للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

تأثير اللهجات.. في قراءة الفصحى بالقنوات المصرية

أ. أمل ممدوح

من الأعراف العريقة للإذاعة أنه يفترض في الصوت والنطق الإذاعي وبالأخص مع لغة محايدة ورسمية كالعربية الفصحى أن لا يتأثر نطق القارىء أو المذيع بلهجته المحلية ولا لحنها ولا توحي قراءته بها ،اللهم إلا من تخمين شخصي ، وطالما كانت القراءة المصرية بشكل خاص تميز وتعرف، لكن من باب تخلصها من علل القراءة دائما وليس استثناءا ، وخلوها من شوائب النطق أو الصوت، فلا يبين فيها لهجة أو تفرض نطقا ما للحروف ينبع من نطقها المحلي ،إلا نطق حرف ” الجيم ” الذي يميز المصريين لكنه أيضا لا يتنافى مع صحيح اللغة العربية التي تجيز تعطيش الجيم أو عدم تعطيشها ..

ومع ذلك لطالما فرض على المذيعين المصريين إذا ما عملوا في دولة عربية أن يعطشوا الجيم ليتوافق نطقهم مع طبيعة نطق هذه البلاد ورؤيتها وهذا قد يكون حقهم ، إلا أننا في الفترات الأخيرة بدأنا نلحظ ظاهرة في القنوات الفضائية المصرية الخاصة على وجه التحديد في نشراتها الإخبارية أوفي بعض التقارير الإخبارية مثل قنوات “ On T.v.” و”الحياة” و”القاهرة والناس” من خلال بعض مذيعيها أو مذيعاتها وخاصة المذيعات وبعضهن لسن مصريات ،ليست هذه المشكلة وإن كان ذلك يثير بعض التعجب لأننا في بلد يعاني من البطالة والكفاءات المهملة، لكن  المشكلة أن البعض الآخر المصري صار ينطق بنفس الطريقة ،و بدأنا نلاحظ طغيان اللهجات العربية المختلفة أو الشامية تحديدا على نطق بعض الكلمات ونطق الحروف وإن كانت الكلمات في مجملها صحيحة ..

هذا النطق والمستقى بالأخص من قناة الجزيرة غالبا ما يبدو أنه أصبح في ظن القنوات الخاصة هو النطق المثالي للغة العربية الفصحى وصارت هذه الأخطاء في النطق والمتأثرة باللكنات وكأنها من صحيح القراءة الفصحى ، فهل يصل بنا الشك في أنفسنا ، للدرجة التي تجعلنا نتصور أن النطق السليم لاسم “مصر” بلدنا إنما هو بسكون الصاد وليس بكسرها ؟؟

 لدينا بعض القصور في التعليم أدى إلي عدم درايتنا بكيفية نطق الكلمات أو كتابتها بوجه سليم، وذلك لا يعني عدم وجود عدد هائل من المثقفين وجيدي الإعداد والنطق دون الحاجة لتقليد أو ” تغشيش” .

لا نهدف هنا انتقاد أي لهجة بالطبع لكننا نهدف إلى  التركيز على عدم تصدير ذلك كواجهة صحيحة للغة العربية نتعلم منها ونقلدها دون وعي فقد كان التليفزيون المصري أول تليفزيون وإذاعته أول إذاعة في الوطن العربي حيث كان يخضع المذيعون لتدريبات صوتية كثيرة وشروط  صارمة للنطق عامة ونطق اللغة العربية الفصحى بشكل خاص ، فلا يجوز كما بدأ يحدث حاليا ويتزايد أن ننطق بنفس عيوب وشوائب النطق المتأثر بأي لهجة ومن ذلك نطق كلمة ” البريطانية ” على سبيل المثل بهذا الشكل ” لبريطانية ” أو ” ألمانيا ” تنطق بتفخيم وتضخيم الميم .. هذا مع ترقيق مالا يرقق وتفخيم ما لا يفخم وكسر الساكن وتلحين الكلمة بتقسيمها وتشديد السكون على مواقع في حروفها بلا داعي.

 وبالطبع زاد تثبيت الأمر وتصديره كلغة صحيحة بأثر دبلجة المسلسلات التركية باللهجة السورية ومن ذلك جملا مثل ” أنت تصرخ عليّ ” وتعني “أنت تصرخ بي”  و ” تهتم فيها ” وتعني ” تهتم بها ” وهكذا  ..

  لسنا بصدد انتقاد لهجة أو لهجات ولكن الحديث يصب على اللغة العربية الفصحى والانتصار لها.. فهلا تنبهنا وكانت هي حكمنا دون تأثر أو انبهارأو تقليد ليعود لها مجدها ومجدنا.. ونحن جديرون به وغيرنا أيضا .

البديل

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية