للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

خطاب السلَطَة العربية

أ. رائد علي العمايرة

 بعد الخطاب الشامل الذي القاه الرئيس اليمني(منصور هادي) والذي قصف بقراءته إياه قواعد اللغة العربية، وشتت شملها «ثم جعلها جذاذاً « إلا بعضاً من حروف الجرِّ والإشارةِ، فأصبحت كأنما نزلت بها قارعة.
 وحيث أنه هدَّم أركانها، فجعل المكسور مرفوعاً، والمفتوح مغلقاً، والمفخم مرقَّقاً، والمرقق مفلطحاً، ثم خلط أواخر الفقرات بالاستئناف، وجعل أوائلها كأنها في الختام، هذا إن ظهر الختام والاستهلال، نتيجة التلعثم المتواتر.
وحيث إن هذه الظاهرة، تكررت من بعض الزعماء، وبعض السياسيين والنواب، فإنني أقترح على الجامعة العربية، أن تقوم لأول مرة بعمل مفيد للأمة، وأن تنقذ اللغة العربية، بعد أن أضاعت، الكرامة العربية، ولم يتبق لنا بالمحصلة، إلا اللغة والتي هي أيضا، في طريقها، إلى الضياع.
 وحيث أن علماء اللسان، يزعمون أن الأمة الواحدة، إن تكرر اللفظ على مسامعها، بتركيبٍ ولحن شاذ، ثم شاع هذا الشذوذ بين الناس، وتواطؤوا عليه زمناً، فأنه يصبح عادة فيهم، ثم تنحدر فيهم اللغة، حتى تتغير في كل هيآتها، وأحرفها وتركيباتها.
لهذا فإنني أقدم اقتراحاً، للجامعة العربية، وهو عبارةٌ عن اختراع لتعليم اللغة العربية للسياسيين، الثابتين في السلطة - بحكم التغلب أو العادة أو الجينات- وأن تكون هذه الطريقة، سَلِسَةً قريبة من التفاعل الذهني المتصل، بالرغبات الجسدية.
فمثلا تستطيع الجامعة أن تدرب بعض «طُهاةِ» مؤتمرات القمة، ومؤتمرات وزراء الخارجية، واجتماعات البرلمانات العربية، ليجعلوا الخضار في السَّلطات، على شكل «حروف»، وألا يقل محتوى أي صحن للسلطة، عن الأحرف الثمانية والعشرين مجتمعة، وأن يكون كل حرف، حسب المَخْرَج، من نوع ٍواحدٍ (فالخيار) يختص بأحرف (أدنى الحلق)، لابتدائه بالخاء (والبندورة)لأحرف الشفتين، لابتدائها بالباء (والجزر) لأحرف وسط اللسان، فيتم نحت «الغين والخاء، من الخيار، والباء والميم والواو، من البندورة والبصل، وهكذا حتى تستغرق الخضار جميع الحروف.
وعند قراءة الخطاب، يتحول مباشرة إلى سَلَطَةٍ، في ذهن السياسي او الزعيم، وتتم المعجزة، ويقرأ الخطاب بشكل صحيح، بشرط أن يكون جائعا، لتتم العملية على وجه أكمل.
ولكن يبقى هناك محذورٌ! لا بد من أخذه بالاعتبار، ألا وهو التأثر النفسي بالحدث إضافةً الى التفاعلات الجسدية الداخلية، عندما يكون الخطاب «ارتجالياً» وبدون ورقة، فربما استغرق الخطيب، في الحالة الذهنية، أثناء اشتداد تصارع الأمعاء المتأزم، فيختلط عليه الأمر، ولا يميز أن ارتباط الحروف بالخضار، إنما هو للإكثار من التكرار، فقط لتنشيط الذاكرة وقد يشتد السياسي او الزعيم ويزداد انفعاله، عندما يكون الوضع السياسي متأزماً، فَيُدْخِلُ الخضار بحسب الحروف، في مسميات الاشياء، وتكون الكارثة! كأن يكون في صدد الحديث عن الإرهاب، فيقول مثلا (لا بد علينا أن نواجه الإرهاب بالجَزَرْ) وهو يقصد «الشدة» أو أن يقول في الحديث أثناء مؤتمر طارئ، من أجل التنمية، كما تعودنا منهم! (لا بد أن نتحد جميعا في مواجهة البَصَلْ) وهو يقصد «البطالة»، أو أن يقول في خطاب موازنة: إننا هنا قد اجتمعنا لنخرج بحل للفقوس وهو يقصد الفقر، فتختلط الأسماء عليه، لاتحاد مخرج الحرف، بفعل متلازمة الحالة الذهنية، لذلك فإنني أرى ألا يكون هناك خطابات ارتجالية، تواقيا للفضائح، وأن يتم الاكتفاء بفضائح، الخطابات المكتوبة على طريقة السَّلَطَة.

السبيل

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية