للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

لغة القرآن الكريم لم تغفل الشهرالعظيم

أ. دوان موسى الزبيدي

 لم يترك الأدب العربي شيئاً إلا تناوله وكان لشهررمضان المبارك حظٌّ في اللغة والشعر، فلم يجتمع لشهر ما اجتمع لشهر رمضان من خصائص ومزايا وحظ من الشعراء ما بين ترحيب بمقدمه، وتوديع له ،ورصد لأحداث ومظاهرالاحتفاء به واستقبال العيد.
جاء في القاموس وتاج العروس : رمضان ـ رمضانات ـ ورمضانون ـ وأرمضة ـ وأرمض نمسي به رمض يومنا اشتد حره.. وقدمه احترقت من الرمضاء(الأرض الشديدة الحرارة)لأنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها فوافق زمن الحر الرمض أومن رمض الصائم اشتد حر جوفه ولأنه يحرق الذنوب. ‏
وفي كتاب(رمضان في عصور الاسلام)للدكتور حامد الخولي يقول في اسم رمضان معنين للفعل رمض. ‏
ـ الأول بمعنى حر الحجارة والرمضاء أي الأرض الشديدة الحرارة من وهج الشمس. ‏
ـ الثاني رمضت النصل إذا دفعته بين حجرين ليرق وسمي رمضان كذلك لأنهم كانوا يرمضون منه أسلحتهم استعداداً للقتال من الرمضاء وهو مطريأتي قبل الخريف. ‏
وفي الأدب العربي الكثير من المؤلفات النثرية والشعرية ترحيباً بقدوم رمضان
 وتوديعه. ‏ لقد جرت عادة الشعراء أن يرحبوا بهلال رمضان الذي يأذن ببدء هذا الشهر الكريم ، ويتفننوا في وصفه ويعدوه أمارة خير وبشارة يمن وبركة ،
فيقول الشاعر ابن حمديس الصقلي :
قلت والناس يرقبون هلالا
يشبه الصب من نحافة جسمه
من يكن صائما فذا رمضان
خط بالنور للورى أول اســــمـه
كما تذكر كتب التاريخ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمع المصلين لأول مرة في صلاة التراويح خلف إمام واحد في السنة الثانية من خلافته الراشدة فقال أحد الشعراء: ‏
جاء الصيام فجاء الخير أجمعه    ترتيل ذكر وتحميد وتسبيح ‏
فالنفس تدأب في قول وفي عمل   صوم النهار وبالليل التراويح ‏
ومن أحسن ما قيل في التهنئة بقدوم شهر رمضان: ‏
‏ نلت في ذات الصيام مــا ترتجيـه
ووقـــاك الله له مــا تتقيه
أنت في الناس مثل شهرك في الأشـ
هر أو مثل ليلة البــدر فيــه
‏ ثم يستكمل أحد الشعراء مبينًا فضائله ومآثره، فقد أنزل الخالق - جل شأنه - فيه القرآن الكريم، وبسناه ينجلي ظلام اليأس، فيقول:
فيك لا في سواك قد أُنزل الذكرُ
وطافت بالعالمين البشائرْ
فيك هبّ الأولى إلى النصر سلّوا
كل سيف وأسرجوا كل ضامرْ
بسناك الدفّاق تجلو ظلامَ اليأس
تهدي إلى الهدى كل حائرْ
ولهبة الله بن الرشيد جعفر بن سناء الملك في التهنئة بقدوم رمضان قصيدة طويلة منها: ‏
تهن بهذا الصوم ياخير صائم  إلى كل ما يهوى ويا خيرقائم. ‏
ويبدو أن فانوس رمضان والحلوى الخاصة التي تصنع فيه للصائمين كانت موضوعاً لكثير من قصائد شعرائنا فيقول علي بن ظافر الأديب المصري اقترح بعض الحاضرين في مجلس الأديب أبي الحجاج يوسف بن علي أن ينشدهم شيئاً عن الفانوس بقصد تعجيزه فقال: ‏
ونجم من الفانوس يشرق ضوؤه  ولكنه دون الكواكب لايسري ‏
ولم أرنجما قط قبل طلوعه  إذا غاب ينهي الصائمين عن الفطر. ‏
وفي حلوى رمضان الخاصة مثل القطايف والكنافة يقول الشاعر المصري ابن نباته: ‏
رعى الله نعماك التي من أقلها    قطايف من قطر النبات لها قطر ‏
أمد لها كفي فتهتز فرحة        كما انتفض العصفور بلله القطر ‏
وفي المأثورات أن العفاريت تسجن في رمضان في مجمع من النحاس أو تنفى إلى قمة جبل قات حيث تظل في سجنها إلى صبيحة العيد. ‏
وللصوم سلطان على قهر الشهوات وتهذيب الغرائز وكبح النزعات الشريرة في النفس.. ما يفسر تراجع الجرائم في رمضان عن سائر أشهر السنة كما أن الناس فيه ينصرفون لتوزيع الصدقات والإحسان وعمل البر.ولعل شاعراً أشار إلى ضرورة تحرير أنفسنا من الشحنا والبغضاء والعنف، وإلى التزام التسامح منهجا، يقول:
 يا شهر التحرر ليتنا
من جاهلية فكرنا نتحرر
رمضان يا أمل السماء لأمة
بك لم تزل عبر المدى تستبشر
ثبت على التقوى قلوب أحبتي
وامنح هداك لعالم يتدهور
واحمل الى ملأ السماء تحية
من أمة بصيامها تتطهر
 ‏ في رمضان امتناع عن اللذة اختياراً وامتناع عن خلق ذميم وفي رمضان قوة لضبط النفس حيث تكون لإرادة الإنسان الحرية والسيطرة على أهواء النفس ونزواتها وشهواتها والمعروف أن شهر رمضان يدورعلى فصول السنة كلها مرة كل 23عاماً فيأتي في الصيف والشتاء والخريف والربيع. ‏
أما وداع رمضان فنجده في هذه القصيدة التي يصف فيها الشاعر كيف سيكون مآل الناس وهل ستقبل أعمالهم عند رب العزة العظيم ‏
أي شهر قد تولى ياعباد الله عنا ‏
حق أن نبكي عليه بدماء لوعقلنا ‏
كيف لانبكي لشهر مربالغفلة منا ‏
ثم يأتي عيد الفطر وتبدأ التهاني بقدومه في قول شاعر الدولة الفاطمية تميم بن المعز ‏
أهنيك بالعيد الذي أنت عيده   ومحط أنظارنا الباري يعيده. ‏


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية