للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

أهمّية تعلّم لغة الأمّ

أ. ضحى الأسعد

في ظلّ العولمة اللغوية، حيث باتت لغات الأقليات والسكّان الأصليين ولغات المجتمعات الصغيرة فريسة اللغات "المهيمنة"، لا يملك المرء إلا أن يلاحظ تغييراتٍ جمّة وهائلة. فقد دخلت العولمة بدون استئذان إلى بيوتنا ونجحت بشكلٍ مباشر في كسر الحدود، لا الجغرافيّة منها فحسب، بل الحضارية والنمطية أيضًا. ولا يخفى على أحد أنّ هذه الحواجز كانت تميّز الشعوب والبلاد سابقًا بنكهةٍ وذوق خاصَّين، كما كانت تضمن حصانةً للهويّة والقيم والمبادئ والتقاليد. لكنّ استسلامنا الأعمى إلى تغيير لغتنا وتوقنا إلى الانفصال عن هويّتنا الأصليّة قاد بنا إلى حالة من التدهور عوضًا عن سلسلة التطوّرات الموعودة. انطلاقًا من هنا، لا بدّ من إعادة الاعتبار إلى اللغة العربية التي تعاني من تراجعٍ وتجاهل مقلقيْن. وبطبيعة الحال، يولّد هذا الأمر مسؤوليةً أخلاقية، وحضارية، وقومية، وفكرية، وثقافية وتربوية تقع على عاتق جميع العرب من دون استثناء.
في البداية، لا بدّ من غرس فكرةٍ مهمة في الأذهان، مفادها أنّ دعم اللغة العربية وتشجيع استخدامها لا يتعارضان البتّة مع ضرورة تعلّم اللغات الأجنبية والانفتاح على ثقافات العالم، لا بل إنّ تعلّم اللغات الأجنبية يمكن أن ينعكس إيجابًا على إتقان العربية. زد على ذلك أنّ كلّ تطوّر للعلوم والآداب والفكر والفنون يتطلّب، بدوره، تطوّرًا مناسبًا على صعيد الأدوات اللغوية وطرائق التعبير الخاصة بلغة الأمّ. كيف ولا ولغة الأمّ هي الوسيلة الفضلى للتفاهم بين أفراد الأمّة العربية، وهي قوام الحياة، كما تُعدّ الأساس الذي يعتمد عليه الطالب لاكتساب المهارات والخبرات الحياتية التي تعينه على الاتّصال ببيئته، مما يساعده عند ذاك على الارتباط بتراثها الثقافي والفكري وامتلاك مهارات التعبير بطلاقة.
إزاء هذا الواقع الذي يلمّ بلغتنا العربيّة، وبما أنّنا نفتقد إلى مراكز بحوث مختصّة وموثوقة، وباعتبارنا في خضمّ مأزق لغوي، حيث باتت مفردات لغتنا ريشةً في مهبّ ريح كلمات دخيلة مثل الـ like, share, comment,… ، ودفاعًا عن لغة الضاد، صار لزاماً علينا إيجاد طريقة للتوغّل في عقل الطالب وقلبه بشكلٍ مبسّط وعلميّ، جاعلين منه شريكًا حقيقيًّا في عمليّة إعادة إنتاج اللغة العربية بحيث تحاكي متطلّبات العصر وذوق الطالب.
إذاً، قبل أن ينتقل الطالب إلى تعلّم اللغات الأجنبيّة، من المتوقّع أن يكون قد أتْقن لغته الأمّ باحتراف وتمكّن، وأن يكون مصاف هذه اللغة أعلى وأهمّ من بقية اللغات التي يُفترض أن تحتلّ عند ذاك مرتبةً ثانوية. فاللغة الأمّ هي وعاء التفكير والمعرفة، وهي الركيزة التي يجب توطيدها حتى يتمكّن الإنسان من التواصل بشكل هادف مع أبناء مجتمعه، وهي المرجع الذي تجتمع حوله قضايا ثقافية وحضارية وفكرية مشتركة، يحملها الإنسان في جعبته قبل أن ينطلق بها نحو اكتشاف آفاق جديدة.  


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية