للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اللغة العربية إلى أين ؟ وهل من دور للجامعات في الحفاظ عليها؟

د . محمد جهاد جمل

       بمناسبة الاحتفال بأسبوع اللغة العربية، ولكل من يدافع عن هذه اللغة (الهوية) وما يفوح منها من عطر يزكي الروح والفؤاد ، فعلاقة هذه اللغة بنا هي علاقة الروح بالجسد ، وهي رمز الخصوصية غير المتعصبة ، وسند بقائنا مساهمين في رفد الحضارة العالمية .

     إذ يكاد المرء يعجب من عجمة لسان العرب في هذا العصر ، مرة بدعوى الانفتاح ، ومرة بدعوى العولمة ، ومـرة بدعوى التخصص الأكاديمي ، ومرة يثبت لدى بعضهم أنهم لا يمكن أن يقنعوا  الآخرين باتساع ثقافتهم  ما لم يمطروهم  ببعض المصطلحات الأجنبية ، وفي الغالب الأعم ينطقونها على خلاف ما ينطق بها أهلها؟؟!

     وليس معنى هذا أن لا نتقن لغات أخرى ، أونكتفي بتعلم لغتنا ، فمن الحكمة أن ننفتح على الثقافات الأخرى لنمارس دورنا الحضاري في التأثير والتأثر ، وذلك مما تحتمه الضرورة وسياق التطور في كل المجالات الإنسانية والتكنولوجية ، وتنوع مصادر المعرفة ، ونطقها بغير العربية لا لأن العربية تشكوضعفا لا تستطيع استيعاب ما يقدمه عصر ما بعد الحداثة بل لأن أهلها ـ العرب ـ وصلوا إلى حال يشتكي منهم ويشتكون  من هزاله في كل المناسبات .

     لقد أضعنا ما أضعنا، من جغرافيا وتاريخ وحضارة، كما ذابت في خضم التواصل غير المتوازن مع الأمم الأخرى ملامـح ثقافتنا وعاداتنا، وهندسة  منازلنا، ومأكلنا ومشربنا، وأعرف أن الشخصيات الأجنبية الكبيرة عندما تزور بعض الأصدقاء في شرقنا العربي، تؤكد على أن تكون وجباتهم  أطباقا عربية قرؤوا عنها، وغابت عن مطاعمنا، ومنازلنا. كأننا غدونا نخجل منها، وهي ليست مدعاة للخجل.

    وبعـد… ففي يدنا اليوم أن لا نضيع ثقافتنا ولغتنا ، وأن نحافظ عليهما كجزء مهم من حياتنا الروحية ، وتاريخنا وتراثنا وعناصر ثقافتنا وعقلنا ومعتقداتنا وإدراكنا لذاتنا ولذات غيرنا ، وهويتنا .

والسؤال الآن هو: إذا كانت اللغة تحمل كل هذه الأهمية بالنسبة للفرد والمجتمع والأمة  فكيف نصونها في عصر ما بعد الحداثة ؟ وما دور الجامعة في هذه المهمة الجسيمة ؟

     نسلط الضوء هذه المرة على دور الجامعة في الحفاظ على اللغة العربية في عصر العولمة .

أولا : العولمة ودور الجامعات :

   إنه بات واضحا اليوم دور الأفراد والجماعات والأمم ليس في التصدي لتيار العولمة ، بل لاستقطاب فوائد هذا النظام العالمي الجديد والتحصن في مواجهة أتعابه وتبعياته المذهلة ،  علينا المواجهة من أجل الإفادة وليس الرفض لمجرد الرفض ، لنصبح عندها كمن يسبح ضد التيار فيغرق . ولعل مؤسسات التعليم العالي في مقدمة من يتصدى لهذا التيار فيوجهه في مسار يمكننا من القول: لقد رضينا بأهون الشرّين .

وحتى لا نبقى نغرد خارج السرب ، على هذه المؤسسات أن توفر فرص الدراسة الجادة والتخصص في ميادين المعرفة الإنسانية والتكنولوجية ، والبحث العلمي ، والإفادة من تاريخ البشرية ، ونمووتطور الأمم ، وعوامل النجاح التي يمكن أن تستقيها من التجارب العالمية ، وصبغها بعوامل قيمية وتراثية وخصائص محلية .

الجامعات اليوم مدعوة بشدة لتكون مراكز لخدمة المجتمع ، وملبية حاجاته ومتطلبات الانتاج ، ومحققة لآماله في إعداد القيادات الفكرية والفنية المبدعة ، بحيث يستطيع هؤلاء التخطيط لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية .

     وفي زمن العولمة لابد لمؤسسات التعليم العالي من بناء مناهج واستراتيجيات تبرز فيها خصوصية التراث الروحي للأمة ، وغربلة التراث ودفع قيم الإنتاج والإبداع فيه إلى الواجهة ، وإبعاد الاتكالية والتقاعس إن وجدت ، وتفعيل روح الانتماء للأمة والوطن ، وبعث روح التعاون الاقتصادي بين أفراد ودول الأمة من جهة وبين هذه الأمة والأمم الأخرى وفق مبدأ الاحترام المتبادل والمنفعة للجميع حيث لا غالب ولا مغلوب .

     والمؤسسات الجامعية مدعوة اليوم للانفتاح على التراث الإنساني ، وتقديم تراثنا بالشكل الذي ينم عن قدراتنا في رفد هذا التراث العالمي بما يجعلنا أمة منتجة لا مستهلكة فقط للأفكار والفلسفات والنظريات ، فلا بد من أن نفيد ونستفيد لتكون المعادلة سليمة ومستمرة . ومن أجل ذلك تلتزم الجامعات منهج البحث العلمي ، وتضع عربات قطارها على سكة التطوير والتجديد المستمرين لمواكبة متطلبات العصر .

     إن استراتيجيات التعليم العالي اليوم مرشحة لأن تستوعب الأبعاد التالية لتكون قادرة على مواجهة التحديات التي يفرضها النظام العالمي الجديد:

ـ البعد الاجتماعي والتفاعل مع متطلبات مجتمعاتنا ذات الخصوصية المنبثقة عن خلفيتنا الروحية والتي تساهم في رسم شخصيتنا وهويتنا .

ـ البعد الفكري ، أي الحفاظ على الهوية والوقوف في وجه تيارات الغزوالفكري الجارف .

ـ البعد الإنساني ، أي التفاعل المثمر والمتساوي مع الحضارات والثقافات والشعوب الأخرى .

ـ البعد العلمي والتكنولوجي ، وذلك في العمل على مواكبة التطورات العلمية في شتى الميادين والحقول .

ـ البعد الثقافي ، وذلك في الحفاظ على تراث الأمة وثقافتها وتاريخها والاعتزاز بلغتنا القومية .

ـ البعد العقلي والوجداني ، وذلك عن طريق المساهمة الفعالة في تهيئة مناخات الإبداع والابتكار ، وتوفير مستلزمات ذلك من حيث الإمكانات والقوانين ، وحفظ حقوق الملكية الفكرية للمبدعين.

ـ البعد الاقتصادي ، وهوالمجال الحيوي الذي يرشحنا لدخول النظام العالمي الجديد عن طريق بعث التفاعل الخلاق بين مؤسسات التعليم العالي ومجالات الاقتصاد المختلفة الانتاجية والتسويقية .

    إننا نفهم اليوم أن العولمة تكرس الهيمنة ، هيمنة الشركات متعددة الجنسيات ، وهيمنة وسائل الإعلام الاحتكارية ، إلى جانب احتكارات أخرى لدول الشمال ، وتهميش دول الجنوب لصالح دول المركز ، ومن خلال هذه الهيمنة تفرض دول الشمال شروطها الاقتصادية والسياسية والثقافية ، وهذا ما عارضته شعوب العالم الحر في ( سياتل وجنوة وأخيرا في إيفيان ) عندما اجتمع العولميون للتخطيط لمزيد من استغلال الشعوب والهيمنة على مقدراتهم .

    حتى اليوم تغلب السلبية على مفهوم العولمة ، فما فهمنا منها وما فهم العالم لا يتعدى أن تكون ظاهرة تريد اكتساح الثقافات المحلية ، وتفرض نفسها فرضا لأهداف اقتصادية في الغالب الأعم ، وبذلك تكون عكس العالمية التي لها جوانب إيجابية تتجلى في التفاعل المتبادل ، والأخذ والعطاء بين شعوب وحضارات الأرض الإنسانية بمظاهرها المختلفة . قال تعالى ( إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) صدق الله العظيم .

     لقد وجدنا أنفسنا في زمن التهيئة للعولمة الجديدة مقهورين تمارس علينا الهيمنة ، فدخلت أنماط من السلوك في حياتنا ظهرت حتى في لغتنا. وبتنا نشعر بإن خصوصيات ثقافتنا قد اخترقت ، الأمر الذي ينذر بتهديد هويتنا. هذه الخصوصية متشكلة من عقيدتنا ولغتنا وتراثنا ، ونحن أمام اتهام كبير يرى أننا لم نساهم في القرن الماضي بالمسيرة الحضارية الإنسانية ، ونحن نعترف بأننا لم نساهم في القرن العشرين في هذه المسيرة ، لكنه من الجدير بالذكر أن يتذكر المتهمون أنهم هم الذين منعونا من هذا الفضل الذي يذخر به تاريخنا العربي القديم ، ذلك لأننا كنا مستعمرين يا سادة ، وأي عطاء تنتظرون ممن يرزح تحت نير الاستعمار ، وعطاؤنا في النصف الثاني من القرن الماضي تجلى في محاولات شعوبنا في التحرر ، والتخلص من الثالوث المقيت : الفقر والتخلف والمرض ، إذ مازلنا تحت وطأة بعض تأثيرات هذا الثالوث .

     ونحن نتحرر، يجب أن نتذكر أن الدول الهامشية التي أخذت موقعها في الفعل الإيجابي لأحداث القرن ، دخلت القرن بلغاتها القومية وثقافاتها المحلية. وهذا لايعني أنها لم تتقن لغة العولمة ، لكـن في كل الأحوال ليس على حساب لغاتها القومية ، وفي هذا درس لجامعتنا بل لنا جميعا ، فنحن يمكن أن نتعامل مع لغة العولمة مع الاحتفاظ بلغتنا التي تعني هويتنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا .

لا بأس فالموضوع يحتاج إلى تركيز من جهتين:

·      الأولى: وظيفة اللغة القومية، ودور الجامعة في هذا المجال .

·      الثانية: ضرورة إتقان لغة العولمة حتى لا نعيش حالة اغتراب عن الزمان الذي نعيشه.

     تؤدي اللغة وظائف في حياة الفرد والمجتمع ، فهي وسيلة الفرد للتعبير عن مشاعره وحاجاته ، وبها ينفذ مطالبه ، ويحقق مآربه في المجتمع الذي يعيش فيه ، وبواسطتها ينقل تجربته إلى الآخرين. كما أنه يطلع على تجاربهم الحاضرة والماضية وعلى تجارب الأمم الأخرى ، وفي حال اللغة العربية نجد أن هذه اللغة لغة ملتصقة وملتحمة بشكل حميمي بشخصيتنا الدينية والقومية ، وهي من أهم الملامح التي تكون هوية الأمة وتميزها عن غيرها من الأمم ، فاللغة عنصر مركزي لأي ثقافة أوحضارة.

     لقد كانت اللغة العربية ولا زالت رابطة أساسية بين مختلف أبناء هذه الأمة، وهي لغة القرآن الكريم وما يشكله من مصدر روحي للمسلمين، وثقافة لغير المسلمين من العرب .

     وبتخطيط أوغير ما تخطيط ، سادت اللغة العربية الفصحى على الأقل  في مراحل التعليم الأولي في جميع الدول العربية مما قرب بين أبناء هذه الأمة ، وفي اللغة وجدان ، بل إن اللغة من أكثر العناصر التي لها علاقة بالوجدان ، والتي يتم بواسطتها وعي الإنسان للأشياء ، ثم لذاته ، ولربه .

     وفي المقابل لا معرفة بدون لغة ، ولا علم ، ولا فلسفة ، لا دين ، بدون لغة ، بل لا حضارة بدون اللغة التي هي أغور ما لدينا من مرتفعات الوجدان ، وأرفع ما عندنا من أغواره .

      إنه لا فرق بين عقل ونطق ، إذ لا مطلب للوجدان المتسامي بمعزل عن حركة اللسان. فإذا انحط اللسان ، انحطت الذهنيات ،  وإذا ارتقى اللسان استقامت نيات النفس .

      إننا ننبه مع المخلصين على أهمية اللغة الأم في تكوين الشخصية الإنسانية الواعية ، فلا يجب أن نستهين بأمر اللغة الأم ، وهذه قضية يجب أن تحظى بالمرتبة الأولى بين الألسنة المتعلمة ، وإذا ما تعطلت فينا تعطلت إنسانيتنا ، ونصبح كمن يقطع لسانه بيده ، وينحر نفسه مختارا . ومن ذا الذي يدفع بنفسه إلى الوراء ، ليشابه الحيوان في جهله ، والنبات في سكونه ، ثم يدعي أنه محسوب وقفا على الحياة ، بقدر كبير من الروح والعقل والجمال ؟

     إن دور المؤسسات التربوية بعامة يجب إن يصب في الذود عن اللغة العربية هذه اللغة التي نقشها القضاء على غشاءات قلوبنا ، وحفرها بعناد على ألسنتنا ، فلم يعد بمقدورنا أن نفلت من دائرتها الحضارية ، إذ بها نحن نفقه ما نحن فيه .

ويبرر دور المؤسسات التعليمية بالذود عن اللغة العربية ما تؤديه هذه اللغة من أدوار في حياة الفرد والمجتمع والأمة . أما التحدي الذي تتعرض له من الاحتكاك بلغة العولمة ، فإنها ليست المرة الأولى التي احتكت فيها هذه اللغة مع اللغات الأخرى ، لكن هذه اللغة انتصرت على تلك اللغات في بلدانها ، ولقد تحول أبناء الدول المفتوحة إلى الثقافة العربية (مصر وفارس) .

     وعلى لسان هنتغون في كتابه (صدام الحضارات) فإن اللغة الإنجليزية تعد لغة أجنبية لدى %92 من سكان الأرض ، لذلك يرى هنتغون أن اللغة الإنجليزية في عصر العولمة يمكن أن تكون لغة الاتصال العالمية بين مختلف الثقافات ولغة لتبادل المنافع بين أبناء التجمعات الثقافية المختلفة .

     وبذلك ينتفي القول بأنها حاجة لكل أفراد المجتمع ، وإنما يكون إتقانها مطلوبا لمن له اتصال بشكل أوبآخر مع أي عنصر أجنبي حسب تخصصه ، سواء كان رجل أعمال ، أوباحث ، أودبلوماسي ، أوطالب علم يقتضي تخصصه الاحتكاك مع هذه اللغة التي هي بالنسبة لكل من يحتاجها لغة ثانية ليس إلا .

ولعل التحدي الذي يواجه اللغة العربية اليوم ، مرده إلى الشعور المبالغ فيه بأهمية اللغة الناتج عن الانبهار بكل ما هوأجنبي .

     أما التحديات الأخرى فهي كثيرة ، منها على سبيل المثال : شيوع بعض الألفاظ الأجنبية على ألسنة بعض الناس وتسمية المحلات التجارية بأسماء أجنبية ، وتغريب بعض المدارس الخاصة تاريخ أمتنا واستبداله ببطولات لويس السادس أوالسابع عشر ، ونسيان طارق بن زياد ، وعقبة بن نافع ، وعمرو بن العاص ، وشرحبيل بن حسنة ، وصلاح الدين وغيرهم ممن يزخر به تاريخنا المجيد ، كل هذا ليس في مصلحة لغتنا وهويتنا ، بل يجعل هذه اللغة تابعة وشبه ممسوخة .

      إنه ليس من المعقول إذا كنا نريد تأكيد شخصيتنا أن نتنازل عن إتقان لغتنا ونُحييها على ألسنتنا، وهذا لا يعني مرة أخرى أن نبتعد عن لغة العولمة أواللغات الحية الأخرى. ولتكن هذه اللغات أداة لمسايرتنا العصر بكل ما فيه من تقنيات ومعلومات وأدوات اتصال. ولا يضير ما نصبو إليه من حداثة، أن نعرف بل نتقن هذه اللغات ، وبعد أن نتمكن تماما من نطق ، وكتابة لغتنا ، وما فيها من أبعاد روحية ، وتراثية ، وتاريخية تمدنا بزخم في مواجهة هجمة عاتية ، من أهدافها إذابة ثقافتنا في ثقافات أخرى لنبقى بعدها بلا ملامح .

      لذلك إن استخدام اللغة العربية في المراسلات الجامعية على سبيل المثال ، يحد من المحاولات السابقة ، فلنتكلم اللغة الأجنبية عندما يستدعى الوضع ذلك ، ولنتكلم العربية في كل الحالات ، وقد يدفع هذا إلى اقتناع الجميع طلبة وأساتذة بأن يتقنوا لغة التخاطب في لغتهم الأم . هناك مبالغة في أهمية اللغة الأجنبية وطلب إتقانها حتى في الأعمال التي لا تستدعي إتقانها .

     وعليه يجب أن نتذكر أن تعليم الأطفال في مرحلة مبكرة يفقدنا ما تقدمه اللغة من إمكانات خاصة بهذه اللغة في تكوين إنسان له هوية، وماض، وتاريخ، وسمات . ولعلنا ننظر في مسيرة التعليم في دول أخرى متقدمة ، لنلاحظ أن تعليم الأطفال للغة أخرى لا يكون في سنيهم المبكرة.

      إن مسؤولية المؤسسات التعليمية الجامعية كبيرة أمام هذه التحديات وعليها تقع مسؤولية التخطيط للحسم في قضية تعليم اللغة الأجنبية. ومن الأهمية بمكان أن ندرك جميعا أهمية تعلم اللغة الأجنبية ، والتي باتت ضرورة ملحة لنا ، ولكن ليس على حساب اللغة الأم ، بل بإعطاء هذه اللغة حجمها الحقيقي ، وهذا ممكن إذا ما قمنا بمشروع تربوي تنموي لغوي ، هذا المشروع يمتد من المرحلة الابتدائية إلى نهاية المرحلة الجامعية ، وعلى الباحثين في الجامعات البدء بهذا المشروع ، وهذا المشروع يجب أن لا يكون في فضاءات الأماني ، بل لا بد من بلورته وتطبيقه بكل إصرار ، تقدم اللغة العربية فيه بقوالب تستفيد من تقنيات العصر ، وتركز على مهارات الاتصال ، وبطرائق غير تقليدية ، مما يجعل الناشئة يقدمون على تعلم لغتهم الأم بكل حب ، ويجعلهم يفكرون بهذه اللغة بقلوبهم ، ويجعلونها أداة تفكيرهم ووعيهم .

     أخيرا ، قد تكون رب ضارة نافعة ، ففي ما تحمله العولمة ، قد تصدم العقل العربي فيصحو، ويوظف ما أتت به هذه العولمة من تقنيات وفرص اتصالات في دعم اتصال الباحثين في الجامعات العربية لتبادل الخبرات في شتى مجالات المعرفة ، والبد بمشروع إنعاش لغتنا ، وهذه الأدوار المنوطة بالجامعات ننتظر مع المخلصين أن نراها حقيقة لا مجرد أمنيات.

مجلة التربية والتقدم

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية