للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اللغة العربية هي لغة الفكر و الإبداع و على الدولة مؤسسات و مسؤولين احتضانها ورد الاعتبار اليها

أ. فدوى المرابطي

حسن أوريد اسم بارز في عالم الأدب و الثقافة بالمغرب, عرفه المغاربة كأول ناطق رسمي باسم القصر الملكي و كمؤرخ للمملكة  قبل أن يشغل مناصب سامية أخرى, و تعرفوا عليه عن قرب من خلال مواقفه السياسية و الايديولوجية الواضحة , هو من المدافعين عن اللغة العربية بالرغم من أصولهم الأمازيغية و ثقافته الفرنسية العالية المستوى. نلمس معه في هذا الحوار نظرته و رؤيته  لواقع و مستقبل اللغة العربية لغة العرب .

من موقعك كمثقف مغربي كيف ترى واقع اللغة العربية في المغرب اليوم؟
هذا الموضوع أصبح حديث الساعة اليوم في المغرب بعد أن كان حاضرا بشكل محتشم في الماضي بفعل المقترح الذي تصدر الأحداث  الذي كانت تعتزم احدى الجمعيات التقدم به المتضمن لفكرة ادراج اللهجة المغربية الدارجة ضمن النظام التعليمي عوضا عن اللغة العربية. نقاش بناء أبان عن تماسك و تعاضد الجسم الثقافي المغربي دفاعا عن لغة الضاد, فاللغة العربية في بلدنا هي لغة الفكر و الابداع بامتياز رغم حضور اللغة الفرنسية في العديد من المجالات الاقتصادية و التقنية و في عالم الأعمال و الإدارة , كما أنه و على الرغم من الامكانات المتاحة للكتاب الفرنسي الا أنهها تتوارى بالنسبة للكتاب العربي على اعتبار أن نسبة القراءة باللغة العربية أكبر منها بالفرنسية, لكن المشكل الأساس يكمن في عدم وجود مؤسسات و هيئات  أو أكاديميات فاعلة تحتضن و تعنى باللغة العربية وغياب اجراءات قانونية من أجل الحفاظ عليها .
هل يمكننا أن نعتبر أن اللغة الأمازيغية أخّذت الجزء الأكبر من اهتمام المسؤولين على حساب اللغة العربية اذا ما دكرنا انشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية؟
دسترة اللغة الأمازيغية كانت خطوة ايجابية في اتجاه ترسيخ دولة المساواة , يمكن أن ندكر أيضا تجربة احداث مكاتب للتعريب مختص في ترجمة المصطلحات التجارية لأهداف اقتصادية محضة , المشكل الابرز يكمن في تدني مستوى التعليم ببلادنا.
هل تقصد أن الاطار العام المتجه نحو التعليم الخصوصي و المعتمد أساسا على تلقين لغات أجنبية ساهم في ترسيخ هذا الواقع؟

في الواقع أن اللغة الفرنسية وضع امتيازي بالمغرب في التجارة كما في التعليم , و التعليم الخصوصي بالتحديد له جودة نسبية و يرتكز بشكل كبير على اللغتين الفرنسية و الانجليزية, واقع انعكس سلبا على اللغة العربية التي تظل منحصرة في التعليم العمومي الذي يعرف عزوفا ملحوظا من طرف المغاربة بسبب ما يعرفه هذا القطاع من مشاكل أبرزها تدني أجور المعلمين و ضعف الامكانيات و نقص في التأطير البيداغوجي.

نفهم من كلامك أنك ضد فكرة الإقرار باللغة الدارجة في المنظومة التعليمية؟
عبرت مرار عن موقفي بكامل وضوح و كنت من الأوائل الذين انتقدوا و نددوا بأن اللغة ليست وسيلة للتعبير فقط هناك جانب أساسي مرتبط بها الا و هو الذاكرة المصاغ جزء كبير منها باللغة العربية, كيف يمكن أن نقرأ لابن رشد و ابن خلدون و غيرهم من المفكرين العرب , كيف نصل الى فهم السيرة النبوية السمحاء ان لم نتقن اللغة العربية, كيف نتواص مع إخواننا العرب ان أجهزنا عليها. لا يمكن أن نصبح نحن العرب غرباء عن بعضنا البعض بسبب اختلاف اللغة.

هل فعلا أصبحت اللغة العربية عاجزة عن مسايرة التطورات و الثورة التكنولوجية العالمية؟
بالفعل, دولنا العربية لا تنتج تكنولوجيا , اللغة الإنجليزية هي لغة العصر, لكننا يمكن أن نطور اللغة العربية من خلال الاشتقاق و النحت فيها, التطور لا يعني الجهاز و محو قواعدها و لا توجد لغة عبر التاريخ تقبل المساس بقواعدها و أعني بذلك بنيتها الصرفية و قواعدها النحوية.
ما رأيك في لغة العصر الحالية؟
هذا مقبول لأن اللغة ذات مستويات مستوى الشارع و البيت و غيرها من النطاقات, انا أتكلم فيما هو رسمي, في الكتابة لابد أن تكون اللغة العربية سليمة أما فيما يخص التداول اليومي فلغة العصر لا تضر بالأمر, وجود لغة وسيطة علامة صحية الهدف منها مواكبة التطورات لكن مع الحفاظ على لغتنا العربية الفصيحة التي تضمن الاستمرارية و التواصل عبر التاريخ و العصور
أهم ما في الأمر هو ضرورة الأبداع , أن تحمل اللغة هموم البشر أن لا تكون محنطة, يجب أن ندكلر أن لغة الضاد تطورت فقبل قرنين من الزمن كانت مليئة بالمحسنات البلاغية حيث ساهمت مصر بشكل مهم و الطفرة الإعلامية التي شهدتها في تطويرها و معالجتها.
لماذا تعمد في كتاباتك الى توظيف لغة عربية منقحة؟
هذا راجع بالأساس الى التكويني الذي تلقيته و الذي ارتكز على حفظ القرآن و المتون و تعلم أصول اللغة العربية عن طريق النحو, ودراسة أمهات الكتب, ذاك كان جزءا من مساري التكويني الذي انعكس فيما بعد على اسلوبي في السرد و الكتابة. و أنا معتز و فخور بكونها لغتي الأولى
متى يمكن الحديث في المغرب عن مفهوم "التعريب" مؤسساتيا و أكاديميا؟
لا ضرر في أن تتعايش لغات مختلفة و متنوعة في بلد واحد و لا ارى بأن الأمر يشكل تزاحما و اصطداما علينا فقطك أن نحسن تدبير هذا التنوع , لكل لغة عبقرتيها و جماليتها يجب ان تحترم, لست من الذين يدعون الى أقصاء اللغات الأجنبية لأن لها دورها اذا اعتبرنا أنها نافذتنا نحو العالم و ليست بابا يفتح على مصرعيه.


الأستاذة فدوى المرابطي

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية