للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

مقاربات نظرية وتطبيقية في اللغة والشعر

أبدى الدكتور محمد عبدو فلفل عناية بالعلاقة بين اللغة والشعر، وتحدث عن آفاق حضور الشعر العربي في تعقيد اللغة العربية، ومدى صلاحية شعر محكومٍ بالوزن والقافية ليكون حكماً فاصلاً في وضع قاعدة تتبع في مختلف الميادين وبشكل خاص النثر العادي الذي ليس من أولياته أوليات الفعل الإبداعي الجمالي.
 
ومع ظهور العديد من المواقف المتطرفة لبعض المعنيين بالحداثة الشعرية العربية، ازداد اهتمام وعناية الكاتب بطبيعة العلاقة بين الشاعر واللغة.
 
اللغة الشعرية
قسم المؤلف كتابه لعدد أبحاث فكان محور البحث الأول «بنية اللغة الشعرية بين القدماء والمحدثين»، تناول فيه الباحث نماذج تطبيقية لانحرافات لغوية من خلال تقديم أمثلة شعرية، تدلل على الخصوصية اللغوية التي يتطلبها الفعل الشعري، وأيضاً تظهر أن ذلك لا يعني ما قد يفهم من دعوة بعضهم إلى استباحة حرمات قواعد اللغة وتدميرها بدعوى الاستجابة لمتطلبات الفعل الإبداعي، حسب ما أشار إليه المؤلف قائلاً: «غني عن البيان أن الشعر ظاهرة لغوية في وجودها، ولا سبيل إلى التأتي إليها إلا من جهة اللغة التي تتمثل بها عبقرية الإنسان، وتقوم بها ماهية الشعر».
وعن البنية الشعرية عند المحدثين، أوضح الكاتب أن الشعر عند نقاد الحداثة الشعرية العربية يقوم على خرق العادة اللغوية، وعلى تدمير أمور عدة أولها تدمير اللغة، كما عرض قول أدونيس بأن جمال لغة الشعر يعود إلى نظام المفردات وعلاقاتها بعضها ببعض.
 
قراءة في التشكيل اللغوي
أما البحث الثاني فحمل عنوان «وأشهد هاك اعترافي؛ قراءة في التشكيل اللغوي»، فيقول الباحث: «القول بأن الأدب فن لغوي من حيث الأداة، وهو نشاط اجتماعي من حيث الطبيعة والوظيفة، لذا كان الشعر فاعلية لغوية، وكان جوهر الشعرية وسرها في اللغة، فالخطاب الشعري جسدٌ لغوي ذو آلية متميزة الدلالة ومرهون بشرط التشكيل التي تفرضها قواعد الأداء اللغوي».
فقدم المؤلف في هذا البحث دراسة تقرأ التشكيل اللغوي لديوان الشاعر سعد الدين كليب «وأشهد هاك اعترافي»، قراءة تحليلية تقارب البنية اللغوية التي تشكل بعض جوانب شعرية هذا الخطاب في محاولة لربط البنية اللغوية بفاعليتها الجمالية.
الذاتية والموضوعية
وتضمن البحث الخامس «اللغة الشعرية في ضوء نمطية نحو الجملة وتعددية نحو النص» مقاربة فرضية، مفادها أن خصوصية التشكيل اللغوي التي تستدعيها طبيعية الفنون القولية لا تعني بالضرورة التخلي عمّا تمليه المرجعية اللغوية المجتمعية ممثلة بالمفهوم المثالي المجرد للظاهرة اللغوية بقدر ما تعني استثماراً شخصياً مكيفا للطاقات الكامنة في هذه المرجعية، حسب قول المؤلف.
وفي اللغة بين الذاتية والموضوعية قال د. محمد: «من المسلم به في الدرس اللساني التفريق بين مفهومين مختلفين متداخلين للغة عامة، مفهوم مثالي نظري مجرد قابع في عقل الجماعة اللغوي ومستوحى أصلاً من ممارسة هذه الجماعة للغة نفسها، ومفهوم عملي إجرائي، يتمثل بالاستثمار الفعلي لمنظومة القواعد والأحكام التي تكون ذلك المفهوم المثالي المجرد للغة»، ويضيف أن هذا التفريق بين هذين المفهومين للغة تمثل في الدرس اللساني الحديث على مستوى الجملة أو على مستوى النص.
 
تناول منهجي
وحلل الكاتب أيضاً نصاً من قصيدة «وا حرَّ قلباه» للمتنبي، مشيراً إلى أن الغاية من التحليل النصي للقصيدة محاولة فهمها وتفسيرها من خلال مكوناتها يساعد على الدخول في عالم القصيدة، لكشف أسرارها اللغوية وتفسير نظام بنائها وطريقة تركيبها وإدراك العلاقات فيها، وبيان الوجوه الممكنة للنص من خلال المعطيات التعبيرية المبنية على تواشج المفردات والبناء النحوي.
كما أشار الباحث إلى أن تناول النص تناولاً منهجياً، يقوم على الفصل بين المستويات الصوتية والمعجمية والصرفية والنحوية، لا يحول دون الاستعانة في تحليل هذا العنصر أو ذاك من هذا المستوى أو غيره بتحليل عناصر من مستويات لغوية أخرى استكمالاً لتوضيح دور العنصر المدروس من جهة، وتسليماً بتآزر مختلف مستويات النظام اللغوي وتفاعلها في إنتاج نصية النص وجمالياته من جهة أخرى.
ومن النص المحلل نذكر:
واحرّ قلباه ممّن قلبه شبم
ومن بجسمي وحالي عنده سقمُ
ما لي أكتم حبّاً قد برى جسدي
وتدّعي حبّ سيف الدولة الأمم
 
البنية الدلالية العامة
جاء البحث الأخير تحت عنوان «تداعيات من وحي الشاهدة»، فيقول المؤلف: «من نافلة القول أن الشعرية مفهوم مختلف فيه، وذلك للاختلاف في مفهوم الشعر بنية ووظيفة، لذا يبدو من الواقعية القول بأن الشعرية ليست مقيدة بنمط محدد من التشكيل الفني بقدر ارتباطها بقدرة هذا التشكيل على تحقيق الشعرية نفسها، وذلك بالمفهوم الذي نرتئيه لها، مما يسوغ وجود فسحة من الاختلاف في مفهوم الشعر والشعرية عند المعنيين».
كما أوضح المؤلف أن البنية الدلالية العامة للعمل تقوم على مكونات متنوعة وغنية وعميقة يفضي تكامل جزئياتها إلى رؤيا شخصية كونية شاملة انطلاقاً من الهم الشخصي المجتمعي بجميع أطيافه ومكوناته ومروراً بسؤال الحضارة بوجهيها القومي والعالمي، وانتهاء بأسئلة كونية تجاهد في محاولة التكيف مع أجوبة أسئلة يثيرها امتناع سر الأسرار عن البوح بالكشف عن المكنون الشخصي والموضوعي للخارج عن الشخص والذات.
كتاب صادر عن وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب حمل اسم «في التشكيل اللغوي للشعر مقاربات في النظرية والتطبيق» للدكتور محمد عبدو فلفل، وتضمن الكتاب خلال 239 صفحة من القطع المتوسط مجموعة من الدراسات حول العلاقة بين الشعر واللغة.


الوطن

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية