للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اللغة العربية والوعي القومي

أ.د. خديجة زبار الحمداني

مما لاشك فيه إن القاصي والداني يعرف إن اللغة العربية الفصيحة ركن من أركان القومية العربية،وهذه المعرفة أصبحت بديهية لدى العاملين في الحقل القومي سواء أكانوا لغويين أم غير ذاك.وان الكثرة الكاثرة من العرب اطمأنت إلى صحتها تبعا لإيمانها بالارتباط الوثيق بين اللغة والتفكير.فالجماعة التي تملك لغة واحدة تملك في الوقت نفسه وحدة في التفكير والشعور وهذا أمر يقره علم الاجتماع ولا يرفضه علم النفس لكنه صحيح وبديهي بالنسبة إلى اللغة التي خدمها أهلوها فعالجوا مشكلاتها وقادوا متعلميها إلى إتقانها وقضاء حاجاتهم اليومية والعلمية بها،وليس دقيقا بالنسبة إلى اللغات التي أهملها أهلوها فتركوها تواجه تحديات العصر الحديث دون أن يحلوا مشكلاتها الداخلية.
      وقد يتبادر إلى ذهن المرء إن اللغة العربية وسط بين اللغات ((المخدومة))و((اللغات غير المخدومة))فقد دبت الحماسة في أبنائها في مطالع عصر النهضة وفي النصف الأول من القران العشرين لبعثها حية وتخليصها من آثار العجمة ومن ثم قدموا لها خدمات جليلة نرى آثارها واضحة في حياتنا اللغوية.وأصبح التركيز على إن اللغة العربية الفصيحة ركن من أركان القومية العربية وهذا لايكون إذا لم نخدمها ونجعلها قادرة على مواجهة العصر الحديث ومنافسة العاميات العربية.امااهمالها فيعني إضعافها والسماح بسيادة العاميات والتبعية اللغوية للغات الاجنبية.
    لقد وعي اصحاب الحس القومي الأصيل هذه الحقيقة مبكرين،لأنها ليست جديدة ولا بعيدة عن الفهم السليم لأثر اللغة في الوعي القومي،فهذا ساطع الحصري،وهو رجل فكر وتربية وليس رجل لغة،يقول انه اضطر إلى الكتابة عن اللغة لان حياة التفكير لاتنفك عن اللغة في وقت من الأوقات،وقد عد اللغة العربي ايا كانت خصائصها-هي لغة هذا الجيل من الناس،وهي التي تؤلف وجوده مهما يكن من أمر المزايا التي تمتاز بها أو العيوب التي تستند إليها.
     ينبغي علينا أن نعتقد إن اللغة العربية أثرت في تكوين الوعي القومي العربي،ومازالت تؤدي هذه المهمة الجليلة.. بيد إننا-نحن العرب-نطمح إلى وعي قومي أكثر عمقا وتأثيرا في سلوك العرب إفرادا وحكومات بغية التغلب على الأزمات العربية الداخلية والحواجز القطرية العاميات المتباينة والغزو الثقافي،كما نطمح إلى الحداثة والمشاركة في الحضارة العالمية وهذا يتحقق بوحدة العرب من المحيط إلى الخليج.والعمل الدؤوب الذي ينمي وعينا القومي ويجعله أكثر عمقا وتأثيرا.أي إن اللغة العربية الفصيحة قادرة على الإسهام في تنمية الوعي القومي وتأصيله،وذلك إذا حطمنا الصدوع التي تحول دون انتشارها وأدائها مهمتها القومية..وعلينا أن ندرك إن العلاقة بين اللغة العربية والوعي حتمية،وهي كذلك بالنسبة إلى اللغات الأخرى.بيد إن هذه الحقيقة لاتجعلنا نركز إلى الدعة اللغوية وذلك إن العلاقة بين اللغة والوعي القومي لاتتحقق إذا لم نخدم اللغة العربية ونخلق مناخا مؤاتيا للتربية اللغوية السليمة.فخدمة اللغة العربية تعني ترسيخ الوعي القومي الممكن،أي تجسيد العلاقة بين اللغة العربية والوعي القومي وجعلهما حتمية يفضي إليها السلوك اللغوي للإنسان العربي،كما تفضي إليها التربية داخل المدرسة وخارجها...وإلا فأن الوعي الزائف سيبقى مسيطرا،تدل عليه الاستهانة بتعليم اللغة العربية ويرسخه بقاء المشكلات اللغوية العربية دون حلول ناجحة.

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية