للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

قضايا نقدية في مواجهة نظرية الأدب الإسلامي - 3

أ.د. محمد عبد الله سليمان

 ثالثا - قضية الشكل والمضمون :
     قضية العلاقة بين الشكل والمضمون قضية قديمة في تاريخ الأدب والنقد ، وإن عُبر عنها بمصطلحات مختلفة ولكن لم يتح لوجهة النظر الإسلامية أن تخضعها لفهمها الخاص ، لا قديماً ولا حديثاً ففي المراحل السابقة للعصر الحديث لم تكن نظرية الأدب الإسلامي قد صيغت يشكل متكامل الأبعاد وإن وجدنا جذورها الأدبية والنقدية متناثرة هنا وهناك   والتنظير للأدب الإسلامي لا يثير كثير جدل في ناحية المضمون، لكن الأشكال الفنية التي لا تكاد تستقر على حال، والتي تختلف فيها الأذواق والأفهام والمناهج الفلسفية هي المشكلة، بل أكاد أقول هي العقبة التي تعترض طريق الباحثين عن نظرية سوية مقنعة للأدب الإسلامي  .
     يقول عبد القدوس أبوصالح رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية عن الأدب الإسلامي "إنه أدب مضمون بالدرجة الأولى، بل إن المضمون هو الشرط الوحيد، وليس صحيحاً أن الأدب الإسلامي هو أدب وعظ مصطنع فقط لا تتحقق فيه شرطية الشكل. لا يوجد شكل يحرمه الإسلام بصورة مبدئية إلا إذا كان يعدو على المضمون الإسلامي، وهنا يتساوى الشكل مع المضمون، فالشكل الذي يعارض الإسلام لا يختلف عن المضمون الذي يعارض الإسلام، وليست إسلامية المضمون شفيعة ومسوغة لانحراف الشكل، كما أن إسلامية المضمون ليست شفيعة للأديب المسلم أن يقضي على جمالية الشكل والتجويد الفني، فذلك يزري الأدب الإسلامي ويضر به ً وإن الأديب المسلم مدعو أكثر من غيره أن يبلغ قمة الروعة في الأداء الفني"
    عند النظر في الأدب الإسلامي من حيثُ هو فكرة أو مذهب، فإنّنا لا نظفر بملمح شكلي تؤدّى به تلك المضامين، إنّما هو ينتج في أشكال مختلفة تقليديّة ومستحدثة – وإن غلبت عليه التقليديّة -، فهو أدب مهيأ للتفاعل مع شتّى الأشكال الأدبيّة، وبالتالي فإسهامه مضموني، وإنتاجه مضموني شكلي، وإن كانت العمدة في الأدب ترجع إلى الأدبيّة التي هي شكل، فإنّ الفصل القاطع بين الشكل والمضمون فصل ليس من الأدب في شيء، إذ أنّ العلاقة بينهما تكامليّة، ومحاكمة الأدب لاحقة له لا مواكبة لإنتاجه، ومبدأ التفاعل المفتوح الذي يسير به الأدب الإسلامي، مبدأ يكفل إحلال مدرسته في سياق المدارس الفكرية الأدبية التي عرفها الميدان الأدبي، كالمدرسة الاشتراكية الماركسية، والإنسانويّة، والحركة النسويّة،...الخ  
    إن الأدب الإسلامي لايقف عند الحدود المعروفة من الأنواع الأدبية مثل الشعر والقصة القصيرة والرواية والمسرحية والمقالة والخطبة والخاطرة .. بل يترك الباب مفتوحا للأنواع الأدبية الجديدة المنبثقة من وجودنا الحضاري والمتعلقة بالطابع االعقائدي لأمتنا ، أو المستوحاة من الأمم الأخرى على أن تكون مستفرغة من مضمونها الفكري والحضاري الخاص ، فالإسلام لايرفض من الأشكال إلا ماكان مرتبطا ارتباطا عضويا بمضمونه الفكري والعقائدي
   ونظرية الأدب الإسلامي تقدم رؤية جديدة للأدب منطلقة من العقيدة الإسلامية وفق رؤية الإسلام للكون والإنسان والحياة مع التزامها بالأصول الفنية للأدب والنقد المتعارف عليها ، حيث تتخذ من الأشكال الأدبية ما يتناسب معها ، كما أن لها الحق في أن تبتدع لنفسها أشكالاً أدبية تنسجم مع الرؤية الإسلامية .

:المراجع

1-  د . شلتاغ عبود ، الملامح الهامة لنظريةالأدب الإسلامي ، دار المعرفة ، ط1 ، 1992م ، ص 115
 2 -  نجيب الكيلاني ، مدخل إلى الأدب الإسلامي ، ص10
 3 -  عبد القدوس أبوصالح ، قضية الأدب الإسلامي ،صحيفة الحياة، الخميس, 28 أبريل 2011 م
 4 -  خالدة بنت أحمد باجنيد ، الأدب الإسلامي.. والآخر مناقشة في الرؤية والمنهج ، ص17
  5 - د . شلتاغ عبود ، الملامح الهامة لنظرية الأدب الإسلامي ، دار المعرفة ، ط1 ، 1992م ، ص 141



التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية