للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

شاعرة فرنسية تنتقد انصراف العرب عن الفصحى

ياسر باعامر

انتقدت الشاعرة الفرنسية "آن ماري بيرنارديني" ما عدته "انسلاخا عن الهوية" وهو المتمثل في إصرار العرب على التحدث بالعامية، وشغفهم باللغات الأخرى على حساب اللغة العربية"، على حد قولها. وقالت لـ"الوطن" منزعجة: "نسمي هذا في بلادنا الانسلاخ من الهوية الأصلية".
وللتعبير عن حبها للغة العربية قطعت آن ماري حتى الآن سبعة أشهر في تعلم "العربية"، معترفة بأن الطريق أمامها، ما زالت طويلة حتى تكتب ديوان شعر بـ"العربية"، على غرار ديوانها الشعري بلغتها "الأم" الفرنسية.
وبينما انزوت آن ماري "طبيبة الأسنان الفرنسية" المقيمة في جدة منذ حوالي عامين، في إحدى زوايا مقهى مركزها الطبي، كانت نظراتها موزعة بين النادلة التي أومأت بطريقة سريعة، لإحضار قهوتها الساخنة في الموعد والمكان المحددين، عادت بعدها إلى كتاب ملك عليها تركيزها، ولا تكاد ترى أحدا من خلف نظارتها التي عكست صفحات مما كانت تقرؤه الطبيبة آن. النظرات مع الصوت مع بانوراما حركة قلمها الرصاص، تشعرك بأن هذه السيدة تخفي أمرا ملحا، وكأنها تستعد لتأدية امتحانات الثانوية العامة.
ومع الاقتراب شيئا فشيئا من السيدة آن، يتضح لك أنها تمسك بكتاب تعلم اللغة العربية لغير الناطقين، ومنذ الوهلة الأولى وقبل أن تفتح معها الحديث، تشعرك بهالة كبيرة أنها رسمت ملامح اتجاهها المستقبلي مع لغة الضاد.
"آن" الخمسينية، التي ودعت عيادتها الخاصة في باريس، والتي لازمتها قرابة العقدين من الزمان، كانت ربما لا تعي أنها على مفترق طرق للدخول في عالم علماء اللغة العربية كالخليل بن أحمد الفراهيدي، وابن جني، وأبوالحسن الإشبيلي، وغيرهم كثر.
ملامح ابتسامة واسعة تعلو محيا "آن"، بل تكاد ترسم على تجاعيد وجهها لوحة فرائحية، عندما تتحدث لـ"الوطن" عن دخولها عالم "العربية"، بسبب مرضاها الذين يأتون إليها إما للمعاينة الطبية لسلامة أسنانهم، أو لعمل جراحات تجميلية تختص بالأسنان، كانت تتضجر وهي تستمع إلى وسيط الترجمة - في حال عدم معرفة المرضى باللغة الإنجليزية وهم كثر لديها، لمعرفة علل مرضاها، واستمر هذا الضجر معها أكثر من سنة ونيف، وتضحك حينما تخبر من حولها أن "الإشارات" المتبادلة كانت لغة عالمية بينها وبين مرضاها.
تصر الفرنسية التي تعمل في حقل طب الأسنان قرابة 3 عقود (30 عاماً)، على شكر الضجر الذي أصابها من عدم معرفة لغة مرضاها هنا، بل تجد أن ذلك كان لها بمثابة "نافذة الأمل"، التي أدخلتها بمحض الصدفة إلى اللغة العربية.
رغم إتقان "آن" لعدد من اللغات الأجنبية، بما فيها لغتها الأم، تصر على أن تتحدث مع الجميع بـ"لغة الضاد"، ولا تجعل للخجل مكاناً في ذلك، ونظريتها في ذلك "إني أتعلم وأستمع"، وتعطي علاوة على ذلك، أمثلة عربية شهيرة "اطلبوا العلم ولو في الصين"، ودافعها الآخر من ذلك هو محاولة الخلطة التي تعد عاملاً مهماً، كما يشير إلى ذلك خبراء تعلم اللغات. بل إنها تذهب إلى أبعد من ذلك: "حينما قررت أن أترك بلدي وآتي إلى جدة، هذا يعني أن تعلم لغة هذه البلاد فرض وواجب علي، أنا لا أعيش بمفردي أو داخل كنتونات مع جاليتي فقط، بل أعيش في مجتمع أحتاج إتقان العربية للتواصل معه".
تعترف الطبيبة الفرنسية التي تعمل بمركز طبي وسط مدينة جدة، بصعوبة تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وهذا ما جعل الكتاب لا يفارقها أبداً، فأضحى لديها بمنزلة الحبيب، يملأ وقت فراغها، فتجدها تقرأ منه، كلما سنحت لها الفرصة.

الوطن

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية