للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

العربية في الشرق

أ. عثمان حسن

لا نستطيع الإلمام بجوهر الأسباب التي تجعل شعباً من الشعوب يهتم بلغة شعب آخر ويقبل على تعلم لغته، والاهتمام بها من خلال المعاهد والأكاديميات وإرسال البعثات وغيرها . هل يعود هذا الاهتمام للقرب الجغرافي أو البعد الحضاري والديني، أو يعود للمصادفة، أم أن الأمر أشبه بكيمياء سرية تجمع بين الشعوب؟ أو ربما هناك أسباب أخرى خفية وغير متوقعة .
نقول ذلك في ظل اهتمام الشعوب الشرقية حتى تلك التي تقع في أوروبا مثل أوكرانيا وأرمينيا وغيرهما، وتلك الدول الآسيوية كالصين واليابان جميعاً بدراسة اللغة العربية .
نحن من جانبنا، لا نبدي اهتماماً كبيراً بتعلم الأوكرانية، ولا الأرمينية ولا الصينية ولا حتى جارتها اليابانية، والدلائل الواضحة تشير إلى اهتمام العرب بدراسة الإنجليزية والفرنسية، وهاتان اللغتان متضمنتان في المناهج الدراسية الأولى، ولذلك أسباب سياسية واستعمارية معروفة .
في أوكرانيا التي ارتبط تاريخها ارتباطاً وثيقاً بتاريخ روسيا القيصرية ومن بعدها الاتحاد السوفييتي، وتاريخ الاستشراق بينهما واحد، نجد اهتماماً لافتاً من جانبهم بالعربية، وتشغل المواضيع العربية والإسلامية في سرديات ومرويات الأدب الأُوكراني الحديث، حيزاً لافتاً . ويتجلى ذلك في كتابات ورسوم رموز كثيرين مثل: الرحالة فاسيلي بارسكي، والكونت ريجوفسكي، ونيكولاي غوغول، والمستعرب يوليان سينكوفسكي، وتاراس شيفتشينكو، وبانتيلوس كوليش، وليسا أوكراينكا، وإيفان تروش، وإيفان فرانكو، وغيرهم .
الدراسات نفسها تشير إلى أن العلاقة بين السلافية والعربية قديمة جداً، مع بدء علوم الاستشراق في روسيا القيصرية و"أكرانيا" .
مما لاشك فيه أن اللغة- أي لغة- هي مصدر للثراء المعرفي والحضاري، ونحن لسنا ضد تعلم أي لغة، فبوشكين الذي هو رمز أدبي روسي، لا يقل شأناً عن شكسبير الرمز الأدبي الإنجليزي، ويتساوى معهما الشخصية الأسطورية تسانغ جيه مبتكر الأبجدية الصينية قبل نحو 5000 عام .
أرمينيا بدأت منذ فترة وجيزة بالاهتمام بالعربية، وكذلك فعلت الصين منذ زمن بعيد، وهذا الاهتمام بدأ يترجم على شكل تعاطف سياسي واجتماعي، فمعهد الاستشراق في أوكرانيا ينصب اهتمامه على تطوير الاستشراق الكلاسيكي من جهة، ودراسة الشؤون السياسية وما يتعلق بالمشكلات الاجتماعية في العالم العربي .
نحن في العالم العربي، لم نطور حتى الآن، أي وسائل اتصال حقيقية بيننا وبين هذه البلدان التي تهتم بلغتنا، والمؤسف أن اللغة وبدل أن تتقدم لتعلن عن نفسها في المؤتمرات والمحافل الدولية، تنأى بعيداً وتظل رهناً للمؤثر السياسي ولعبة الضعف والقوة، والمركز والهامش والأطراف .

الخليج

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية