للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

خلل الإدارة التعليمية

د. يعقوب أحمد الشراح

على الرغم مما نسمع ونقرأ عن تدني المستوى التعليمي الذي يجعل الطالب لا يجيد لغته العربية، ولا يفقه كثيراً حتى في اللغة الانكليزية، ناهيك عن معلوماته المتواضعة في أساسيات العلوم والفنون والرياضيات، فإن الدراسات في العقد الأخير تؤكد أيضاً حدوث تدني في مستوى الثقافة العامة، وتعثر في مواجهة المشكلات الحياتية ما يعني أننا أمام حزمة من العوامل المؤثرة التي لا تتعلق فقط بالمنهج أو المعلم أو الطالب، وإنما أيضاً بعناصر أخرى خارج النظام التعليمي تلعب دوراً في ضعف تأثير ذلك على التنمية البشرية.

والذي يعنينا هنا الدور الاداري في التنمية البشرية، خاصة واننا نعاني من تدني قدرات الإدارة التعليمية بشقيها المدرسي والعام على التخطيط والمتابعة رغم الادراك بأن الإدارة مكون محوري ليس فقط للعمل التعليمي، وإنما أيضاً في المتابعة والتوجيه ووضع السياسات والخطط، وتوطيد العلاقة بالمجتمع. فالغالبية من الأخطاء في التعليم عادة توعز إلى الخلل في النظام الإداري، وخاصة الإدارة العليا التي بما تمتلك من كفايات إدارية وفنية تجعلها قادرة على قيادة سفينة التعليم إلى الوجهة التي تريدها، فإن اتصفت هذه الإدارة بخصائص القيادة فإن النظام التعليمي يقال عنه أنه يتميز عن غيره بما يمتلك من قدرة وجودة يشيد بها الناس، والعكس أيضا صحيح، عندما تفتقر الإدارة إلى القيادة فإنها تشكل أزمة وهدفاً مباشراً في فشله وإخفاقاته، وبالتالي، تنامي القلق من الواقع التعليمي غير المقبول.

كذلك يؤدي الخلل في الإدارة العليا للتعليم انهيار الآمال، والخوف من المستقبل والنزاع أو الفشل في تحقيق مطالب المجتمع. فلقد وجد أن أكثر المساوئ التي تلحق بالنظام التعليمي تلك التي لها علاقة بضعف وتأهيل القيادات، وكثرة التغيرات في الهياكل الإدارية، ولدوافع غير موضوعية وعلمية. فعندما ننظر مثلاً في مسألة تغيير الوزراء فإننا من أكثر دول المنطقة تغييراً لهؤلاء الوزراء الذين يأتون وبعضهم لا يدرك الواقع التعليمي وأولويات معالجة مشكلاته، وما المطلوب عمله، وما البرامج الضرورية التي ينبغي التعامل معها في إطار الأولويات التي، مع الآسف، وفي كثير من الأحيان غير معروفة لديهم.

ولا يتوقف الخلل على تغيير الوزراء أو عدم إلمام بعضهم بالجانب المهني، وإنما يضاف لذلك مشكلات القيادات التي تعمل معه، والعاملون بمختلف مستوياتهم المهنية فنجد أشخاصاً يعملون في ميادين لا علاقة لها باختصاصاتهم أو قدراتهم أو حتى خبراتهم مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة، وأحياناً متأخرة أو مستعجلة ومن دون دراسة نتيجة للتباين في القدرات والمهارات والاتجاهات، وتراكم المشكلات المؤثرة سلباً على العمل والانجاز.

فلقد وجد أن الخلافات بين الإداريين مثلاً تشكل اكبر عقبة في مجال التعاون والتفاهم، وأن أكثر الوزراء يعانون من هذه الظاهرة، كما أن غالبية الوزراء لن يكونوا في وضعية مريحة تمكنهم من إحداث تغييرات موضوعية في الإدارة، خاصة صعوبة إحداث تغييرات لا تتوافق مع التدخلات الخارجية سواء حكومية أو نيابية. فمثلما للوزير جماعة يرتاح لها في العمل أكثر من غيرها، كذلك هنالك أصحاب نفوذ لهم تأثير في عدم حدوث التغيير، وإبقاء الوضع كما هو لأنها تتوافق مع مصالحهم، وميولهم السياسة، وربما طائفيتهم.

لقد وجد أن تدني مستوى الإدارة العليا في التعليم يؤثر سلباً على الإدارات التعليمية الأخرى سواء كانت مدرسية أو في المناطق التعليمية، وبالتالي تتجمع السلبيات في المدرسة التي لا يمكنها أن تحقق نجاحات ما لم تكن لها استقلالية في اتخاذ قرارات ذات طابع مدرسي من دون الانتظار أو التردد أو الخوف الذي يصاحب اتخاذ مبادرات ذاتيه مهمة بسبب تدخلات الإدارة العليا في شؤون التعليم المدرسي، أو محاسبة قياديي المدارس على ما قاموا به من جهد وإخلاص في مدارسهم إذا ما حدث خطأ غير مقصود.

نتمنى إحداث تغييرات مهمة في الإدارة العليا التعليمية تركز على اتجاه مركزية القرار في مسائل التخطيط والسياسات العامة والإنفاق، وكذلك تطبيق لامركزية التعليم في المنطقة والمدرسة من خلال اتساع دائرة الصلاحيات واتخاذ القرارات.

إن لامركزية العمل والقرار في المدرسة لها ابلغ الأثر على تقدم التعليم، والتنافس بين المدارس على الريادة والتطوير وعدم تعطيل الاعمال، ما يعني ضرورة تدريب مديري المدارس على الإدارة الحديثة، وأساليب التعامل داخل المدرسة وخارجها. فمن دون ذلك ستظل المدرسة أسيرة التعليمات والتدخلات والجمود من دون أن يكون لها دور فاعل في تجويد التعليم المدرسي أو الانفتاح على المجتمع...

الراي

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية