|
|
|
|
مهدي حميدة: طاقات الحرف العربي تتخطى الوظيفة اللغوية
نظمت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ندوة نقاشية حول كتاب "النص والحرف والمصحف" لمجموعة مؤلفين الصادر ضمن سلسلتها المخصصة لاحتفالية "الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية" . ناقش الكتاب محمد مهدي حميدة الباحث في الفنون الإسلامية، وقدم للمحاضرة الزميل محمد ولد محمد سالم، وذلك مساء أمس الأول في النادي الثقافي العربي في الشارقة .
في تقديمه للكتاب قال مهدي حميدة إنه يتضمن ثلاثة بحوث هي: "الحرف اللغوي العربي ودوره في فن صناعة وحفظ الكتاب الإسلامي" لمحمد مهران مصطفى، "عتبات النص المكتوب، دراسة في آفاق المصطلح: الهوامش نموذجا" لأحمد راشد إبراهيم و"في تحبير المصحف الأزرق وجمالياته" للدكتور خالد بن المنجي عبيدة، ولاحظ أن الموضوعات الثلاثة ترتبط بروابط شكلية وسيميائية حيث إن جوانب من الدراسات تصب في الجماليات والتقنيات الفنية للحرف والنص والكتاب، وتوقف حميدة عند الدراسة الأولى مبينا أن الباحث محمد مهران مصطفى عرف الحرف صوتياً ودلالياً وبين قيمته في صناعة المعنى، وفي الإيقاع، وتعرض لأنواع الأصوات وصفاتها وطرائق تكون الحرف وجهاز النطق .
وقال حميدة إن الحرف العربي يتعدى الوظيفة اللغوية إلى الوظيفة الجمالية الشكلية، حيث يتسم بالمرونة والامتداد ما سمح له بأن يصبح مادة لعدة فنون أولها فن الخط العربي الذي أظهر الطاقة الجمالية الهائلة له، وثانيها أنه أصبح اليوم يدخل في إطار فنون النحت وأصبح النحاتون يستغلون تلك الطاقة الشكلية لتحويلها إلى منحوتات .
وتعرض حميدة للبحث الثاني المتمحور حول عتبات النص، مشيراً إلى أنها نوع من الدراسة النقدية الحديثة المرتبطة بعلم السيميائيات، والهادفة إلى استقصاء دلالة شكل النص وتوابعه ودورها في صناعة المعنى الكلي للنص، وتتضمن دراسة العنوان الرئيسي وعناوين الفصول والإهداء والتمهيد والهوامش وغيرها من الظواهر المتعلقة بالنص .
وفي البحث الثالث تناول المحاضر دراسة الدكتور خالد بن المنجي عن المصحف الأزرق، وهو نسخة من القرآن الكريم مكتوبة بالخط الكوفي المبسوط المذهب على الورق الأزرق النادر، تعود إلى القرن الرابع للهجرة وتثبت سجلات الجامع الأعظم بالقيروان وجوده بمكتبته منذ القرن الخامس، وخلال القرن التاسع عشر للميلاد تم نهب المكتبة وسرقت عدة صفحات منه نجدها اليوم في مجموعات خاصة وفي بعض متاحف أوروبا .
الخليج
|
|
|
|
|
|