يعاني معظم أبنائنا في المدارس، خصوصا المدارس الخاصة، من ضعف شديد في اللغة العربية، بل إن بعضهم لا يستطيع كتابة ثلاثة أو أربعة أسطر دون أن يرتكب عدة أخطاء املائية، والسبب أن معظم المدارس الخاصة تركز على تعليم  اللغة الانجليزية وتهمل اللغة العربية وعندما نحضر بعض المحاضرات أو الندوات نسمع من المحاضر أو من المشاركين في الندوات أخطاء مخجلة في اللغة وكأنهم ليسوا عربا أو أنهم درسوا لغتهم في المدارس .
بسبب هذا الضعف الذي يعاني منه أبناؤنا في العالم العربي وليس في الأردن فقط استطاعت المنظمة العربية للثقافة والعلوم وانطلاقا من مسؤوليتها تجاه لغتنا العربية  أن تستصدر قرارا من مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة العربية التي عقدت في دمشق العام 2008 والقمة التي عقدت في الدوحة العام 2009 بالموافقة على وثيقة مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة وتشكيل لجان وطنية عربية لمتابعة تنفيذ المشروع.
على الصعيد الوطني شكل مجلس الوزراء لجنة وطنية أردنية لمتابعة تنفيذ المشروع برئاسة الدكتور عبد الكريم خليفة رئيس مجمع اللغة العربية الأردني وعضوية عدد من أساتذة الجامعات وأصحاب الخبرة في هذا المجال وقد باشرت هذه اللجنة بالفعل عملها للنهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة بدراسة نص الوثيقة النهائية للمشروع الذي تقدمت به المنظمة العربية للثقافة والعلوم وقد تبنت عددا من أهم المشروعات اللغوية العلمية والتي تعد الركيزة الأساس في عملية الاصلاح اللغوي وباشرت بتنفيذها.
من أهم هذه المشروعات مشروع وضع أساسيات تعليم اللغة العربية وطرق تدريسها ومعرفة الأسباب التي أدت الى الضعف العام في واقع استعمال اللغة العربية السليمة في مرحلتي رياض الأطفال والتعليم الأساسي في مدارس وزارة التربية والتعليم، كما تبنت اللجنة عدة مشروعات أخرى لكننا نعتقد أن أهم هذه المشاريع هو امتحان المستوى في اللغة العربية لخريجي البكالوريوس والماجستير في جامعاتنا، فهذا الامتحان سيجعل هؤلاء الخريجين حريصين على دراسة اللغة العربية وقواعدها لأنهم لن يتخرجوا اذا لم ينجحوا في هذا الامتحان.
والمشروع الآخر الهام الذي تبنته اللجنة الوطنية الأردنية للنهوض باللغة العربية هو مشروع تطبيق برنامج كل معلم هو معلم لغة عربية. ويهدف هذا المشروع الى ادخال التعليم باللغة العربية السليمة القاء وحوارا وكتابة في جميع المواد الدراسية كذلك في النشاطات اللامنهجية خارج الصف وقد تبنت وزارة التربية والتعليم هذا المشروع الحيوي وستضع خطة طويلة الأمد لمتابعة وتشجيع المعلمين والتلاميذ بالوسائل المادية والمعنوية وعقد دورات تدريبية لرفع مستوى أداء المعلمين في اللغة العربية.
اللغة العربية هي لغتنا الأم ومن العيب أن لا نتقنها ونخطئ في أبسط قواعدها، ومشروع الدفاع عن هذه اللغة والنهوض بها يجب أن يدعم من جميع الجهات المعنية حتى نستطيع أن نحقق الغرض منه وأن نصل في النهاية إلى مرحلة يفاخر كل واحد منا بلغته وباتقانه لهذه اللغة .

الدستور