|
|

اللغة العربية تتراجع باضطراد
الدستور
استضاف منتدى مؤسسة عبدالحميد شومان الثقافي، مساء يوم أول أمس، أستاذ اللسانيات في الجامعة اللبنانية د. نادر سراج، في قراءة لكتابه «الشباب ولغة العصر: عوربة أم عولمة»، الحائز على جائزة أهم كتاب عربي لعام 2013 من مؤسسة الفكر العرب، في ندوة قدمته خلالها وأدارت الحوار د. بسمة الدجاني.
وقال د. سراج إن الكتاب ليس نواة قاموس شبابـي ولا هو قوائم مفردات شبابية أوجرد لمفردات اللغة العصرية، بل هو معالجة لسانية علمية لمعطيات لغة الحياة. موضحاً إن «اللغة» الشبابية المدروسة في إطار لغة الحياة العصرية، على اختلاف منتجيها ومتداوليها، مأخوذة في مصاف التعبيرات الأخرى للسلوكيات الإنسانية، وهي ليست مادة سكونية ذات أبعاد محدَّدة على أكمل وجه، ولا هي راسخة الأصول والمعالم، وتُعرف بسهولة إدراكها.
وأشار المحاضر إلى أن ارتباط سياسات واستراتيجيات التخطيط اللغوي بشريحة الشباب، وأخذها بعين الاعتبار تشير إلى تبدّلَ اهتماماتهم وتطورَ احتياجاتهم اللغوية من جهة، وتقصير مواردنا اللغوية عن تلبيتها على أكمل وجه من جهة ثانية، وتساءل د. سراج عن أسباب اغتراب/ تغريب لغة الضاد عن جمهورها عموماً، وعن جيل الشباب على وجه التحديد. وقال: اللغة العربية تتراجع باضطراد، ولأكثر من سبب، أمام هجمة اللغات الأجنبية الأكثر ألقاً وجاذبية واستقطاباً وقدرة على تلبية الاحتياجات العصرية (مناحي الحياة اليومية).
وحول توصيف واقع الحال اللغوي قال د. سراج إن هناك تبايناً في ردود الفعل تجاه الوضع اللغوي، فالاعتراف بوجود هوة قيمية وثقافية بين الشباب ولغته الأمّ هي خطوة أولى قبل الدخول في مسألة التخطيط اللغوي، وأشار إلى قدرة العلوم الإنسانية المعاصرة على استقراء الظواهر اللسانية الاجتماعية مستشهداً بكتاب «الشباب ولغة العصر» الذي يعد أنموذج للتناول اللساني العلمي لمقاربتين: لسانية اجتماعية وظيفية، وأخرى معجمية قاموسية، تجنب طرح المسألة ضمن إطار إديولوجي معياري وأوضح أن المنظومة اللغوية الشبابية خلقت مجالها الخاص، وباتت تتمتع بأعراف تواصلية تميزها عن لغة التخاطب اليومي، وعن الفصحى المعيارية.
وأوصى المحاضر بضرورة زيادة المحتوى العربي للشباب والفتيان في منظومة العوالم والاهتمامات العصرية لترغيب الناشئة في تعلّم العربية ولنُخرج العربية من بين جدران التقليد والمحافظة إلى ميدان الحياة وإلى فضاءات العوالم المنفتحة حيث بمقدورها أن تنهض وتتجدّد وتواكب العصر وتلبي الاحتياجات التواصلية لأهلها ولشبابها.
الدستور
|
|
|
|
|