للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

التّرجمة جسر التّواصل بيّن اللّغات

د. نوال بنت سيف البلوشية

ثمة حقيقة لا يمكن أنْ يختلف عليها اثنان، وهي علاقة اللّغة بالثّقافة علاقة وثيقة وطيدة وراسخة أشبه ما تكون كعلاقة السبب بالنّتيجة في برهنة المسائل الرّياضيّة الدّقيقة.
وصف ابن خلكان " أنّ أوّل من أعطي في التّرجمة والفلسفة هو خالد بن يزيد "،ولا يمكن أن ننكر أهمّية  التّرجمة في عصر العولمة والتّقدم التّكنولوجي؛ لما لها أثر في التّبادل الثّقافيّ والمعرفيّ، وبناء جسور التّواصل بين الشّعوب، باعتبارها وسيلة مهمّة في تحقيق التواصل بعد اللّغة، وهي مهارة لا تستقم إلا بمعرفة اللّغتين؛ هذا ما أكده الجاحظ في حديثه عن التّرجمة والتّرجمان.
وإذا ما تطرقنا إلى مفهوم التّرجمة؛ لوجدناها تتمثل في أنّها: حاجة إنسانيّة لنقل الأفكار والمعلومات بين اللّغات المختلفة؛ بغية إحداث التّبادل الثّقافيّ بين الشّعوب. لذا عرّفها إدموند كاري – التّرجمة - : أنّها العمليّة الّتي تسعى إلى ايجاد نظائر بين نصّين معبر عنهما بلغتين مختلفتين؛ بحيث تُراعى هذه النّظائر بشكل دائم طبيعة النّصّين جمهورهما أيّ؛ مستقبلي النّصّين، وكذلك  العلاقات الكائنة بين ثقافة الشّعبين، ومناخهما النّفسيّ والفكريّ والعاطفيّ.
لذا كان الكشف عن النّمط العلائقيّ ، الّذي تشكلت منه الرّوابط الثّقافة العربيّة قديمًا يبرز بوضوح أساس الذّات العربيّة  آنذاك بالحضارات الأخرى؛ حيث كان النهّل من الثّقافات المبثوثة آنذاك في العالم أمرًا محببًا وجزءً لا يتجزاء من تكوين الذّات المجتمعيّة لدى الفرد.
كما كانت  لتّرجمة دورًا بارزًا في نمو الحضارة العربيّة ؛ لاسيّما أنّ الأجواء العلميّة كانت أجواء جاذبة ومشجعة ؛ للانفتاح على الحضارات المختلفة، ولم تكن الذّات تخشى من خطر الغزو الفكريّ أو الثّقافيّ؛ بلّ كانت ذات تبحث عن كلّ ما تستكمل به كينونتها وما يسهم في ترسيخ فكرها.


وكانت لأم اللّغات – اللّغة العربيّة – الدّور البارز في تحقيق التّواصل الحضاريّ والتّفاعل الثّقافيّ ، حيث برزت التّرجمة  كزاوية واضحة تترجم ذاك الاندماج؛ المتمثل في هضم النّصوص الأجنبيّة واستيعابها كنصٍّ عربيّ أصيل." والتراث اللّغوي العربيّ دليل حضارة شيّدت بنيانها وفق نظام، كان العقل المعماري فيه هو الأساس لكلّ تصوًّر نظريّ وعمليّ، وإنّ تراثًا كهذا، لا يعقل أن يكون قد خلا من معالجات دلالية بمفهوم العلم كما ندركه الآن، خاصّة وأن التراث اللّغوي يعدّ سمةً فارقةً لحضارة قومٍ، يمكن أن نطلق عليها (حضارة النّصّ).
الخاتمة
تعدّ التّرجمة مرحلة من مراحل الابتكار العلميّ عند العرب، وهي خير دليل على قدرة اللّغة العربيّة في استيعابها للمصطلحات وإن لم تكن جذور تلك الكلمات من أصول عربيّة. ونستنتج مما سبق أنّ التّرجمة لم تكن بمثابة نقل ومحاكاة ؛ وإنّما بمثابة اتصال ثقافات وعقول مختلفة.


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية