|
|

أدب الأطفال في كتب مصنّفة لتطوير تعلّم العربية
روزيت فاضل
في لقاء اليوم السابع للجنة الأنشطة في الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية قضية في غاية الأهمية هي " المساهمة في تطوير تعلم اللغة العربية". لكن مقاربة هذه القضية كما قدمتها المستشارة التربوية في مؤسسة الفكر العربي إيفا كوزما أعادت تصويب الاتجاه في معالجة هذه المعضلة الصعبة.
بالنسبة الى كوزما، فمؤسسة الفكر العربي كما ذكرت في لقاء مع"النهار"، "هي مؤسسة دولية تعاونت في هذا العمل النهضوي من خلال "مشروع عربي 21 "مشروع المساهمة في تطوير اللغة العربية"، والذي تنفذه المؤسسة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وشركة أرامكو السعودية".
وتناولت رؤية المشروع التي تتمثل في تأسيس متعلم قادر على التفكير باللغة العربية والتواصل بها كلغة فكر وعلم وأدب وهوية". قالت: "المطالعة ليست نشاطاً مستقلاً عن البرنامج المدرسي المتكامل بل هي طرح من مكونات تعلمية، منها القراءة والمفردات واستراتيجيات الفهم وتوفير مادة تربية أساسية هي أدب الأطفال".
وحددت خصائص "عربي 21" بأنها تصب في ثمانية مجالات، هي: النوع الأدبي، الرمزية، المحتوى والأفكار، فصاحة اللغة، اختيار المفردات، عدد الكلمات، إخراج الكتاب والرسوم". ولفتت إلى أننا نتطلع إلى كتب مشوقة من حيث مضمون المواضيع تعالج اهتمامات الولد ومشاعره، لا سيما بعض المشكلات التي يطرحها وتساعد في معرفة ما يدور في رأسه". وقالت: "قد تعالج هذه الكتب موقف الولد من مشكلة في البيت، منها الأخ الأصغر الذي ينال الاهتمام من الأهل أو يثير واقع آخر يقارب شعوره بالملل من المدرسة والدراسة". وقالت: "هذا الأدب هو وسيلة ليتعرف الولد والناشئ على العالم من حوله، على ثقافته و على كبار السن..." بالنسبة إليها "يأتي هذا الأدب ليساند الكتاب المدرسي لأن المعرفة لا تنحصر في الكتاب المدرسي علماً أنه يوزع على مكتبة صفية مصنفة في المدرسة أو في المكتبات العامة".
عن "لبننة" هذا المشروع قالت: "بدأنا في عام 2008 في نشر هذا الأدب في مدرسة الجالية الأميركية وتبعها تعاون وثيق مع مجموعة "أنا أقرأ" التي أطلقت نماذج لكتب مصنفة في أدب الأطفال في مكتبات صفية في 170 مدرسة رسمية في لبنان استفاد منها عدد كبير من التلامذة اللبنانيين والسوريين." ونوهت بالشركة المميزة مع "عدد كبير من دور النشر المحلية والعربية التي تبنت إصدار كتب أدب الأطفال".
اللغة وتبسيطها
في العودة إلى المحاضرة التي شارك فيها أهل الاختصاص في تعليم اللغة العربية وأدارها عضو الهيئة الدكتور رؤوف الغصيني، عرضت كوزما للبرنامج الذي يجدد "ديناميته " هذه السنة من خلال إصدار "الدليل الدوري الثاني" مع نسخة رقمية وذلك بعد نجاح نسخة الدليل الأولى والتي ضمت 1021 كتاباً مصنفاً وفق المحاور المدرسية الأكثر شيوعاً في العالم العربي...". أضافت "سنطلق مجدداً سلسلة نشاطات دينامية أبرزها تشجيع المشاركين على "جائزة كتابي".
ولفتت الى دراسة أن "معايير المشروع تحتسب المراحل العمرية والصفوف المدرسية انطلاقاً من الحضانة ولغاية الصف الثاني عشر، وذلك ضمن المراحل المدرسية الأربع: الروضة، الابتدائية، المتوسطة، الثانوية". وقالت: "تشير هذه المعايير إلى التدرج من مستوى القارئ الأدنى إلى القارئ إلى مستوى القارئ المتقن الأعلى وفق 28 مستوى يشار إليها بالحروف الأبجديّة".
من جهة ثانية، شكل الحديث عن فصاحة اللغة وعدد الكلمات واختيارها محطة نقاش بين المشاركين في اللقاء. فبالنسبة الى الدكتور مصطفى الحجازي، من المهم إدراك أن "قراءة نص باللغة العربية كما يقدم في بعض الكتب هو بمثابة قصاص للتلميذ." ومن المهم وفقاً له "أن يتخذ المؤلف لهذه الكتب في الاعتبار الوضع النفسي للولد وحاجاته أي أن يلاقي هذا الأخير نفسه في قضايا موجودة في هذه الكتب".
أما السيدة أمل فريجي فشددت على ضرورة التركيز خلال التأليف على أسلوب جميل في الكتابة يجعل من خلاله الولد منجذبا الى اللغة العربية وإبعاد كل ما يخفي هذه العناصر الجمالية التي تتمتع بها اللغة العربية". ودعت إلى تبسيط الخط واعتماد مفهوم أن "ما يلفظ يكتب من دون أي تردد".
ختاماً، اعتبرت كوزما أن البرنامج "تقدم بخطى حثيثة في بلدان عربية عدة من خلال ورش تدريب وإطلاق المشروع في لبنان، السعودية، الأردن ، وسلطنة عُمان والبحرين وغيرها"...
النهار
|
|
|
|
|