للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الكفاءة اللّغوية من المنظور الشّومسكيّ

د. نوال بنت سيف البلوشية

أحدثت نظريات ناعوم تشومسكي ثورة في عالم اللّغة وعلومها، ويمكن العثور على صدى تلك النّظريات في نظرية الفعل الكلامي ونظريات الاتصال؛ إذ تتحقق طاقة التّشكيل لتصور تشومسكي اللّغوي الّذي تخطى بها كلّ قاعدة نحويّة بمفهومٍ ضيق تمثلت في نظرية الكفاءة اللّغويّة. فلا يشكّل موضوع البحث الأصليّ لعلم اللّغة صور الإنجاز اللّغوي الفعليّة؛ بلّ القدرة اللّغويّة والنّظام المعرفيّ المرتبط بها لمتكلّمٍ مثاليّ.
وبذلك تنطلق تأملات تشومسكي اللّغويّة في نطاق موقفين: الأولى بأنّ اللّغة أداة مجردة ونموذج مثمر للعقل. والثّانية أنّ اللّغة مهارة تعزى إلى الإنسان فقط ؛ باعتباره كائنٌ يتميّز بطاقات إبداعيّة بخلاف الكائنات الأخرى.
لذا تعدّ دراسة الكفاءة اللّغويّة في علم اللّسانيات؛ إحدى القضايا الشّائكة الّتي تثير العديد من التّساؤلات في نفوس الباحثين. ومن الجدير في إطار حديثنا عن الكفاءة اللّغويّة أن نعرج الحديث عن الأداء اللّغويّ كون العلاقة بين الكفاء اللّغويّة والأداء اللّغويّ كعلاقة السّبب بالنّتيجة في تحقيقها.

ومن بين هؤلاء  العلماء الّذين تناولوا قضية الكفاء اللّغويّة والأداء اللّغويّ، وتفسيرها في ضوء نظرياتهم التّوليديّة للغة؛ فرديناند دوسوسير وناعوم تشومسكي.

فقد فسر دوسوسير الكفاء اللّغويّة والأداء اللّغويّ باللّسان والكلام، فهو ينظر إلى اللّسان على أنّه مخزونٌ لغويّ لدى كلّ فرد يستخدمه متى شاء. وينظر إلى الكلام سواءٌ أكان عند المتحدث أو المستمع على أنّه تجسيدٌ للكفاء اللّغويّة.
بينما ينظر تشومسكي الكفاء اللّغويّة على أنّها: المعرفة الضّمنيّة الّتي يمتلكها كلّ متحدثٍ أو مستمعٍ عن لغته؛ باعتبارها نظام مستبطن من القواعد الّتي تُتيح للدّماغ أنْ ينتج و أنْ يفهم عددًا لا حصر له من الجمل؛ بذلك نجد الكفاء اللّغويّة من المنظور الشّومسكيّ تتمثل الإبداعيّة؛ أي قدرة الإنسان اللّامحدودة في إنتاج الجمل. وينظر إلى الأداء اللّغويّ على أنّه التّنفيذ الفعليّ للكفاء اللّغويّة وتجسيدها تجسيدًا واقعيًا متمثل في إنتاج الكلام.

نستنتج مما سبق أنّ الكفاء اللّغويّة والأداء اللّغويّ الذّي تبناه اللّغويون التّوليديون لم يكن على صعيد النّظريات البنيويّة والسّلوكيّة؛ انطلاقًا أنّ الكفاءة اللّغويّة شيء ضمني مخزون غير ظاهر. و أنّ الأداء اللّغويّ شيء ظاهر يتمثل في الكلام؛ من المنظور السّوسيريّ، في حين يختصره تشومسكي في القواعد الضّمنيّة للّغة في العقل الإنسانيّ والكلام.


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية