجى منها فائدة تعود علينا، بل العكس هو القائم: (من عرف لغة قوم غرفَ شرَّهم).. أي: إن محصلة هذه المعرفة هي الانغماس في محيط الثقافات الأخرى دون التمسك بحبل ديننا  ،ولغتنا العربية؛ فكانت النتيجة الغرق في ذلك المحيط. ..استثمر العرب لغتهم
ذات يوم ،ونشروها ،وأذكرهنا منطلقا من منطلقات استثمار اللغة (تنميتها)تاريخيا ، في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز، كان  يعدّ الاقتصاد في الدولة الإسلامية أول أقوى اقتصاد في العالم، ولاسيما حيث كان بيت المال يشترى به الطعام، ليُلقى على الجبال، حتى تأكل الطيور من فطر الأموال،وازدهار الاقتصاد والتجارة آنذاك أسهم في نشر اللغة العربية، باعتبارها لغة الريادة؛ يقول الرحالة “ابن حوقل”: “إن اللغة العربية كانت مستعملة في الأسواق التجارية الهندية، كما كانت لغة مفضلة عند بعض الخاصة، أما العوام فقد كانوا ينطقون بلغتهم المحلية في حياتهم العامة، ما يدل على قيمة العربية،  ومكانتها في المجتمع...
مع فجر القرن الثالث عشر، وبداية تدهور الوضع العربي، شهد العالم بداية الازدهار الاقتصادي الأوروبي الذي قام على أكتاف العلوم العربية واليونانية، المنقولة إلى العربية، التي ترجمت إلى اللغة اللاتينية، إبان فتح الأندلس، ليؤسس بعد ذلك المدرسة اليونانية التي ما فتئت تتطور مع التطور الاقتصادي في أوروبا.
و مايزال التاريخ يعيد نفسه، لنلاحظ مثلًا تراجع مكانة اللغة الفرنسية، لحساب اللغة الإنجليزية مع التطور الاقتصادي الذي تشهده أمريكا مقارنة بالدول الأوروبية…وهو ما قد يبعث فينا الأمل لأمجاد جديدة للغة العربية. وعلى الرغم من  أن اللغة العربية هي خامس لغة من حيث عدد الناطقين بها عالميًّا، فإن استخدام اللّغة العربية الفصحى اقتصر على نشرات الأخبار، و الكتب المدرسية- ذات المناهج الديناصورية- ما رسّخ الارتباط بين اللغة العربية واللامنطقي، وعدها لغة لا تمت للواقع العملي بصلة، الأمر الذي جعل بعض علماء الغرب يتنبؤون قرب “وفاتها!”.
فهل تنقرض لغة يتكلمها أكثر من 422 مليون نسمة، وهل ستموت اللغة الأم لنفور أبنائها منها؟!من المؤكد ..لا.لا  !
فهنا أستشهد بقول عالم من علمائهم ؛ يقول هولز، ما زالت العربية قوية،إذا حرص عليها أهلها...فلنحرص على لغتنا بتنميتها ونشرها حتى لايفوتنا الفوت..وإلى اللقاء في قضية أخرى..


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية