للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

بلاغة الخطاب الشعري

 علاء الدين محمد

 البنية التركيبية في الخطاب الشعري، قراءة تحليلية للقصيدة العربية في القرنين السابع والثامن الهجريين بالعصر المملوكي، كتاب يدرس الجزء المرتبط بالمستوى التركيبي للنص الشعري في العصر المملوكي،

عبر البحث عن شبكة العلاقات المتعددة الداخلية والخارجية، داخل القصيدة مستعيناً بالتحليل والإحصاء والاستقراء ليصل إلى نتائج تبحث عن أنصاف قصيدة العصر المملوكي. الكتاب من تأليف الدكتور يوسف اسماعيل صادر عن اتحاد الكتاب العرب ويتضمن أربعة أجزاء، في جزئه الأول يتناول مجموعة عناوين- بنية القلب« التقديم والتأخير» بنية الفصل والوصل- تبادل البنيات التأليفية- وبنية الاعتراض البلاغي.‏

بنية الاعتراض البلاغي‏

يشير الكاتب إلى أن هناك نوعين من الاعتراض: الاعتراض النحوي الذي تحدث عنه النحاة العرب، وسموه الجملة الاعتراضية وهي الجملة المعترضة بين متلازمين، لإفادة الكلام وتقويته وتسديده وتحسينه كالمبتدأ والخبر والفعل ومرفوعه والفعل ومنصوبه والشرط وجوابه وأما الاعتراض الثاني فيسمى البلاغي وهو إدخال الكلام في غيره، بحيث يزيد قوة، ولا يتوقف تمامه على وجوده إلا أن ذلك التعريف قاصر كما يبدو لاشتماله على بنية الاعتراض النحوي، فكلاهما في التعريفين، اعتراض بين شيئين متلازمين و يمكن الاستغناء عنهما وإتمام الجملة دونهما، فوظيفتهما إضافية، أي إضافة معنى جديد يوضح الجملة المعترضة أو يؤكدها، يضاف إلى ذلك أن هذا التعريف لا يغطي صورة الاعتراض التي تولدها المتواليات الشعرية، إن كان على سبيل الاعتراض الجزئي، بإدخال جملة قصيرة في جملة أطول، جملة ثانوية في جملة رئيسية أو على سبيل الاعتراض الموضوعي، إذ تتدخل الموضوعات، باختراق الموضوع الثانوي الموضوع الرئيسي، بالتالي يتجاور الاعتراض مفهوم الجملة إلى ما سمي في البلاغة العربية الاستطراد، وهو إيهام القارئ بالاستمرار في غرض من أغراض الشعر والخروج إلى غيره، والمناسبة بينهما، ثم الرجوع إلى الأول وعلى ذلك نرى أن الاعتراض البلاغي نمطان، أما الفصل الثاني من الكتاب فيتضمن التركيب البلاغي « الصورة الشعرية» جماليات المشابهة- وجماليات المجاوره جماليات المشابهة.‏

بين الكاتب أن محسنات المشابهة تقوم على عملية التشابه التي يعوض فيها شيئاً بمعادله وتتنوع صور التعويضات، وتتعدد بحجم المادة الشعرية وتنوعها، إلا أن هذا لا يعني استحالة تقنينها فهي تخضع لمحاور رئيسية عامة، ذكر منها بليت plett خمسة محاور، يتقاطع بعضها مع صور التعويضات في البلاغة العربية القديمة وغرض البلاغيين العرب بعض تعويضات المشابهة من خلال الحديث عن الطرفين باعتبارهما حسيين أو عقليين أو مختلفين كما نظروا إلى الجامع، أي وجه الشبه من هذه الزاوية. يقول السكاكي، الذي عرف بطاقاته التنظيرية والتصنيفية، مختصراً ما سبقه: إن المشبه والمشبه به إما أن يكونا مستندين إلى الحس كالخد عند التشبيه بالورود في المبصرات، وكالأطيط عند التشبيه بصوت الفراريج في المسموعات، وكالنكهة عند التشبيه بالعنبر في المشمومات، وكالريق عند التشبيه بالخمر في المذوقات، وإما أن يكونا مستندين إلى العقل، كالحلم إذا شبه بالحياة، وإما أن يكون المشبه معقولاً.‏

والمشبه به محسوساً، كالعدل إذا شبه بالقسطاس، وكالمنية إذا شبهت بالسبع وأما الوهميات المحضة، كما إذا قدرنا صورة وهمية محضة مع النية مثلاً ثم شبهناها باللسان، فقلنا: نطقت الحال.. وكذا الوجدانيات، كالذة والألم والجوع.. بينما الفصل الثالث من الكتاب يتناول «الصورة التشكيلية».‏

الصورة التشكيلية‏

وأشار المؤلف إلى أن البحث العلمي يحتم في الشعرية العربية التمييز بين المقولات النقدية والأحكام المعيارية من جهة، وبين الواقع الشعري من جهة ثانية، وهذا لا يعني أن الممارسة النقدية العربية والشعر العربي لا يلتقيان، بل قد تكون نقاط التقاطع بينهما أكبر من نقاط الاختلاف، إلا أن مسار كل منهما باتجاه، وهذا يؤدي إلى الاختلاف، والدعوة إلى القول بمستويين: النقد وأحكامه، والواقع الشعري وصوره، ويتجه النقد نحو السيادة وتملك العمل الإبداعي، من خلال محاولة السيطرة على طبيعة التجربة الشعرية، وتحديد أبعادها وعناصرها وقوانينها، أي إنه يتجه نحو المعيارية والتقنين، بينما يرفض الشعر التنازل عن طبيعة الملكية ولذلك فهو دائماً ضد الثبات والجمود، يفتش عن التميز والتفرد والجدة، وإلا فسيخرج من بوتقه الإبداع، وتنسجم المفارقة بين المستويين على أغلب المسائل النقدية العربية ومفارقاتها في الواقع الشعري منها مسألة بناء القصيدة العربية، فقد قسم النقاد القدامى القصيدة إلى ثلاثة أجزاء عامة: المقدمة والمتن والخاتمة واستقبحوا القصائد التي تخل بذلك الهيكل، وسموا القصيدة التي تتخلى عن المقدمة الوتب والبتر والقطع، ونظروا إلى خلو القصائد من خواتيمها، كخلوها من مقدمتها، لأن الخاتمة في رأيهم قاعدة القصيدة، وآخر ما يبقى في الأسماع وليس ذلك فحسب بل طالبوا يأن يظل مبنى القصيدة متناسب الأجزاء، معتدل الأقسام، فلا يطيل الشاعر في قسم منه، فيمل السامعين ولا يقطع بالنفوس ظمأ إلى مزيد، غير أن ابتعاد تلك المعايير عن الواقع الشعري أثبت تعارضها مع روح الشعر، وعجز النقد عن تقنين التجربة الشعرية.‏

وأما الفصل الرابع والأخير من الكتاب فهو التركيب وعناصر الربط في القصيدة ويتضمن متواليات ثانوية- متواليات الموضوع- متواليات اكتنازية.‏

ويمكن القول بعد قراءة تلك المباحث، إن العناصر التركيبية في الشعر تشكل أداة شعرية فعالة في الخطاب الشعري، ولكن وعي ذلك يتطلب منا أن نرى في الشعر خلاف النثر، أي إنه خطاب لا يبني جسد القصيدة على أساس تطبيق المعايير في اللغة الطبيعية، كما أن شعرية القصيدة لا تنشأ من الوصل الممتد «المسار الطولي» وإنما من الوصل والقطع «المسار الرجعي» بدءاً من تركيب الجملة وانتهاءً بتركيب الإطار الهيكلي، إلا أن مسافة التوتر الناتجة من الانحراف هي المحرك الأول للمخيلة والتلقي الإيجابي، والقصيدة العربية في العصر المملوكي لم تذهب بعيداً في الانحراف عن اللغة الطبيعية، وإن حافظت على طابعها الشعري، وذلك بناءً على النتائج التي توصلت إليها المباحث السابقة والتي يمكن أن ندمجها بإيجاز منها ضعف بنية القلب في القصيدة، وهيمنة الوصل بالعطف على البنيات النحوية الأخرى، وتشير صورة البناء الهيكلي في الشعر المملوكي إلى نمطين من القصائد، ويصل التسلسل في القصيدة المملوكة إلى درجاته القصوى.‏


الثورة

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية