للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

المركز الوطني للترجمة

د. صلاح جرار

تمثّل حركة الترجمة في الدول المتقدّمة أو الطامحة إلى التقدّم مؤشّراً من مؤشّرات تحقيق أهدافها في التطوّر، إذ تدرك هذه الدول ما للترجمة من فوائد لا تحصى في دفع حركة البناء والتقدم ورفدها وإسنادها، فهي تمثّل نافذة مهمّة في اكتساب خبرات الآخرين ومنجزهم الحضاري والعلمي والاستفادة من هذا المنجز ومحاكاته وتوطينه والزيادة عليه، ففي بعض الدول لا يكاد كتاب علمي أو اكتشاف جديد يظهر في أيّ مكان على سطح الأرض حتّى تبادر إلى ترجمته إلى لغتها وهو ما زال يحمل رائحة آلات الطباعة. كما أنّ الترجمة نافذة للتعرّف على ما يفكّر به الآخرون إزاء القضايا الخاصّة بك سواءً أكانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية أم سواها. ومن جهة ثانية فإنّ ترجمة الإنجاز الفكري والأدبي الوطني إلى اللغات العالمية الأخرى تسهم في تقديم الصورة الناصعة للذات إلى الآخرين وتقطع الطريق على الذين يحاولون تشويه صورة العرب في الدول الأخرى، ويكون ذلك دافعاً للباحثين والمفكّرين والكتّاب والعلماء العرب لإنجاز شيء جديد ومتميّز لتقديمه للآخرين. إنّ غياب إنجازنا الفكري والعلمي عن الآخرين يجعل لدى هؤلاء الآخرين قابليّة لتلقي أيّ صورة عنّا يرسمها غيرنا لنا، ويجعلهم يصدّقون ما يروّج عنّا في وسائل الإعلام المعادية. كما أنّ غياب إنجاز الآخرين عنّا يحرمنا فرص الاستفادة من ذلك الإنجاز كما يحرمنا فرص التواصل مع الأفكار والآراء والمنجزات العلمية العالميّة.
ولذلك فإنّ أيّ بلدٍ يتطلّع إلى النجاح والتقدّم العلمي والحضاري والمشاركة في البناء الحضاري الإنساني لا مناص له من إيلاء عناية خاصّة للترجمة من اللغات العالميّة وإليها وفي مختلف المجالات الفكرية والأدبية والعلمية والتكنولوجيّة.
ومن هذا المنطلق، وعلى الرغم من وجود جمعيّة للمترجمين الأردنيين، فإنني أدعو إلى إنشاء مركز وطني للترجمة في الأردنّ، تكون مهمّته ترجمة أشهر الأعمال العالميّة في سائر المجالات وتوفيرها باللغة العربيّة لطلبة الجامعات والباحثين والعلماء والمثقفين، كما يكون من مهامّه نشر التراث والمنجز الفكري والأدبي الأردني في دول العالم، لما في ذلك من خدمة للوطن وتعريف به في الخارج.
وممّا يسهّل إنشاء مثل هذا المركز وجود أقسام للترجمة في معظم جامعاتنا الأردنية ووجود أعداد من الخرّيجين في هذا المجال، بالإضافة إلى وجود أعداد كبيرة من المتعلّمين الأردنيين الذين تخرّجوا من جامعات عالمية في الشرق والغرب في مختلف التخصّصات.
ولا أظنّ بأن التأخر في إنشاء مثل هذا المركز يعود إلى عوائق ماليّة، ذلك لأنّ هذا المركز سوف يكون في حال إنشائه مصدراً من مصادر تحقيق إيرادات مالية من خلال مبيعات الكتب المترجمة في الداخل والخارج.

الرأي

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية